باحث مصري يعيد رسم سياسة أمريكا الخارجية
كارلوس روا: سليمان رجل رمادي مؤثر يقود برنامج التكنولوجيا والأمن السيبراني
السبت / 4 / شوال / 1445 هـ - 20:32 - السبت 13 أبريل 2024 20:32
بينما تزدحم واشنطن بخبراء السياسة الخارجية الذين تمتلئ بهم وسائل الإعلام والندوات وحلقات النقاش، ويعرفهم الكثيرون من المهتمين بهذا الشأن، هناك فريق آخر من الخبراء الذين يعملون في الظل وبعيدا عن الأضواء لكنهم أكثر تأثيرا على صناعة القرار الأمريكي.وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول كارلو روا الباحث المشارك في معهد السلام والدبلوماسية والباحث الزائر في معهد الدانوب «إن هؤلاء الرجال الأقل شهرة هم من يطلق عليهم الرجال الرماديون» وهم يعملون بهدوء منعزلين ويشعرون بالراحة للعمل خلف الكواليس.ويرى أن أهم الرجال الرماديين في واشنطن حاليا الباحث من أصل مصري محمد سليمان مدير برنامج التكنولوجيا والأمن السيبراني في معهد الشرق الأوسط بواشنطن.بيئة متصدعةويبدو منصب سليمان على الورق متواضعا، ولا يعكس الأهمية الكبيرة للرجل حاليا، بعد أن جذبت روآه وأفكاره بشأن توازن القوى المتغير في الشرق الأوسط انتباه كبار صناع السياسة الأمريكيين بحسب روية رئيس التحرير التنفيذي السابق لمجلة ناشونال إنتريست.وأصبحت أفكار ورؤى محمد سليمان تلعب دورا مهما في تشكيل السياسة الخارجية للحكومة الأمريكية في بيئة جيوسياسية متصدعة ومتعددة الأقطاب بصورة متزايدة.ويأتي سليمان من خلفية مختلفة عن خبراء السياسة الخارجية النمطيين في واشنطن، فهو مصري ولد وتربى في القاهرة حتى منتصف العقد الثالث من عمره، ومن هناك وبعيدا عن فقاعة واشنطن، شهد العديد من أحداث العالم الكبرى من منظور مختلف، وكعربي ومسلم لم تكن الأحداث دليل على النوايا الحسنة أدت إلى تدخلات عسكرية مثيرة للمشاكل، وإنما كانت أيضا قصصا لتفكك الدول وخلق كوارث إنسانية.المنطق القاسيأثر قدوم الربيع العربي في بدايات العقد الأول من الألفية الجديدة، وخاصة ثورة 25 يناير في مصر، على سليمان أكثر من غيره، ففي البداية، كان مثاليا مؤيدا للديمقراطية، لكنه سرعان ما أدرك مدى عمق المشكلات الهيكلية والمصالح المتضاربة في دول المنطقة والتي تشكل عائقا أمام الإصلاح الديمقراطي أكثر مما يشكله الافتقار إلى الإرادة السياسية للإصلاح.وعندما كان يدرس الهندسة في الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، بدأ يتقبل، بل ويتبنى، المنطق القاسي للأزمات الدائمة ويصيغ رؤية عالمية تعزز استخدام السياسة الواقعية، وكان ما يحتاجه الشرق الأوسط من وجهة نظر سليمان الذي انتقل إلى واشنطن وهو في منتصف العشرينات من عمره، هو استعادة التوازن المستقر للقوة، الذي فقدته المنطقة بعد الغزو الأمريكي للعراق وانهيار الدولة السورية وغرقها في مستنقع الحرب الأهلية، هذا النوع من الاضطراب يعرف بالصراع الدوار الذي لا نهاية له في الأفق.السؤال المعضلةويطارد الاضطراب المستمر في الشرق الأوسط واشنطن ويعقد جهودها للانسحاب من المنطقة بهدف التركيز على التحديات والتهديدات التي تواجه المصالح الأمريكية في منطقة المحيط الهندي-الهادئ مع تنامع النفوذ الصيني سياسيا واقتصاديا وعسكريا.في الوقت نفسه فإن الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة والتوترات المتصاعدة في البحرين الأحمر والمتوسط تقدم نماذج مدرسية مثالية لهذا التصور، لكن كيف يمكن إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط؟اصطدم محمد سليمان بهذا السؤال المعضلة عندما بدأ الانخراط في دوائر السياسة الخارجية بواشنطن، بدراسته للحصول على درجة الماجستير من كلية الشؤون الخارجية في جامعة جورج تاون، وحصوله على مجموعة من المنح والعمل في عدة مناصب استشارية في العاصمة الأمريكية.رؤية حريصةوعندما سئل عن سليمان قال ماكلارتي «إن محمد جزء من الجيل القادم لكبار قادة السياسة الخارجية مع الذين يمتلكون رؤية حريصة على التعامل مع الديناميكيات والمشهد السياسي المتغير في الشرق الأوسط والشؤون الإقليمية على نطاق أوسع».هذه الإشادة أكدها سي راجا موهان الزميل الكبير في معهد آسيا لسياسة المجتمع وخبير السياسة الخارجية الهندية البارز حيث قال «إن سليمان يمثل مجموعة صغيرة لكنها مهمة من الباحثين الذين يقدمون طرقا جديدة موثوق فيها للتفكير في الشؤون العالمية، والتي لا تمتثل للإفكارالسائدة في الغرب ولا تصطدم بها في نفس الوقت.وردا على سؤال المحلل كارلوس روا سليمان عن مدى تأثيره على المبادرات الأخيرة للحكومة الأمريكية، اكتفى بابتسامة مراوغة، وعندما عاد وسأله عما يمكن أن يحدث في قادم الأيام؟وعمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟ وغيرها من الاسئلة، ابتسم سليمان مجددا وقال إنه وإن كان شخصية عامة فإنه مازال يعمل لدى شركة ماكلاريتي للاستشارات كاستشاري محترف، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يدلي بكل التوصيات أو الآراء على الملأ.الباحث محمد سليمان .. من يكون؟
- مدير برنامج التقنيات والأمن السيبراني في معهد الشرق الأوسط بواشنطن.
- ضيف على شاشات التلفزيون العالمية باللغتين العربية والإنجليزية.
- ولد في القاهرة، وبدأ مسيرته المهنية كمهندس وعملَ كمستشار.
- محلل لمختبر السلام التكنولوجي في معهد الولايات المتحدة للسلام.
- نال في 2017 جائزة قيادة المجتمع المدني من مؤسسة المجتمع المنفتح.
- اختاره في عام 2021 مجلس سياسات الشرق الأوسط كواحد من أهم 40، متخصصا.
- عين قبل 3 سنوات في قائمة القيادة الأمريكية للأمن القومي والشؤون الخارجية.
- حاصل على ماجستير في العمل الدبلوماسي من جامعة جورج تاون.
- متخصص في شؤون شبه الجزيرة العربية، مصر، إيران، السودان، شمال أفريقيا.
- يجيد 5 لغات هي: العربية والإنجليزية والألمانية والفارسية والتركية