أخبار للموقع

"المزاين".. مهرجان "ملكات جمال" الإبل

خصّ الله سبحانه وتعالى الإبِلَ بخصائصَ فريدةٍوسِماتٍ مذهلة؛ مَيَّزتها عن نظيراتها من المخلوقات، حتى جاءت الآية الكريمة {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} دعوةً إلى التأمُّل في خلق هذا الكائن، والتبصُّر في منافعه، فتكون للنفس لحظاتٌ عميقة تغوص في روعة الإبل وسِحرِ تكوينِها.

وقد شَهِدت العقود الماضية اهتماماً كبيراً بالإبل، إذ أدّت دوراً ثقافياً وحضارياً؛ فجاءت تسمية وزارة الثقافة لعام 2024م بـ 'عام الإبل' تتويجاً لهذا الدور. كما أحسن المجتمعُ السعودي إلى هذا الموروث، واعتنى به أيَّما عناية، وقد كان من ضمن ذلك الاحتفاءُ بالجَمَال المُتجلِّي في الإبل، فقدخُصّصت لها مسابقاتٌ ومهرجانات تعكس ارتباط السعوديين العريق معها ومعرفتهم العميقة بها.

كما أُوجِد لمواضعِ حُسنِها فضاءاتٌ تلفت الأنظار؛منها مهرجان الملك عبد العزيز للإبل الذي يقام سنوياً منذ تأسيسه في عام 2017م، والذي يكشف عن'مزايين' الإبل. فيما يُدرك مُلّاكُها المعاييرَ التي ترفع قيمة جَمالِها وتزيد من أهميتها، وهو أمرٌيَنتُج وفقَ رعايةٍ وحرصٍ يبدآن منذ الولادةويتمثّلان في تهيئة المكان المناسب والغذاء الجيد.

وتتعدد التفاصيل الجذابة والدقيقة في الإبل، لا سيما رأسُها الضخم الذي يُعبّر عن جَمالِها وجلالها، إلى جانب الخد العريض، و 'السبال' وهي الشفاه التي تزدان بتهدُّلِها، و'طفحان اللحي'، كما يُفضَّل في 'العرنون' -الأنف- الارتفاعُ والعَرض، إضافةً إلى تحبيذ الأذن الحادة في المجاهيم، والأذن الصغيرة في المغاتير.

ويُعدّ طولُ وامتدادُ الرقبة أثيراً عند المختصين، إلى جانب ارتفاع مطلعها من منطقة الغارب. ولجسدهاأيضاً مميزاتٌ مهمة، فيُطلَق على تناسقه'الوسرة'، ومما يشمله 'السناد' و'العيز'. وبعدها يأتي 'العرقوب المهزع'، حيث يكون بارزاً إلى الخارج، وتميل الساق نحو الداخل، ثم يأتي الذيل الطويل في المجاهيم، والقصير في المغاتير. وهناك صفاتٌ أخرى مثل اللون الأسود القاتم الذي يُفضَّل في المجاهيم الغرابية، بينما تتألق الوُضح في المغاتير بالبياض الناصع.

وتُمثّل الإبل أيقونةً ثقافية وجزءاً من الموروث الإنساني السعودي، وتمتاز بدلالاتٍ اعتبارية وتفاصيلَ غنيةٍ بَوَّأَتها مكانةً مرموقة، وجعلتها وجهةًللاحتفاء والتكريم.