تنديد أممي بتزايد أعمال العنف ضد المرأة الفلسطينية
السبت / 11 / شوال / 1445 هـ - 22:26 - السبت 20 أبريل 2024 22:26
فيما تعيش غالبية نساء غزة تحت القصف الإسرائيلي الغاشم، وتواجه عشرات المواقف المذلة والمهينة والمؤلمة، نددت الأمم المتحدة بتزايد أعمال العنف الجنسي المرتبطة بالنزاعات، ذاكرة بصورة خاصة في تقرير «اعتداءات جنسية» ارتكبتها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.وعندما يكون الموت هو القاعدة، تصبح الحياة بحسب أمنية «شيئا قيما جدا، ففي هذه الظروف، لا يبالي الشخص بخسارة ممتلكاته، فالروح أغلى من ذلك، وعدم القدرة على توفير الطعام بالكميات الكافية يصبح أمرا ثانويا».وبعد أن تجاوز عدد شهداء غزة 34 ألفا، بينهم 70% نساء، أصبحت المرأة الفلسطينية تقاوم من أجل حياتها وحياة أبنائها والحفاظ على شرفها الذي يمثل الكثير بالنسبة للمرأة المسلمة.تصاعد العنفأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تصاعد العنف بشكل عام المرتبط بالمدنيين، ووصوله إلى مستويات أعلى من أعمال العنف الجنسي المرتبطة بالنزاعات، أججها انتشار الأسلحة وتزايد العسكرة ونسب التقرير أعمال العنف الجنسي إلى مجموعات مسلحة تابعة للدولة أو غير تابعة للدولة تتصرف في غالب الأحيان دون أي عقاب، مشيرا إلى استهداف نساء وفتيات من النازحين واللاجئين والمهاجرين بصورة خاصة.ويشير تعبير «العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات» إلى أعمال الاغتصاب والاستعباد الجنسي والدعارة القسرية والحمل القسري والإجهاض القسري والتعقيم القسري والتزويج القسري وأي شكل آخر من العنف الجنسي على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنزاع.تكتيك حربأكد غوتيريش في التقرير الذي يستعرض الوضع في الضفة الغربية والسودان وأفغانستان وأفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما ومالي وهايتي، أن هذه الأعمال لا تزال تستخدم كتكتيك حربي وتعذيب وإرهاب وسط تفاقم الأزمات السياسية والأمنية.والضحايا هم بغالبيتهم الكبرى نساء وفتيات، لكنه تم أيضا استهداف رجال وفتيان وأشخاص من أجناس اجتماعية مختلفة، وجرت معظم أعمال العنف هذه في مراكز اعتقال.وفي الضفة الغربية ذكر التقرير أن معلومات تثبتت منها الأمم المتحدة، أكدت تقارير أفادت بأن عمليات توقيف واعتقال نساء ورجال فلسطينيين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية بعد هجمات السابع من أكتوبر غالبا ما ترافقت مع ضرب وسوء معاملة وإذلال، بما في ذلك اعتداءات جنسية مثل الركل على الأعضاء التناسلية والتهديد بالاغتصاب.ظروف صعبةخسرت الصحفية أمنية أبوالخير كل شيء، منزلها ومكتبها والأهم خصوصيتها، لتجد نفسها معيلة لوالديها الطاعنين في السن في مركز إيواء، في ظل ظروف صعبة ونقص حاد بالاحتياجات الأساسية لأدنى مقومات الحياة، فقد سلبت منها حرب غزة الأمن والأمان ووضعت على كاهلها أثقالا تعجز عن حملها الجبال، كما تصف.بعد مقتل عدد من أفراد أسرتها نزحت أمنية وعائلتها من جباليا إلى مدينة غزة، وبعدها إلى مدينة النصيرات قبل أن تنتقل قبل شهرين إلى مركز نزوح في دير البلح، وتقول «نظرا لأن مركز النزوح يعد شبه عيادة ويقصده الكثير من المرضى، فقد تعرضت لعدد من الأمراض، مثل الإنفلونزا، وبسبب تلوث المياه تعرضت للأمراض المعوية، تدهورت حالتي الصحية كما أن العيش في أماكن ضيقة مع أشخاص غرباء انتزع مني خصوصيتي».