الرأي

‏وداعا بدر بن عبدالمحسن ‏

سليمان محمد الشريف
رحل الأمير بدر بن عبدالمحسن.. ‏شاعر العز والفخر - الإطراء والغزل - الرثاء والرقة.رحل شاعر الحب والجمال ونافذة الهواء والنور ‏رحل مهندس الكلمة وأعلنت الكلمات حدادها...غاب البدر وعم الظلام وباتت الأرض بأسرها حزينة.‏انطفأ نور البدر فبكى الوطن ابنه البار و'فكت' يده الرياض 'تالي' الليل ثم بكت الرقة ولانت القسوة وادلهمت النجوم.اختفى ضوء البدر فشاب الليل.. أفل النجم الساطع فصرخت النجوم.. اختفى الضوء فانكسر النهار وأقفرت روضة الوادي.‏حيما فاضت روح الأمير بدر بن عبدالمحسن بدر العشاق الاسم الذي التصق بالأرواح - صباح يوم السبت 25 شوال 1445هـ الموافق 4 مايو 2024 وودع محبيه بكت الأرض بدءا من حقول الورود وروائح العطور الباريسية من باريس التي أذاعت النبأ، فكان وقعه مؤلما تنادت له الضمائر من أصقاع العالم.. كيف لا وهو الذي امتلك القلوب بسلاح الكلمات - كلمات كانت أقوى من أي سلاح.‏إن الراحل بدر بن عبدالمحسن لم يكن شخصا عاديا ليمر رحيله مرور الكرام ولن يكون نسيانه سهلا فهو في عمق عمق الذكريات وفي صميم صميم المشاعر.هو الإنسان الذي كان معنا طوال فصول حياتنا لامس فيها مشاعرنا حاكى ظروفنا ودغدغ أحاسيسنا بروعته بأيقوناته الساحرة وصور شاعريته الباذخة وبإبعاد عباراته وروعة كلماته وخياله الحر.كان شاعرا كاتبا فنانا كالشمس الشارقة على الظلام والبلسم على الجروح والدواء على الأوجاع.كان يأخذنا برسم كلماته وتشكيل لوحاته على الطريق الطويل على الرمل إلى الجبل والوادي إلى النهر والبحر.كان الأمان في ليال موحشة ودفء ليالي الشتاء الباردة ونديم ليال وضاءة.تحت ضوء البدر نسجنا قصصا من خيال ووضعنا ثقل الهموم على ورق...على ضوء البدر بنينا الأحلام الفارهة من طوي التراب.‏بدر الإحساس المرهف العذب الرقيق القلب الطاهر خاطب القلوب الطاهرة بلطف فاعتذرت وتسامحت وألقت بأيام الاحتدام والبرطمة والحنق في عالم النسيان.‏مهندس الكلمة... تجربة لا تتكرر - مناخ من الشاعرية - رؤية وإلهام – صور من التراحم والحواس والشعور بالمسؤولية ...قصائده جامعة للقيم والمعاني.‏إلى صاحب الكاريزما الساحرة الجاذبة المؤثرة... إلى بدر بن عبدالمحسن – رحلت وتظل 'فوق هام السحب' نراك في وجه 'طفلة تحت المطر' وحينما نسمع حديث 'المزهرية' وكلما تذكرنا عشق 'نجمة لنهر' وكتبنا 'الرسايل'.. ستظل في صلب المشاعر في البرد والحر والشتاء والصيف في الفجر وعند غروب الشمس وكلما مزق الرعد الورق وحلق الهامي على وقع المطر - كلما بزغ نجم وأفل – وتذكرت وجها قد رحل.وداعا: بدر العشاق ونديم أهل الذوق الرفيع‏ وداعا: بهجة الشتاء.. نافذة الهواء.. قيمة الخاتم.. وسادة الذكريات.. طل الأمس.. نجمة الفجر.. وداعا: طوق الإبداع..‏ وداعا: بدر بن عبدالمحسن...! ‏نقطة أخيرة: بدر بن عبدالمحسن.. كتاب من الذكريات - صور على رفوف الزمن.soliman_asharef@