الرأي

من الكتاتيب إلى الذكاء الاصطناعي

سالم العنزي
إن يوم التأسيس مناسبة وطنية نستذكر فيها منجزات الأئمة والملوك وأبناء الوطن من أجل الوحدة وإرساء دعائم الأمن وتوحيد الكلمة؛ لتأسيس دولة عريقة، وشعب يعتز بوطنه وقادته وقيمه وتراثه وهويته، ونعيش اليوم بفضل الله تعالى مرحلة مشرقة في دولة شامخة بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي.منذ اليوم الأول الذي تولى فيه الإمام محمد بن سعود إمارة «الدرعية»، حظي العلم بمكانة مرموقة في المملكة العربية السعودية.ففي عهد الدولة السعودية الأولى، اتخذ أئمة الدرعية العلم راية ينشرونها في أرجاء المملكة، إيمانا منهم بأهميته في نهضة المجتمع وتقدمه.وبرز العديد من العلماء في تلك الحقبة، نذكر منهم إمام مسجد الطريف الشيخ عبدالله بن حماد.والقاضي عبدالرحمن بن خميس إمام مسجد القصر والشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي أسس الدعوة الإصلاحية القائمة على الكتاب والسنة.كانت مجالس العلم من أهم معالم تلك الفترة، حيث يجتمع الناس من مختلف الأعمار والطبقات للاستفادة من علماء الدين والفقه.وكان من أشهر هذه المجالس ما كان يعقده الإمام محمد بن سعود في قصره، حيث كان يتلقى العلم ويدرسه للطلاب.لم يقتصر اهتمام العلم على العلماء فقط، بل حرصت الدولة السعودية الأولى على دعم التعليم من خلال تأسيس المدارس والكتاتيب، وتوفير الكتب والمواد التعليمية.مع مرور الزمن، ازداد اهتمام المملكة العربية السعودية بالعلم بشكل ملحوظ. ففي عهد الملك عبدالعزيز، تم تأسيس مديرية المعارف عام 1344ه (1926م)، لتبدأ مرحلة جديدة من الازدهار في مجال التعليم.اليوم، تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجال التعليم، حيث تفتخر بنظام تعليمي متقدم يشمل جميع المراحل الدراسية، من رياض الأطفال إلى التعليم العالي.وتولي المملكة اهتماما كبيرا بالبحث العلمي والابتكار، إيمانا منها بأن العلم هو مفتاح المستقبل.وتسعى المملكة إلى تحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي وعالمي للابتكار والبحث العلمي.وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، تدرك المملكة العربية السعودية أهمية تعلم البرمجة والتقنيات الحديثة.حيث أطلقت المملكة العديد من المبادرات والبرامج لتعزيز تعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة بين جميع أفراد المجتمع، بدءا من الطلاب في المدارس وصولا إلى الكبار.وتهدف هذه المبادرات إلى نشر ثقافة البرمجة بين جميع أفراد المجتمع، من مختلف الأعمار والطبقات، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل في مجال التكنولوجيا.وتوفير فرص التدريب والتأهيل للشباب السعودي في هذا المجال.ساعدت هذه المبادرات والبرامج على اكتشاف العديد من المواهب في مجال البرمجة والتقنيات الحديثة، ودعمهم في تطوير مهاراتهم.وأدت هذه المبادرات والبرامج إلى ظهور العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، والتي أسهمت في تنويع الاقتصاد الوطني.كذلك ساعدت هذه المبادرات والبرامج على تطوير العديد من التطبيقات والخدمات الالكترونية التي تسهل حياة الناس في مختلف المجالات.إن رحلة المملكة العربية السعودية مع العلم رحلة طويلة ومثمرة، حظت بدعم كبير من قبل القادة والشعب على حد سواء.وتعد إنجازات المملكة في مجال التعليم علامة فارقة في تاريخها، وتبشر بمستقبل مشرق يزخر بالعلم والابتكار.smalanzi@