أدوات ملوثةقبل النزوح كانت حياة أمنية مختلفة، فكان كل من شقيقيها يمتلكان صيدلية ومنزلا، وكان والدها يعيش من دخل أرضه، لكن الحرب دمرت كل شيء كما تقول لموقع «الحرة» «الآن أعيش على دخل بسيط بالكاد يساعدني في إعالة والدي، فالمواد الغذائية نادرة وأسعارها باهظة وكذلك الملابس، فتكاليف الحرب مرتفعة، والمساعدات غير كافية».وتضيف «استمررت مدة 3 أشهر أطهو الطعام على الحطب الذي أشتريه بمبالغ باهظة، حيث الغاز يباع في السوق السوداء بأضعاف سعره، وحتى مياه الشرب والاستحمام أشتريها وهي في الأساس ملوثة».لقمة العيشتقول الناشطة الحقوقية هبة الدنف «أصبحت اليوم امرأة فلسطينية كادحة، تصارع من أجل لقمة العيش، فبعد أن كنت أمارس نشاطي من مكتبي، ها أنا أجبر على تعلم مهارات جديدة مثل إشعال النار من الحطب، وهمي الأكبر تأمين طعام وملابس ودواء لأطفالي بعد أن نزحنا من بيوتنا دون أي شيء، فقد تحولت المرأة الفلسطينية إلى امرأة متسولة، تستنجد وتستغيث وتطلب حاجيات أطفالها».وتتحمل الدنف مسؤولية حماية أطفالها من مخاطر المجتمع الغريب، بعيدا عن بيئتها المعتادة التي عاشت فيها 20 عاما.تعيش الآن في منطقة لا تعرف فيها أحدا، تشعر بالغربة والخوف على مستقبل صغارها.بات طموحها يقتصر على الحفاظ على أفراد عائلتها. كل يوم تتضرع إلى الله أن تستيقظ هي وأطفالها بسلامة، بعيدا عن نيران القصف.مجاعة حقيقيةلا تزال المستشارة القانونية للحركة النسوية الفلسطينية والمديرة العامة لمركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة في غزة، زينب الغنيمي، تعيش في شمال قطاع غزة، حيث المجاعة الحقيقية كما تؤكد، وتقول «هنا لا يجد الناس ما يأكلونه، الوضع صعب للغاية، سعر كيس الطحين وصل إلى 600 دولار، وكيلو الأرز بـ30 دولارا، ونحن نتناول وجبة واحدة في اليوم».وتشدد على أن حقوق المرأة الفلسطينية مهضومة، حيث تم انتهاك حقها في الحياة والسكن والصحة والعمل والغذاء والأمن الإنساني، فتعرضت للقتل والفقدان والتهجير القسري وهدم مسكنها، وما زالت وللأسف الأمم المتحدة لا حول لها ولا قوة، وإلى حد الآن لم تصدر بيانا تضامنيا مع النساء الفلسطينيات، في حين تضامنت منذ اليوم الأول مع الإسرائيليات.وتؤكد «لا نزال بالرغم مما نعيشه نصر والزميلات على الاستمرار بتقديم خدمات مؤسساتنا بقدر ما نستطيع، ونواصل التواصل مع النساء وعائلاتهن لتقديم الدعم والمساندة لهن، ولن نتوانى عن دورنا طالما بقينا على قيد الحياة».وداع مؤلممع تصاعد حدة المعارك في غزة، قررت الصحفية ميسون كحيل النزوح إلى مدينة أكثر أمانا، وداع المنزل كان مؤلما، ورحلة النزوح شاقة وموحشة.سارت مع أفراد من عائلتها وسط حشود النازحين، واجهوا مخاطر عدة على طول الطريق.تقول ميسون «هذه الحرب من أصعب الحروب التي مرت علينا. للمرة الأولى تم إخراجنا من منازلنا بالقوة، وفقدنا عددا من الأقارب والأصدقاء، جميعنا مجروحون ومنازلنا تضررت أو دمرت بشكل أو بآخر. خسرنا الكثير في هذه الحرب وما زلنا ندفع أثمانا باهظة».تتابع «كصحفيين، نحاول قدر الإمكان تغطية الأحداث، وسط انقطاع الكهرباء والإنترنت الذي استمر لفترات طويلة. كان قطاع غزة معزولا عن العالم لنحو 10 أيام متتالية، حينها فقدت عددا من أقاربي ومعارفي، واكتشفت ذلك عبر فيس بوك عقب عودة الإنترنت».وتقيم ميسون الآن في مدينة رفح، حيث تسكن مع أشقائها في منزل شقيقتها المقيمة في أمريكا وتقول «نعيش في مأساة كبيرة، نتعرض في كل لحظة للموت من دون أي ذنب ارتكبناه».أساليب العنف ضد المرأة الغزاوية:
- الخوف والرعب والإرهاب.
- القتل والتشويه.
- الضرب.
- الإذلال.
- سوء معاملة.
- اعتداءات جنسية.
- الركل على الأعضاء التناسلية.
- التهديد بالاغتصاب.