«ادخل برجلك اليمين»
الأربعاء / 21 / جمادى الآخرة / 1445 هـ - 21:26 - الأربعاء 3 يناير 2024 21:26
ذهبت الاثنين الماضي أول شهر يناير للاجتماع مع أحد الزملاء في مكتبه وقبل دخولي صاح قائلا: «ادخل برجلك اليمين» هذه بداية عام جديد نسأل الله تعالى فيه العفو والعافية.سُنة التيامن وقرنها بمنهجية التفاؤل من الآداب السلوكية التي يتعلمها الفرد ويتعامل بها وينقلها لأبنائه ومن حوله من أسرته وعائلته وصداقاته باعتبارها طريقة محمودة وعادة أصيلة تعكس الاستبشار والخير على مشاعرنا لنستشرف من خلالها استحضار الفأل الحسن والبركة بمشيئة الرحمن.تبني فلسفة «ادخل برجلك اليمين» في بداية العام أسلوب مجازي أجده يرمز للإيجابية والخيرية المتوقعة للاثني عشر شهرا المقبلة استنادا لما كان يفعله عليه الصلاة والسلام من سلوكيات التيامن كما حدثت به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقالت: «كان صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله»؛ ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يعجبني الفأل الصالح، الكلمة الحسنة».أيضا ما أجده من تمام الإيجابية التي نستطيع استحضارها في بداية كل شيء الابتعاد عن نطق الأمور السلبية والمحبطة وتجنب التفكير بها؛ فالعقل البشري مخزن الأفكار ومستودع المعرفة فإذا دربنا عقولنا على سلسلة الترابط الإيجابي سيحدث أن تتأثر نفوسنا بتلك السلسلة فتكرار النطق يعزز الفعل.دافعية الإنجاز والاستعداد النفسي تتطلبان التيامن والفأل المؤديين إلى حسن الظن بالله ثم الثقة بالإمكانات التي تدعم الأهداف المخطط لها في مستقبل الفرد ونظرته للحياة؛ والتي أعتبرها من مقومات الوعي الذاتي للمؤمن ومعرفته بأن وجود العقبات والمشكلات أمر لابد منه، وحدوث الهم والغم أعراض تصاحب النفسية البشرية مصداقا لقوله تعالى «لقد خلقنا الإنسان في كبد» الآية (4) سورة البلد وفي آية «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون» الآية (2) سورة العنكبوت.هنالك منغصات تعترض طريق الإنسان وتثنيه عن أهدافه وربما تبعده عن بلوغ مقاصده؛ ولكن يظل الفأل قبسا يرادفه التيامن يلوحان ببصيص من الأمل لاستمرارية العمل.من الجميل أن يبدأ الإنسان عامه بالطموح واستشراف حسن الطالع ليصوغ هدفه الرئيس وهو القدرة والرغبة اللتان تقودانه إلى رسم الأهداف الاستراتيجية القصيرة والمتوسطة والطويلة ويسأل ذاته هذا السؤال ما الذي أرغب في تحقيقه بعون الله في هذا العام خلال الربع الأول مرورا بمنتصفه إلى نهايته؟ ليسجلها تباعا ويلزم نفسه بها لإتمامها ومراقبتها ومن ثم تحقيقها مرحليا بانضباط مع اليقين بالتوفيق القائم والخير القادم؛ فالجميع له آماله ورغباته المهم ألا يعيش الإنسان على هامش الحياة ولا يقبل أن تصبح أهدافه مبنية على ردات أفعاله وانفعالاته.همسة تيامنية تفاؤلية.. الأذكياء هم من يتسابقون بتسجيل دخولهم للعام الجديد ويتوكلون على الرزاق المجيد.Yos123Omar@