الرأي

غياب الطلاب في رمضان.. أسباب واقعية وحلول مقترحة

سعود ثامر الحارثي
تحتل مشكلة غياب الطلبة عن المدارس في مرحلة التعليم العام حيزا كبيرا في عقول وأوقات المعنيين بالتعليم العام وصناع القرار في جميع دول العالم، وبحسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2023، لا يزال ما يزيد نصف الطلبة في التعليم العام الرسمي (54%) بدوام جزئي، ويؤثر كل من وقت التدريس السنوي ومدة التعليم على إجمالي مدة التدريس خلال فترة التعليم في بعض البلدان.وتولي المملكة أهمية للتعليم، حيث رصدت ميزانية التعليم لعام 2024 حوالي 2.6 مليار دولار، ضمن خطة عشرية لزيادة ميزانية التعليم السنوية إلى 8.4 مليارات دولار بحلول عام 2034، وهو ما سوف ينعكس بدورة على مستوى التعليم وجودة مخرجاته، إلا أنه في المقابل تأتي بعض القرارات الخاطئة التي لم تستوف شروطها ونصيبها في البحث والدراسة، والتي تشكل عقبة أمام توجه المملكة لتحقيق رؤيتها 2030، ومنها قرار استئناف الدراسة في شهر رمضان المبارك، وتأثيره على مقدار التزام الطلبة بالحضور في رمضان، والذي بدورة سينعكس على مستوى الحضور الكلي للطلبة خلال الفصل الثالث.فمع بدء إجازة عيد الفطر المبارك للطلاب والمعلمين من يوم 18 رمضان، تشير استطلاعات بعض المواقع خلال 16 يوما مضت من شهر رمضان أن نسبة الغياب بلغت 70% في أغلب المدارس بالمملكة، بالرغم من تقليص أيام الدراسة إلى 14 يوما، وخفض وقت الحصة إلى 35 دقيقة، وتغيير وقت الدوام، والتهديد بالعقوبات والدرجات في حال الغياب بدون عذر.وتأتي هذه المشكلة نتيجة التغيرات الطبيعية والمجتمعية خلال هذا الشهر الفضيل، وما يترتب عليها من تغيرات فسيولوجية وتغيير لأوقات الصوم والنوم والأكل، ليس على مستوى الطلبة فحسب، بل المعلم والأسرة والمجتمع، إلى جانب الصعوبات المالية والمواصلات والنقل وغيرها من المسببات للمشكلة.إن مشكلة الغياب ليست مشكله بحد ذاتها وإنما لها تأثيراتها على غيرها من المشاكل التربوية والتعليمية، ولها انعكاساتها وآثارها السلبية على الطالب والأسرة والمجتمع، وسوق العمل، ومستوى التنمية الشاملة والمستدامة للبلد، وهو ما يتطلب من الجميع حكومة وأفراد ومجتمع مدني ومنظمات تكثيف الجهود وبحث الحلول والبدائل المناسبة لمشكلة الغياب وخاصة في شهر رمضان.وما دفعنا لاستعراض هذه المشكلة لم تكن خصومة أو تعنتا مع المعنيين بالقرار، إنما من منطلق ودافع الحب والإخلاص لهذا الوطن، حتى نستطيع الوصول بالمملكة إلى تحقيق رؤيتها 2030، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وفي هذا المقام يمكن حل هذه المشكلة من خلال ما يلي:
  • مشاركة كافة أطراف العملية التعليمية في عملية صنع القرارات المستقبلية للتعليم.
  • تفعيل التعليم عن بعد والمنصات الرقمية التعليمية التابعة لوزارة التعليم ومواقع المدارس العامة والخاصة.
  • تغيير أواقت الدوام في مستويات محددة من التعليم والطلبة والمناطق التعليمية سواء بتقديم موعد الدوام أو تحويله لتعليم عن بعد.
  • تغيير نظام الدراسة بإزاحة العطلة الصيفية إلى شهر رمضان والاستفادة من القرارات في الأعوام السابقة في هذا الشأن.
هذه الحلول قد تكون جزءا من الحلول المقترحة التي يقدمها الخبراء في الميدان التربوي، والتي قد توصل حل لهذه المشكلة التي ستتكرر في السنوات المقبلة التي تتوافق فيها الدراسة مع شهر رمضان المبارك. sths83@