العالم

صرخة أممية.. غزة تموت جوعا

مسؤولون: الاحتلال دمر الزراعة وقتل المواشي والأسماك وقضى على كل سبل العيش

اطفال في غزة ينتظرون الطعام (مكة)
لم تتوقف صرخات الألم الفلسطينية على أرض الواقع داخل القطاع المدمر، ولا عبر وسائل الإعلام، بل ظهرت هذه المرة بصورة واضحة داخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.حذر العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة أن القطاع المحاصر على شفا الموت جوعا، وقال «إن إجمالي سكانه البالغ 2.2 على شفا مجاعة، في حين لا يجد ربع السكان طعامهم اليومي».وفضحت جلسة إنسانية عقدها مجلس الأمن الدولي الممارسات اللا إنسانية للاحتلال الإسرائيلي في القطاع المحاصر، وأطلقت جرس إنذار للعالم بضرورة التحرك قبل مواجهة أكبر أزمة إنسانية قد يشهدها العالم على مدار التاريخ.وضع خطيروقال نائب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، راميش راجا سينغهام، للسفراء «إن الوضع في غزة خطير، حيث ترك جميع السكان عمليا يعتمدون على « المساعدات الغذائية الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة»، محذرا من أن الوضع سيزداد سوء.وأضاف «إن العمليات العسكرية وانعدام الأمن والقيود الواسعة النطاق على دخول وتسليم السلع الأساسية أدت إلى تدمير إنتاج الغذاء والزراعة».وقال سينغام «يحذر خبراء الأمن الغذائي من انهيار زراعي كامل في شمال غزة بحلول شهر مايو إذا استمرت الظروف، مع تضرر الحقول والأصول الإنتاجية أو تدميرها أو تعذر الوصول إليها»، وأضاف «لم يكن أمام الكثيرين خيار سوى التخلي عن الأراضي الزراعية المنتجة بسبب أوامر الإخلاء والنزوح المتكرر».وأفاد أن الشح في السلع الأساسية بما في ذلك الوقود والماء والكهرباء أوصلت جهود الإنتاج الغذائي إلى حالة جمود تام.انتشار الأمراضوتابع «إن العدوان الإسرائيلي «تسبب في نقص واسع النطاق وأضرار جسيمة في البنية التحتية للمياه وندرة المنتجات وحتى فرص صيد الأسماك إلى جانب تزايد الجوع وخطر المجاعة الذي يلوح في الأفق، داعيا إلى إيجاد حلول لزيادة وصول المساعدات الإنسانية».وأشار إلى أنه منذ بدء العدوان والأمم المتحدة تحذر من الآثار السلبية التي ستترتب عن انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، خاصة للسكان يعانون من مستويات عالية من الفقر الهيكلي بعد 16 عاما من الحصار الإسرائيلي.وأضاف «إن 576 ألف شخصا قاربوا من مرحلة المجاعة في غزة، وأن طفلا من بين كل 6 أطفال دون سن العامين، يعاني من سوء التغذية الشديد والهوان، وأن السكان في غالبيتهم مضطرون للاعتماد على المساعدات الإنسانية غير الكافية ليتمكنوا من البقاء».وتابع «إن خطر المجاعة ازداد بسبب عدم توفر الماء والغذاء والصرف الصحي، بالإضافة إلى غياب المأوى والذي أدى إلى انتشار الأمراض في ظل البرد القارص».وقف الحربوأكد أن تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» يشكل تحديات إضافية على توفير ما يكفي من المساعدات، مشيرا إلى أن 1.7 يعيشون في مراكز إيواء عامة ومراكز تديرها الأونروا.وبين أنهم مستمرون بالبحث عن حلول للتغلب على العقبات لتوفير المساعدة الغذائية والخدمات الصحية، ما يستدعي ضمانات أمنية أفضل لتقليص المخاطر، مع رفع القيود الإسرائيلية المفروضة على معدات الاتصالات وإزالة مخلفات الحرب غير المنفجرة واستخدام كل المعابر المتاحة، وأن هذا لن يكون متاحا دون عمل مكثف من الأطراف كافة بما في ذلك مجلس الأمن والمجتمع الدولي.وأكد أهمية بذل الجهد لوقف إطلاق النار وضمان احترام القانون الإنساني الدولي واستئناف دخول السلع الغذائية الأساسية، والكهرباء والوقود وغاز الطهي وحماية البنى التحتية وإعادة الخدمات ورفع القيود على صيد الأسماك والوصول إلى الأراضي الزراعية.أرقام صادمة:25 % من السكان لا يجدون طعاما45 % من المنازل تم تدميرها70 ألف مصاب55 ألف شجرة دمرت30 ألف شهيد8 آلاف مفقودمجاعة وشيكةبدوره، حذر نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو من أن المجاعة «وشيكة» في شمال قطاع غزة، حيث لم تتمكن أي منظمة إنسانية من تقديم المساعدات منذ 23 يناير، وقال في إحاطته أمام مجلس الأمن «إذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة ستكون وشيكة في شمال غزة».وأوضح سكاو «قبل السابع من أكتوبر الماضي كان ثلثا سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية والآن هذه المساعدات مطلوبة لكل سكان القطاع»، وأضاف «إن غزة تشهد الآن أسوأ مستويات الأمن الغذائي، وخطر المجاعة يزداد بسبب عدم القدرة على توفير المساعدات بصورة كافية». وتابع «إن ظروف العمل في مجال تقديم المساعدات ميدانيا صعبة وخطيرة للغاية، كما أن شاحنات المساعدات واجهت عوائق في العبور وتعرضت لإطلاق النار كذلك، لذلك اضطررنا لتعليق عملنا بسبب الظروف الصعبة والخطر على الموظفين».