السعودية.. دعم للتضامن وتوفيق بين المذاهب
الاحد / 21 / رمضان / 1445 هـ - 00:13 - الاحد 31 مارس 2024 00:13
للمملكة تاريخ طويل في خدمة الإسلام والمسلمين، ودعم كل ما يوحد الشمل. مواقفها بين العظيم والنبيل في سبيل تحقيق أقصى درجات التضامن العربي والإسلامي، كما هو حال مساعيها الخيرة المتواصلة للتوفيق بين المذاهب الإسلامية، الرهان الأقرب لتحقيق وحدة الصف والكلمة.اليوم، لا يخفى على أحد في الداخل والخارج ما تقوم به السعودية من جهود في مجال تمتين الأخوة الإيمانية بين كل المسلمين ومد يد العون للجميع تحت كل الظروف، في أي مكان وعلى كل مستوى، وهذا وإن كان هو الثابت الأبرز، فمن الحقيقة أن السعودية تقوم بكثير من الأعمال الإنسانية على مستوى العالم، فقد تبنت في خطوة تاريخية مهمة الحوار بين الديانات السماوية لتعزيز قيمة التسامح والسلام، وقبل هذا ومعه وبعده أولت الإنسان كل إنسان حين المآسي جل اهتمامها ورعايتها، والمؤكد أن سعيها حثيث لتخفيف الويلات على أسس إنسانية بلا منة، ومن هنا كانت وما زالت بلد الإنسانية.في سياق ما تقدم، انطلقت في الأمس القريب بمكة المكرمة، ومن جوار بيت الله الحرام، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة سمو ولي العهد الأمين، أعمال المؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، بحضور ومشاركة جمع معتبر من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية من داخل المملكة ومختلف أنحاء العالم.وفي ختام أعمال المؤتمر 2024-3-18 صدرت وثيقة «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».الوثيقة حوت 28 بندا ركزت في المجمل على التسامح والتحذير من أسباب الفرقة والشتات، ودعت إلى التصدي للمحرضين.وشأنها حال التطبيق بما شملت من بنود أن تعبد طريق الإخاء وتضيئه بمصابيح قبول التنوع ليسود الائتلاف المتين الذي تتلاشى على وقعه خطابات وشعارات التطرف الطائفي المولدة للصدامات المذهبية، التي تضرب استقرار المجتمعات وتسيء للإسلام والمسلمين بداية ونهاية.على أية حال، أعمال المؤتمر ـ مخرجات ووثيقة ـ أكدت أن ما يجمع المسلمين أكثر مما يفرقهم، وأن تعدد المذاهب والرؤى بين المسلمين يحسب في جملة السنن الكونية القدرية، التي قضت بحتمية الاختلاف والتنوع لحكمة أرادها الخالق جل وعلا، وإلى ذلك زادت تأكيدا على احترام الخصوصية المذهبية وعدم المساس بها تحت أي ذريعة، وكذلك رفض أي أسلوب من أساليب الإساءة أو الازدراء للمذاهب الإسلامية، وهذا التقارب يكفي لقطع الطريق على المغرضين المتطرفين أصحاب الآراء التكفيرية، الذين لا يريدون للدول أمنا ولا للمجتمعات استقرارا. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.Msaalyami@