هاجس مستقبل الرياض
السبت / 3 / ذو القعدة / 1445 هـ - 21:45 - السبت 11 مايو 2024 21:45
يشكل الازدحام والاختناق المروري الهاجس الأكبر لساكني مدينة الرياض خاصة مع الخطط الطموحة والمستقبل المزهر للمدينة، عندما نتناقش في النقاشات الخاصة حول مشاريع ومستقبل مدينة الرياض أجد أن الجميع متحمس لما ستؤول إليه المدينة، ومتفائلين بنجاح مشاريعها العملاقة ومن أكبرها إكسبو 2030 ومشروع المربع وغيرها من المشاريع، إلا أن جميع النقاشات المتفائلة لا تخلو من هاجس واحد يشغل بال الجميع ألا وهو الازدحام المروري الخانق الذي أصبح يشكل عبئا كبيرا على حياة ساكني مدينة الرياض.الكثير من الناس أصبح يضيف إلى أوقات عمله الرسمية من ساعتين إلى أربع ساعات يقضيها في سيارته عالقا في الطريق ما ينعكس على أمور حياته المختلفة وجدول يومه وروتين حياته وحتى على مستوى أدائه الوظيفي أو على مستوى نفسيته، وما يتراود إلى أذهانهم دائما هو أن مستوى الازدحام وصل إلى هذه المرحلة قبل افتتاح المشاريع العملاقة وقبل وصول المدينة إلى مستهدف العشرة ملايين إنسان.لكن بالتأكيد فإن المسؤولين عن مدينة الرياض أصبحوا يدركون تماما المشكلات التي يواجهها الناس باستمرار، فقد خفض مستهدف المدينة من خمسة عشر مليونا إلى عشرة ملايين بالإضافة إلى عمل هاكثون الزحام المكون من ست جهات حكومية ممثلة في وزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية ووزارة النقل وسدايا والهيئة الملكية لمدينة الرياض وأمانة منطقة الرياض، متفائلين بمخرجات الهاكثون للحد من مشكلة الازدحام المروري. بالإضافة إلى التسارع الملحوظ في مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام الذي حدد تدشينه في شهر أكتوبر من العام 2024.لاشك أن كل خطة طموحة تواجه بعض العوائق، وقد اتضح أن خطط التطوير لمدينة الرياض واجهت عائق الازدحام الذي شكل هاجسا كبيرا لساكني المدينة، وعن نفسي أثق تماما بتجاوز كل العوائق خاصة بأن المشكلة اتضحت مبكرا ما أتاح فرصة لتفاديها مستقبلا وقبل الوصول للعام 2030 بإذن الله، كما أن الحكومة علمت بالمشكلة وتسعى لحلها، فالمجتمع كذلك يعلم بالمشكلة وعليه أن يعمل لتجاوزها، قد يسأل البعض عن كيفية حل المشكلة من قبل المجتمع، أود أن أوضح أن الثقافة العامة جزء كبير من حل الأزمة، ولتوضيح الفكرة أكبر على المجتمع أن يتكيف مع مشاريع النقل العام وأن يصبح استخدامها أمر طبيعيا وروتينيا، على سبيل المثال الحافلات التي تجوب الرياض من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه لا أكاد أرى فيها إلا القليل جدا من الوافدين، والخوف يكمن في مدى استخدامه للميترو بعد إنجازه هل سيكون مثل الحافلات! ولا نلوم المجتمع بشكل كامل فهناك أيضا تقصير من القائمين على مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام من ناحية الدعاية والتسويق فكثير من الناس لا يعلم أساسا بافتتاح المشروع ولا خريطة التنقل ولم يواكب الافتتاح أي إعلان رسمي.كذلك على المجتمع أن يكيف نفسه على ثقافة المشي، نعلم أنه سنين طويلة قد عانى الكثير من المشي بسبب عدم وجود البيئة المناسبة ولكن في الوقت الحالي ومستقبلا الأمور تتغير كثيرا وأقصد هنا من ناحية الترصيف ووضع مسارات خاصة للمشاة والدراجات بالإضافة إلى مشروعي الرياض الخضراء والمسار الرياضي اللذان يساعد الكثيرا في جودة حياة ساكني مدينة الرياض.إن أحد أكبر ركائز النجاح تكمن في التكامل وعلى المجتمع ما على الحكومة من أجل الارتقاء سويا لتحقيق جميع الآمال والأحلام للمدينة، ولن نستطيع تجاوز الهاجس إلا بالعمل معا وعلينا إدراك أن قدر المدن العملاقة العالمية التي يسكنها ملايين البشر وتستهوي الكثير من المال والأعمال أن تكون مكتظة ولكن تطلعاتنا بأن تكون أزمة الاختناق المروري في النطاق المعقول والمتوسط الطبيعي وهذا ما يسعى إليه الهاكثون المكون من ست جهات حكومية بالتعاون مع المجتمع.@m_a_algarni509