القدس تتوشح بالحزن في رمضان
فلسطينيون: لن يمنعونا عن الأقصى حتى لو ضربونا أو اعتقلونا
الخميس / 4 / رمضان / 1445 هـ - 00:15 - الخميس 14 مارس 2024 00:15
بينما يكافح أهل غزة من أجل البقاء على قيد الحياة خلال رمضان المبارك، تغير الحال أيضا في القدس والضفة الغربية، بعدما ألقت عملية التدمير الشاملة التي يتعرض لها الفلسطينيون من الاحتلال الإسرائيلي بظلالها.اختفت أجواء رمضان في شوارع البلدة القديمة بالقدس، ولم تكن كعادتها مزدحمة بالناس، بقيت في حالة وجود وترقب وتوتر، وظهر الناس في مجموعات صغيرة متجهين إلى المسجد الأقصى، بينما كانت شرطة الحدود الإسرائيلية تقوم بدوريات في المنطقة، وفقا لتقرير شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية.توشحت القدس مهد الديانات بالحزن، واختفت الابتسامة على وجوه الناس، واكتفوا جميعا بالاحتشاد في صلاة التراويح، والدعاء لأهل غزة المحاصرين، وهم يواجهون أكبر مأساة في تاريخهم.ضرب واعتقالبينما شقت مجموعات صغيرة من المصلين طريقها إلى الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام، لأداء صلاة الظهر، يقول جميل حلواني، صاحب متجر، إن رمضان هو «أهم شهر بالنسبة لنا»، بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، لكن هذا العام، غابت «فرحة رمضان» المعتادة، وقت الصيام والصلاة والخدمة والتجمعات.ويضيف، بأنه مع بدء رمضان دون أي علامة على اتفاق وقف إطلاق النار، «نريد التزيين، لكن ما نراه في غزة لن يسمح لنا»، وقال متنهدا: «هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به من أجل غزة كمقدسيين، وليس التزيين».وأوضح حلواني (38 عاما) أن كثيرين يخشون أيضا تصاعد التوترات وربما أعمال العنف في القدس الشرقية، إذا منعت السلطات الإسرائيلية المصلين من الوصول إلى الأقصى خلال رمضان، وتابع: «بدون المسجد الأقصى نحن لا شيء، حتى لو ضربونا أو اعتقلونا، علينا أن نذهب ونصلي».مواجهة الهراواتتعرض حلواني وغيره لمضايقات لدى دخولهم الأقصى، وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، حشدا كبيرا من الأشخاص يُمنعون من الوصول إلى إحدى البوابات المؤدية إلى المسجد، ويبدو أن ضابطين على الأقل يضربان الناس بالهراوات أثناء صد المجموعة.وعلى النقيض من السنوات السابقة، لم تشهد البلدة القديمة الزخارف المعتادة، وسادت أجواء كئيبة مماثلة في البلدات بأنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل نحو 400 فلسطيني في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين اليهود، منذ بداية الحرب في غزة.منع الدخولقال عمار سدر، أحد شيوخ البلدة القديمة: «العام هذا قررنا بقرار رسمي أن البلدة القديمة لن تُزين، كرامة لدماء أطفالنا ودماء شيوخنا وكبارنا الشهداء».وفي الأسابيع التي سبقت رمضان، لم تكن الحكومة الإسرائيلية واضحة بشأن ما إذا كانت ستنظر في فرض قيود جديدة على الوصول إلى المسجد الأقصى خلال الشهر الكريم.وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إنه لن يتم فرض قيود جديدة، رغم دعوات وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير، إلى فرض قيود صارمة.وعقب مواجهات جديدة، قالت وزارة الإعلام الفلسطينية، إنه «يشار إلى أن قوات الاحتلال تفرض حصارا مشددا على المسجد الأقصى منذ 5 أشهر وتمنع الدخول إليه».حزين جداقالت منال عبيدية (20 عاما) بعد زيارتها المسجد: «إن رمضان حزين للغاية، الجميع حزينون للغاية بشأن ما يحدث في غزة». وأضافت، بأنها ستحاول أن تظل «متفائلة» بأن الوضع قد يتغير خلال رمضان، وأردفت «ما زلنا في اليوم الأول، دعونا ننتظر ونرَ ما سيحدث».بدوره، قال دانيال سايدمان، وهو محام وخبير في شؤون المنطقة مقيم في القدس، إن «الشعور السائد في البلدة القديمة هو شعور بالرصانة واليأس والغضب، بشأن الحرب في غزة أكثر من أي شيء آخر». وأضاف، «هذا شهر التأمل والقداسة والعائلة، ومع ذلك، فمن دون أي خطأ من جانبه، تحول رمضان إلى مصدر صاعقة للصراع».وعززت إسرائيل قواتها، وحولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، عشية رمضان، متذرعة بنية حركة «حماس» إشعال الضفة، خلال الشهر الذي عادة ما تتعامل معه إسرائيل على أنه شهر تصعيد محتمل.القدس .. زهرة المدن
- أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلة مساحة وسكانا.
- يمتد تاريخها إلى أكثر من 5,000 سنة.
- يسكنها أكثر من مليون شخص تقريبا.
- تعرف بأسماء بيت المقدس، القدس الشريف، أولى القبلتين.
- يعدها العرب عاصمة دولة فلسطين المستقبلية بعد التحرير.
- تقع القدس ضمن سلسلة جبال الخليل.