الرأي

مهرجان الثقافة والشعوب

دخيل سليمان المحمدي
الثقافات هي تلك النظم الاجتماعية المشتركة التي تشمل العادات والتقاليد واللغات والأديان والقيم التي تكون هوية وتاريخ الشعوب، وتؤثر على سلوكها وتفكيرها وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية، وتتطور وتتغير مع مرور الزمن وتفاعلها مع الثقافات الأخرى.ففي كل عام تهدينا جامعتنا الإسلامية مشكورة أسبوعا ثقافيا حافلا وحاملا بتلك الثقافات التي تجعلك تجوب العالم وتعيش ثقافات أكثر من 95 دولة على مساحة لا تتجاوز 7 آلاف متر في فناء الجامعة يشارك بها طلاب الجامعة القادمون من أنحاء العالم لنتعرف على ثقافات وعادات شعوبهم لأن لثقافة بعناصرها ومكوناتها تمثل هوية هذه الشعوب، فالشعوب غالبا ما تنطلق في تصوراتها بدءا من هذه الهوية بمختلف الأبعاد القيمية والمعرفية، لذلك التنوع والثراء يخدم الثقافة بالبقاء والقوة والتأثير، ومن المسلم به أن الثقافة التي لا تتقبل الثقافات الأخرى وتتفاعل معها تصبح جامدة لا تعطي ولا تأخذ، وبالتالي يغيب عن أفرادها مبدأ التعايش والتفاهم والأمن والسلام.من نعم الله علينا أصبحت المملكة العربية السعودية بشموخها ومكانتها الدينية والاقتصادية ملتقى ثقافات الشعوب، فالملايين الذين يعيشون بيننا من كافة أنحاء الأرض يمكن أن نستفيد منهم ونفيدهم ثقافيا، لكي تتعرف الأجيال على تنوع الثقافات وتقاليد الشعوب، مما يساعد الجميع على تقبل الآخر مهما كان مختلفا بعيدا عن العنصريات، فنشر هذه الثقافات الشعوبية لا يعني تهميش ونسيان ثقافة وتقاليد شعبنا التي نعتز ونفتخر بها، بل يساعدنا على تقبلها والإيمان بالاختلاف الثقافي والاجتماعي، ويدعم روح التعاون مع الآخرين وإعطائهم حقهم في ممارسة تقاليدهم وثقافاتهم فمن المؤكد أن مثل هذه الاختلافات تثري المعرفة وتوسع المدارك مما يخلق فرص التعايش مع جميع شعوب العالم.فالهدف من إقامة مهرجان الثقافة والشعوب هدف سام يدعو إلى تعزيز الحوار والتفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة وتعزيز العلاقات الإنسانية والتبادل الثقافي، ويعطي الحرية الكاملة لهؤلاء الطلاب بأن يعبروا عن فخرهم وانتمائهم لثقافاتهم.المملكة العربية السعودية هي وطن الإنسانية وملتقى العالم.dakhelalmohmadi@