العالم

وفاة وإصابة 400 طفل يوميا في غزة

يونيسف: 80% من أطفال القطاع المحاصر يعانون من فقر غذائي حاد

الأطفال يعانون من أجل البقاء على قيد الحياة (مكة)
فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد وبأن 400 طفل يموتون أو يصابون يوميا، كشف تقرير حديث لصحيفة «ذا هيل» أن الحصار والتجويع يزيد أهل غزة قوة وصلابة وتحد.ورأى أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن ألكسندر داونز، أنه رغم أن وقف إطلاق النار الأخير أدى إلى زيادة عدد الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى نحو 150 شاحنة يوميا، فإن ذلك لا يمثل سوى قطرة في بحر، بالمقارنة مع ما يحتاجه سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين تهجر 80% منهم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وأوامر الإخلاء.وقال إن ندرة الوقود أدت إلى إغلاق نحو 75% من مستشفيات غزة.وتوثق التقارير الأخيرة معاناة الفلسطينيين من أجل العثور على الغذاء والماء، ومن الظروف المعيشية غير الصحية التي تسبب الأمراض، خصوصا بين الأطفال والمسنين.انتهاك فاضحولفت إلى أن الغارات الجوية الغاشمة أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 ألف مدني فلسطيني، حيث يزعم الاحتلال أنه يضرب أهدافا تابعة لحماس مختبئة في مناطق مدنية، مما يجعل أي وفيات بين المدنيين أضرارا جانبية، وفي المقابل تؤكد الحقائق أن الحملة الجوية الإسرائيلية تنتهك القانون الإنساني الدولي بشكل فاضح من خلال فشلها في التمييز بين حماس والفلسطينيين العاديين، وإلحاق خسائر في صفوف المدنيين غير متناسبة مع الميزة العسكرية المكتسبة، وأن الحصار الإسرائيلي يشكل انتهاكا أوضح بكثير للقانون الإنساني الدولي وفق الكاتب، والمفارقة هي أن معاناة المدنيين الفلسطينيين لن تحقق أهداف إسرائيل.سلاح التجويعيقول الكاتب «في غزة تتمثل نية إسرائيل المعلنة في تدمير حماس، ولكنها ترغب أيضا في إرغام حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم، وبغض النظر عما إذا كان الهدف عسكريا أو قسريا، تمر الطريقة التي تسعى بها إسرائيل إلى تحقيق هذا الهدف مباشرة عبر الفلسطينيين العاديين.»وأضاف الكاتب أن الحصار الإسرائيلي غير منطقي، وعلى مدار التاريخ لم تحقق عمليات الحصار التجويعي نتائج حاسمة تاريخيا، فالحصار البريطاني الذي تم فرضه على القوى المركزية، بالرغم من تسببه بمجاعة ودمار على نطاق واسع، لم يساهم إلا قليلا في تحقيق النصر، هذا إذا ساهم به فعلا، وفي الآونة الأخيرة قاتلت منطقة بيافرا الانفصالية حتى النهاية المريرة في حربها للانفصال عن نيجيريا، بالرغم من مقتل ما بين مليون إلى مليوني مدني بسبب الحصار. وتشير الأدلة الحديثة إلى فشل عمليات الحصار في الحروب الأهلية وغيرها من الصراعات غير التماثلية.جريمة كبيرةويشير إلى أن معاناة المدنيين الفلسطينيين لم تلعب دورا في التوصل إلى الهدنة الأخيرة وقرار حماس بإطلاق سراح الرهائن، لقد تم إطلاق سراح 3 رهائن فلسطينيين مقابل كل رهينة أطلقتها إسرائيل.ويضيف إلى أن الضغط الشعبي في إسرائيل دفع حكومة نتنياهو إلى تغيير أولوياتها الاستراتيجية، والسعي إلى إطلاق سراح الرهائن.إن الهجوم البري الإسرائيلي هو أكثر ما يهدد حماس وأي تنازلات تقدمها المجموعة ستأتي ردا على هذا التهديد.بطبيعة الحال وبما أن إسرائيل تسعى أيضا إلى تدميرها، من المرجح أن تكون التنازلات ذات المغزى من جانب حماس قليلة.وشدد على أن السعي لتحقيق النصر من خلال الفلسطينيين الجائعين في غزة ليس جريمة فحسب، بل هو خطأ فادح، ختم الكاتب.تهديد الحياةبالتواكب قالت منظمة يونيسف في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» إن تقديراتها تشير إلى أنه في الأسابيع المقبلة سوف يعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم.وذكرت أن هذه النتائج تشير إلى أن جميع الأطفال دون الخامسة في قطاع غزة وعددهم 335 ألف طفل، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي كان يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة، وتابعت «يأتي هذا الخطر غير المقبول في وقت تشهد فيه المنظومات الغذائية والصحية في قطاع غزة انهيارا كاملا».وأشارت إلى أن أكثر من ثلثي المستشفيات لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والأدوية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية بسبب الهجمات، كما دعت إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وأفادت المنظمة بأن أكثر من 400 طفل يقتلون أو يصابون في كل يوم في قطاع غزة.ضحايا دوليونقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن 136 موظفا من موظفي المنظمة الدولية لاقوا حتفهم خلال الحرب المستمرة منذ 75 يوما في قطاع غزة.وكتب غوتيريس على صفحته على موقع «إكس» «استشهد أكثر من 136 من زملائنا في غزة خلال 75 يوما، وهو شيء لم نره من قبل في تاريخ الأمم المتحدة، اضطر معظم موظفينا إلى مغادرة منازلهم. أحييهم وأحيي الآلاف من عمال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم وهم يدعمون المدنيين في غزة».وفي منشور آخر انتقد غوتيريس مرة أخرى تصرفات إسرائيل في الصراع وكتب «الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هذا الهجوم تسبب عقبات واسعة لتوزيع مساعدات إنسانية داخل غزة».ضحايا غزة:
  • 20,437 شهيدا.
  • 53,720 جريحا
  • 9600 مفقود
  • 136 شهيدا أمميا
  • 1.9 مليون نازح
  • 25 مليار دولار خسائر اقتصادية