أخبار للموقع

"روشتة عجوز" تداوي "فطوم" مالياً بعد ٢٠ عامًا في "كليجا بريدة"

لم تترك فاطمة شاردة ولا واردة في مجال الطهي والبيع والشراء للبحث عن ذاتها تجارياً، ورغم نجاحها نوعاً ما إلّا أن ذلك لم يرضي طموحها وشغفها بالمزيد.

وبينما تقلب بأوراقها عثرت على وصفة مكتوبة منذ ٢٠ عام لطريقة صناعة الكليجا الأصيلة بمكوناتها الرئيسية التي عُرفت بها قديمًا، وطريقة طهيها عند الأوائل، كانت قد وصفتها لها مُسنة من مدينة بريدة، امتهنت هذه التجارة في بداياتها قبل نحو نصف قرن.

تقول فاطمة الدخيل، التي أطلقت على منتجها (كليجا فطوم) أنها عملت بتجهيز المفرزنات و الأطباق الشعبية لكن نجاحها لم يكن مرضياً بما يكفي، وحاولت جاهدة زيادة هامشها الربحي دون جدوى، حتى عثرت على هذه الوصفة (المكتوبة) في ورقة قد تكون بالية، ولم تلقي لها بالاً في حينها ولم تنفذها بل أهملتها.

وتضيف فاطمة، أنها وبعد عدة تجارب في الطهي والطبخ هنا وهناك، في كثير من المناسبات الوطنية والاجتماعية، وبعد أن تسلل إليها اليأس من نجاح هذا الطابع الخاص في الطهي والطبخ، وقعت عينيها صدفة على ورقة عتيقة، خطتها قريبة لها مسنة قبل 20 عامًا، كتبت فيها تلك المسنة أهم المكونات والمقادير وطرق التحضير لقرص الكليجا بطابعه ونكهته القديمة التي عرفها جيل الأوتئل قبل 50 عامًا أو أكثر كنت هي بدايات تلك المسنة في عالم الكليجا .

هنا قررت فاطمة أن تعقد العزم على تجربة هذه الوصفة كمحاولة أخيرة في مواجهة وصد شعور الفشل الذي تسلل إليها، لتطبق هذا العام ماجاء في الوصفة بحذافيرها، حتى أصبحت هذه الوصفة أو كما أسمتها فطوم هي 'الروشتة' التي حددت العلاج، لتدخل في عالم الكليجا وتفاصيله، وتجوب هذه العوالم، لتكون 'صناعة الكليجا' منعطفا هاما في حياتها ومصدر دخلها.

فقد لاقت أقراص كليجا فطوم، التي كتبت مقاديرها تلك المسنة قبل 20 عامًا، إقبالاً ونجاحاً كبيراً وغير متوقعاً، بسبب طريقة تحضيرها وما تتصف به من نكهة خاصة ومذاق مختلف، وتضيف أنها لم تتصور أن يصل إنتاجها من الكليجا إلى دول الخليج في عامها الأول، من مشاركتها في النسخة 15 في مهرجان الكليجا في بريدة، حيث باتت تردها طلبات أثناء عملها في المهرجان الحالي، لتأمين كميات وتصديرها لمدن المملكة ودول الخليج.

يذكر أن الكليجا بمكوناتها الأساسية وهي طحين البر، والزيت، والملح، والليمون الأسود، والسكر، والقرفة، ودبس التمر، والزنجبيل، والهيل، تكاد تكون هي ذاتها عند جميع الطاهيات، ولكن يختلف مذاق إنتاجهن باختلاف المنكهات الأخرى، وأنواع الزيوت والسمن المستخدمة، وطريقة تحضير العجينة.