يعد اختيار التخصص الجامعي من أهم القرارات، ومن أصعب الأمور التي تؤثر في حياة الطالب المستقبلية، فقد يسهم القرار الصحيح بمسيرة مميزة نحو النجاح والتفوق والانطلاق العملي، وقد يشكل القرار الخاطئ مشكلات وتحديات قد تؤثر في حالة الطالب النفسية؛ فإما أن تدفعه لتغيير تخصصه أو للخروج وإعادة النظر مرة أخرى فتضيع سنوات عمره، وبناء على الإحصائيات (وإن كانت قديمة بعض الشيء) أن هناك ما يقارب 60% من الطلبة يقومون بتغيير تخصصاتهم على الأقل مرة واحدة، وهناك نسبة أعلى لطلبة قابعين في تخصصات لا يميلون إليها ورضخوا لهذا الواقع، فحيرة التخصص ما زالت وما تزال إلى يومنا هذا يعاني منها الطلبة، وقد تكون بسبب عدة أمور منها نقص المعلومات عن التخصصات المتاحة والجديدة، أو تدخل الأهل والأصدقاء والخضوع لرغباتهم، بالإضافة إلى عدم معرفة الطالب بإمكانياته وقدراته وما هو الأصلح له، فأحببت أن أشارككم بعض النصائح في هذا الجانب والتي سأبدأها بإذن الله مع أبنائي:1 - معرفة شخصيتك: تجعل اختيارك أقرب للصواب، وتعطيك ثقة عالية بنفسك، وتذكر المقولة الصينية (اعرف نفسك، وسوف تكسب كل المعارك) توجد الكثير من المقاييس التي تساعدك في اتخاذ قرارك، ومنها: بيركمان، هولاند، ديسك وغيرها، فاجعلها بداية الانطلاق لمعرفة شخصيتك، كما يمكنك وبشكل بسيط معرفة بعض جوانب شخصيتك من خلال معرفة المواد الدراسية التي كنت تحبها، وتستمتع بمذاكرتها، فالمادة التي كنت تتعلمها أسرع، وتميل لها قد تعطيك مؤشرا بالمجال والتخصص المناسب لك.2 - معرفة سوق العمل: تعرف إلى الوظائف المتاحة وطبيعة التخصصات، اقرأ عن المجالات، وابحث عن التوجهات المستقبلية في سوق العمل، فالآن ومع رؤية 2030 تنوعت المجالات، واتسع الأفق فلا تحصر نفسك أمام مجالين (طب وهندسة)، بادر بسؤال الخريجين عن تخصصاتهم، ولا تكتف بسؤال شخص واحد؛ فكل إنسان سيعطيك وجهة نظر مختلفة، وتعبر عن رأيه، ومن الأفكار التي تساعدك في اختيار التخصص فترة التطوع في المرحلة الثانوية فهذه الفترة كفيلة بخروجك للعالم الميداني واحتكاكك بالممارسين والعاملين، ولا تنس قراءة نظام التخصص المزدوج Double major الذي بدأ تطبيقه مؤخرا في بعض الجامعات السعودية، بحيث يجعل الفرصة أمامك لدراسة تخصصين مختلفين في الوقت نفسه، فيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، ولكن كن واقعيا في قدراتك وأحلامك.3 - اختيار التخصص: حاول تطبيق المثلث المهني (من إعدادي) الذي يركز على ثلاث زوايا، وهي: القدرات، الميول، المستقبل المهني، انظر للتخصص الذي ترغب في الالتحاق به من خلال هذه الزوايا الثلاث، فإن اجتمعت هذه الزوايا في التخصص فأنت فعلا شخص محظوظ، ولا تفكر في التخصص فقط من الناحية المادية حتى وإن كان التخصص يدر المال مستقبلا، بل تذكر أنك ستقضي معظم وقتك فيه فلا تنس الجانب النفسي أيضا.ختاما، لا تنس الانتباه جيدا لهذه النقاط الثلاث، وتذكر أن تختار تخصصا يجعلك سعيدا شغوفا ومتحمسا لمستقبلك المهني.ameerah_s_z@