الرأي

إطلاق سياسة التبليغ عن حوادث وإصابات العمل

برجس حمود البرجس
التبليغ عن حوادث وإصابات العمل والأمراض المهنية أمر مهما لتتبع تلك الحالات والحرص على سلامة المصابين ومراجعة تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية في تلك المنشآت، وأيضا لضمان إجراءات أعمال تصحيحية وتدابير لتفادي تكرار وقوع مثل تلك الحوادث.«التبليغ» وما يحدث بعد التبليغ عن تلك الحالة، هي إجراءات ضمن منظومة متكاملة تستهدف تطوير بيئة الأعمال والممتلكات والسلامة والصحة المهنية للعمال والموظفين.أعلن «المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية» هذا الأسبوع عن إطلاق «سياسة البرنامج الوطني الشامل للتبليغ عن حوادث وإصابات العمل والأمراض المهنية وتوثيق البلاغات ونتائج التحقيقات المتعلقة بها»، وأيضا أعلن عن تدشين «الموقع الالكتروني» -موقع المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية-. هذا الإعلان مكمل لما سبقه من مبادرات، ويدعم تحقيق المستهدفات لأعمال المجلس والذي يرأسه معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.ويحرص «المجلس» من خلال «سياسة التبليغ» و»الموقع الالكتروني» على توحيد جهود الجهات ذات العلاقة وإيجاد بيئة عمل خالية من الحوادث والإصابات، وإعطاء كامل الأهمية لهذا الشأن دون قبول أي مخاطر أو تجاوزات، ولذلك عمل المجلس خلال الفترات الماضية أيضا على برامج مختلفة تتكامل لتحقيق ذات المستهدفات.المستهدف الأكبر هو «خلق وتوفير بيئة عمل آمنة وصحية»، وهذا يتطلب عدة مبادرات وآليات، ومن أهمها تطوير الكفاءات والخبرات في مجال التحقيق في حوادث وإصابات العمل والأمراض المهنية، للوصول للمسببات الجذرية للحوادث ومشاركة الدروس المستفادة على المستوى الوطني للحد من تكرارها.توضيح الإجراءات والخطوات اللازمة لتنفيذ متطلبات البرنامج، ودعم وتمكين جميع المنشآت في توفير بيئة عمل آمنة وصحية ومستدامة والحد من حوادث العمل والأمراض المهنية، جميعها تأتي على رأس مستهدفات المجلس من خلال موضوع «التبليغ عن الإصابات» وما يتبعها من إجراءات.وتأتي أهمية «الموقع الالكتروني» لضمان سهولة تزويد المنشآت والعاملين باللوائح والأنظمة والأدلة الاسترشادية الفنية والإدارية والخدمات الالكترونية التي يقدمها المجلس، لما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال السلامة والصحة المهنية.«المجلس» كان قد أعلن عند بدايات البرنامج أنه يتوجب على المنشآت تعيين مختص للسلامة والصحة المهنية لكل 100 موظف في المكاتب أو لكل 50 عاملا وموظفا في المصانع، وهذا سيولد 18 ألف وظيفة في المنشآت والمصانع للمختصين بالإرشاد والتوعية والرقابة والمتابعة للسلامة والصحة المهنية.فالموقع الالكتروني سيكون أحد وسائل التواصل مع هؤلاء المختصين، بالإضافة إلى التواصل مع بقية العمال والموظفين للنشر التوعوي والتوجيه، والاستفادة من الاقتراحات والتغذية الراجعة.وقبل حوالي ستة أشهر، كان «المجلس» قد أطلق حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي -إكس، وفيس بوك، ولينكد إن، واليوتيوب-، لتحقيق مبدأ التكامل في تقديم الخدمات واستخدام جميع وسائل التواصل المهمة لتوفير تجربة آمنة لمسؤولي السلامة والصحة المهنية في كل القطاعات.أخيرا، الأهمية الكبرى التي توليها المملكة للسلامة والصحة المهنية دليل على اهتمام أنظمة المملكة العمالية بصحة العامل والموظف وسلامته، وأيضا سلامة المنشآت والممتلكات التجارية والصناعية وغيرها، وهذا يشمل صحة العامل والموظف البدنية والعقلية والاجتماعية.Barjasbh@