نساء غزة يلدن في ملاجئ قذرة
180 طفلا يخرجون للنور يوميا على وقع المدافع والقنابل والرصاص
الثلاثاء / 25 / رجب / 1445 هـ - 22:31 - الثلاثاء 6 فبراير 2024 22:31
180 طفلا بريئا يخرجون للدنيا يوميا، ويرون النور للمرة الأولى على وقع المدافع والقنابل والرصاص في قطاع غزة، تتم ولادتهم في ملاجئ قذرة مكتظة بالبشر، أو حمامات عامة، أو خيام باردة موقتة، وفقا لتقرير حديث لصحيفة «وول ستريت» الأمريكية.ذكر التقرير أن الحرب اندلعت في 6 أكتوبر الماضي، وهناك 50 ألف امرأة حامل في غزة التي تعد من أعلى معدلات المواليد في العالم، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، وقال إن الآلاف يلدن شهريا دون مساعدة طبية تذكر أو لا يحصلن على أي مساعدة، وأحيانا في حمامات قذرة.روى التقرير معاناة آلاف النساء الحوامل في غزة في ظل ظروف صحية سيئة منذ أن ترددت أصداء القصف العنيف وبدء العمليات العسكرية الإسرائيلية وحتى استشهاد وفقدان وإصابة ما يزيد على 100 ألف مدني.تجربة مؤلمةذكرت الصحيفة أن الولادة تكون في الأوقات العادية تجربة مؤلمة بحد ذاتها، كيف إن تم ذلك في منطقة حرب يتضاعف فيها الضيق والخطر، فيما شهدت الأمهات الجدد في غزة وأطفالهن التعرض بشكل خاص لتداعيات الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس من حولهم، حيث تحولت ساحة المعركة إلى مناطق مدنية مكتظة ترزح تحت الأمراض والنزوح ونقص في الغذاء والماء.وبينت أنه نادرا ما تحصل الأمهات الحوامل اللاتي يصلن إلى المستشفيات في غزة على مستوى الرعاية التي يحتجن إليها، مع وجود 13 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في الجيب تعمل، وهذه المستشفيات تعمل بشكل جزئي فقط، إضافة إلى أن المرافق تعاني من نقص الموظفين وتكتظ بعدد جرحى الحرب، وهو ما أدى إلى تدني خدمات الأمومة لتحتل مرتبة منخفضة في قائمة أولويات المستشفيات، وغالبا ما يتم رفض النساء أثناء الولادة.ضغوط شديدةلم تسلم المستشفيات في غزة من الحرب، حيث نفذت القوات الإسرائيلية عمليات داخل المستشفيات وما حولها كجزء من حربها ضد حماس، بداعي أن الأخيرة تستخدمها كمراكز لوجستية لعملياتها، وعزل جيش الاحتلال الجزء الشمالي من القطاع إلى حد كبير عن الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات وما تعانيه المستشفيات في الجنوب من ضغوط شديدة، بحيث لا تستطيع توفير الرعاية المناسبة للأمهات الحوامل.وأوضحت الصحيفة أن المستشفى الإماراتي للأمومة في مدينة رفح على الحدود المصرية، يعد آخر القلاع والمرفق الوحيد المخصص لصحة الأم الذي لا يزال يعمل في القطاع، ومع وجود أكثر من نصف سكان غزة، أو حوالي 1.3 مليون شخص، في رفح الآن، حيث يتعامل المستشفى مع حوالي 80 حالة ولادة يوميا، مقارنة بنحو 15 حالة قبل الحرب.حياة وموتحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يزود المستشفيات في غزة بمستلزمات الولادة، غالبا ما يتم إخراج النساء اللاتي يتم إدخالهن إلى المستشفى بعد ساعات من الولادة، وحتى بعد الولادة القيصرية مباشرة وذكرت الصحيفة أن هناك نقصا في السلع الطبية والمياه النظيفة في كل مكان في غزة، وتزامن ذلك مع بلاغات من الأمم المتحدة أن عددا من حالات النساء تلقين عمليات قيصرية دون تخدير كاف.وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية ليلى بكر «لقد حاولنا توفير مستلزمات الولادة للنساء، لكننا لا نستطيع توصيلها بالسرعة الكافية.. ما نوفره ليس كافيا لكنه يمكن أن يحدث فرقا بين الحياة والموت.تسمم الحملتقول الصحيفة إن القتال يعني استمرار الانهيار لنظام الرعاية الصحية وعدم وجود بيانات شاملة حول تأثير الحرب المستمرة منذ أشهر على معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، واستنادا إلى الأدلة والبيانات المتناقلة من الصراعات السابقة، فمن المتوقع أنها ارتفعت بشكل كبير، كما يقول العاملون في مجال الرعاية الصحية والأمم المتحدة.وتقول طبيبة التوليد البريطانية ديبورا هارينغتون، التي قضت أخيرا أسبوعين في مستشفى الأقصى بوسط غزة كجزء من فريق طبي قامت جمعيته الخيرية بتقديم المساعدة الطبية للفلسطينيين ولجنة الإنقاذ الدولية «جميع مضاعفات الحمل لا تحظى بأي رعاية.. الحالات التي تهدد الحياة مثل ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو تسمم الحمل، لا يتم تشخيصها، ينتشر فقر الدم على نطاق واسع، لكن النساء لا يحصلن على مكملات غذائية يحتجنها في العلاج».كفاح الأمهاتذكرت الصحيفة الأمريكية أنه تستمر مشاكل الأمهات والأطفال حتى لما بعد الولادة، ويقول عمال الإغاثة إن سوء التغذية بين الأمهات المرضعات وأطفالهن أمر شائع، فيما تكافح الأسر التي يعيش الكثير منها في خيام من أجل الحصول على الحليب الاصطناعي والحفاضات والملابس الشتوية لمواليدها الجدد.واستشهد أكثر من 27 ألف فلسطيني في غزة منذ بداية الحرب، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية المجنونة على غزة، بداعي اختطاف حماس 240 رهينة وقتل 1200 شخص من رعاياها، ومنذ ذلك الحين وهي تشن هجوما جويا وبريا وبحريا أدى إلى تدمير البنية التحتية للقطاع وأكثر من 60% من أبنيته، وتهجير ما يزيد على 1.9 مليون شخص من القطاع الذي لا يتجاوز عدد سكانه 2.3 مليون.جرائم جديدةقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمس إن إسرائيل تستقبل وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، بتصعيد جرائمها وإبادتها الجماعية بحق شعبنا، واستهداف المدنيين ومنع وصول الاحتياجات الأساسية ومواصلة تدمير قطاع غزة، وجعله غير قابل للسكن.وأوضحت أن إسرائيل ترسل رسائل قوية تتحدى فيها المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية من خلال حشر أكثر من 1.3 مليون مواطن في رفح ومنطقتها، وسط تهديدات باجتياح تلك المنطقة وارتكاب المزيد من المجازر، كما تستقبل بلينكن بتعميق تقطيع أوصال الضفة الغربية، واستمرار اعتداءات المستعمرين، ونشر المزيد من حواجز الموت وشل حركة المواطنين.وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته بتحرير حقوق شعبنا بقوة القانون الدولي من براثن دولة الاحتلال، وقرار أممي ملزم يتعدى صيغة إدارة الصراع نحو حله وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.حصيلة ضحايا غزة حتى أمس:
- 27,585 شهيدا
- 66,978 مصابا
- 7950 مفقودا
- 1.9 مليون نازح
- 107 شهداء في آخر 24 ساعة
- 143 إصابة في آخر 24 ساعة