عطور نخبوية
اختار زيت الهيل رمزا للعروبة، والعنبر والزعفران دليلا على الطيب والكرم والنخوة، لتكون مزيجا من خلطة عطرية فريدة، ووضعها في معرض أشبه بالمتحف الأثري أسماه «الماضي» يضم عطورات كثيرة، لكنها فقط بأسماء شخصيات اعتبارية، وبخلطات خاصة، يتخيل صفات صاحبها وهو يرتدي بشته قبل خلطها
الأربعاء / 4 / جمادى الأولى / 1435 هـ - 00:45 - الأربعاء 5 مارس 2014 00:45
اختار زيت الهيل رمزا للعروبة، والعنبر والزعفران دليلا على الطيب والكرم والنخوة، لتكون مزيجا من خلطة عطرية فريدة، ووضعها في معرض أشبه بالمتحف الأثري أسماه «الماضي» يضم عطورات كثيرة، لكنها فقط بأسماء شخصيات اعتبارية، وبخلطات خاصة، يتخيل صفات صاحبها وهو يرتدي بشته قبل خلطها. الرئيس التنفيذي لمعرض الماضي الشريف خالد بن هزاع بن زيد يقول لـ»مكة» «منحني عملي السابق كمدير للمراسم والبروتوكول بالسفارة السعودية بالقاهرة فرصة للاحتكاك بالملوك والأمراء والوزراء والسفراء لتكون لدي رغبة في البحث عن الفخامة والرقي، ومن أهم أسبابها العطور التي أعيش معها قصة عشق لا تنتهي، بدأت منذ نعومة أظافري، حيث تطور الحب ليصبح هواية في تصنيع العطور، وكان أول عطر صنعته في سن الـ 18 حينما خلطت مزيجا من العطور أفسدتها رائحة الورد لاختلال المقادير. ويضيف: لم أقف عند ذلك بل أكملت مشواري محققا الحلم الذي ظل يراودني طيلة العشرين عاما، حيث صنعت ماركة عطور خاصة بي. مضيفا «نجحت في تحقيقها وصنعت عطورا بأسماء ملوك وأمراء، أعتمد قبل خلطها وتركيبها إلى تخيل الشخصية النخبوية بصفاتها، وتسمية العطر بها، وهو ما أفرح كثيرا منهم». المعرض النخبوي يضم تراثا أثريا ملموسا للسعودية منذ عهد الرسول صلى الله علية وسلم، بصورة توضح عصاه وبردته وقماشا من قبره ومن ثوب الكعبة أيضا وصورا لحكام الحجاز تعلوها صورة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وأبنائه. ويستطرد بن هزاع «تعمدت الخلط بين التاريخ والعطور في ترصيع المحل بحجر بركاني من المدينة المنورة يعود لأكثر من 6000 سنة، ويصل سعر طنه الآن إلى نحو عشرة آلاف ريال، ووضعت وثيقة مبايعة جدي الشريف شحات لمنطقة الحجاز للملك عبدالعزيز (رحمه الله). وبحكم دراسته لماجستير علم نفس الطاقة، يؤمن بن هزاع أن الأقران هم من يختارون العطور، حيث يقول «تعمدت وضع العطور والمخلطات على أرفف مفتوحة حتى يتمكن الزائر من اختيار عطره بنفسه بكل حرية وبدون تقييد». ويوضح «سافرت إلى بلاد متعددة للبحث عن أجود الزيوت الطبيعية لجلبها وخلطها ليلاً، ودرست طرق خلط العطور في «غراس» وساعدني في افتتاح معرضي رسمياً قبل سنة، حيث أعمد في تركيبة عطوري إلى رفع نسبة الزيوت بها 80% لأحافظ على مستوى تركيزها حتى تتميز عن غيرها، بالإضافة إلى الدهون القديمة التي حصلت عليها من كبار تجار الهند في العود، علما أني نجحت في التعاقد مع شركة لتعبئة العطور وتسجيل علامتي التجارية «باسيه» في باريس والتي تعني «الماضي» بالفرنسية»، ويشير إلى أنه يطمح مستقبلا في التحول إلى متحف أثري يجول بلدان العالم. ويقول بن هزاع «استغرقت خمس سنوات قبل افتتاح المعرض لتجهيزه بالمستوى النخبوي الذي طمحت إليه، وبدأت في خلط المخلطات أولا ثم تجميع الصور وتجهيز الديكور واختيار الموقع في ستارز افينيو جدة ويحوي 500 خلطة مميزة وضعتها في أفخم أنواع الكريستال بالعالم، وهو النوع البهامي من التشيك».