في السنوات الأخيرة ظهر مصطلح البساطة أو التبسط كأسلوب حياة منتشر بشكل ملفت في بعض المجتمعات المتقدمة.حتى مع الطفرة الاقتصادية وارتفاع مقومات الرفاهية في حياة بعض البشر إلا أن بعضا منهم بدأ يفضل أسلوب حياة العيش ببساطة.في عالم يزداد تعقيدا وتسارعا، باتت ثقافة التبسط تمثل ملاذا للكثيرين الراغبين في تحقيق مزيد من الراحة والسعادة في حياتهم.في العصر الحديث الذي يتسم بالاستهلاك المفرط والسعي الدائم وراء المزيد، يقدم التبسط بديلا مغايرا يركز على الرضا والامتنان لما لدينا بالفعل، إنه يدعو إلى تقدير الأشياء الصغيرة واللحظات الهادئة التي تشكل جوهر الحياة الإنسانية.في نهاية المطاف، ثقافة التبسط ليست مجرد عن عيش الحياة بأقل الإمكانات، بل هي عن إيجاد الغنى والجمال في البساطة، وإعادة اكتشاف الفرح في الأساسيات.التبسط، أو البساطة الاختيارية، هو نهج حياة يقوم على الاكتفاء بالقليل والتركيز على الجوهر بدلا من الكم، حيث إنك عندما تعيش حياة الحد الأدنى بالرغم أنك تملك الشيء الكثير فإنك تسعى جاهدا لاقتناء ما تحتاجه فقط لممارسة حياتك اليومية.على سبيل المثال، قد يبدأ بعض الأشخاص باقتناء الأشياء الضرورية فقط في منازلهم وبذلك هم لا يقومون بتوفير المال فحسب، بل يمكنهم أيضا توفير الوقت في التنظيف والتنظيم.التبسط لا يعني الحرمان، بل يعني إعادة تقييم أولوياتنا وتركيز جهودنا ومواردنا على ما هو حقا مهم. وبالتالي تقليل الفوضى، سواء كانت مادية أو عقلية، والعيش بوعي وتقدير للحظة الحالية.وللتبسط أو البساطة الاختيارية عدة فوائد، فهي تساعد على تقليل التوتر والقلق من خلال التقليل من الضغوطات والمطالب اليومية كما يمكن تقليل الإنفاق والتركيز على الاستهلاك المسؤول، مما يسهم في الاستقرار المالي. وكذلك يعزز التبسط العلاقات من خلال توفير المزيد من الوقت والطاقة لقضائها مع الأحباء وبناء علاقات ذات معنى.يمكننا تطبيق التبسط في حياتنا من خلال تبني نهج «أقل هو أكثر» في الشراء والاستهلاك. كذلك يمكن إعادة تنظيم المساحات الشخصية لتقليل الفوضى وزيادة الكفاءة، وأيضا قضاء وقت في التأمل والتفكير لفهم الاحتياجات والرغبات الحقيقية، كما يمكن التركيز على بناء علاقات ذات معنى بدلا من السعي وراء النجاحات المادية.إن ثقافة التبسط ليست مجرد اتجاه مؤقت، بل هي نهج حياة يمكن أن يقدم فوائد مستدامة وعميقة لأولئك الذين يعتنقونه. من خلال تبني مبادئ التبسط، يمكن للأفراد تحسين جودة حياتهم بشكل كبير، والعيش بشكل أكثر سعادة واستقرارا.يتيح هذا النهج فرصة للتفكير فيما هو ضروري وما يثري الحياة حقا، ويساعد على التخلص من التشتت والزيادات غير الضرورية التي تثقل كاهل الحياة اليومية.إن التبسط لا يعني فقط تحسين الحياة الفردية، بل يعكس أيضا التزاما تجاه مستقبل أفضل للأجيال القادمة. في جوهره، ثقافة التبسط هي دعوة للعيش بوعي واحترام للذات وللعالم من حولنا.@aamashy