الرأي

اللغة العربية رمز هوية

عبدالله أحمد الزهراني
يحتفل العالم باليوم العامي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، ويأتي احتفال هذا العام تحت عنوان (العربية لغة الشعر والفنون)، ولا شك أن اللغة العربية لغة ملهمة وشاعرة وساحرة، آخذة بشغاف القلوب، لغة جميلة وممتعة بذاتها، تزيد بهاء وجمالا فيما ينتج بلسانها من كلام منثور أو منظوم، وما يؤلف بلسانها من أصناف الفنون، وما يرسم من لوحات وينحت من مجسمات وتشكيلات بأنواع الخط العربي.فكم أغرم بها أعداؤها وتغنى بجمالياتها المنصفون من خصومها، وكيف انتشرت من لغة محكية ومسموعة محصورة في جزيرة العرب، إلى لغة عالمية بل وتسيدت لغات العالم في عصرها الذهبي إذ كانت لغة العلوم والآداب في وقت كانت بقية اللغات المنافسة تتطفل على ما تجود به اللغة العربية من الإنتاج العلمي والطبي والأدبي، فكانت شعلة العلم ومنارة الأدب والثقافة للعالم بأسره.كيف لا وقد نزل القرآن الكريم بها وهو المعجز في مبناه ومعناه والجيل بأساليبه ليصبح المشكاة التي يقتبس منها البيان والبلاغة، وهو رسالة الله للعالم أجمع وهو المعجز بمبناه ومحتواه.ومع بدء الاستقرار السياسي للدولة الإسلامية بدأ التدوين في العصر الأموي، حيت نقلت دواوين الدولة من اللغة الرومانية إلى اللغة العربية وبدأت عمليات الترجمة والتعريب من علوم وتراث الأمم المختلفة إلى العربية لتصل إلى ذروتها في العصر العباسي، حيث كان العصر الذهبي للفكر الإسلامي، فكانت تلك الترجمات المرجع الرئيس والجسر الذي عبرت عليه الثقافات والعلوم القديمة إلى العصر الحديث وبلغت العناية بالترجمة من حيث الدقة والأمانة والتنقيح والشروحات والإضافة إلى أن طغت تلك الترجمات على ما سواها وأصبحت الأصل المعتمد الذي اعتمد عليه الغرب في نهضته. ولهذا يجب ألا ننسى ما للغة العربية من فضل على ما يعيشه العالم الحاضر من تقدم ورقي.وإني أتساءل في ظل ما تشهده اللغة العربية الفصحى من تهميش وتجاهل في بعض وسائل الإعلام والندوات والمؤتمرات ومعظم الإعلانات والدعايات، لماذا لا نحذو حذو الأمم الأخرى في المحافظة على لغتنا والاعتزاز بها والدفاع عنها وحمايتها والحفاظ عليها وتوريثها لأبنائنا كما ورثناها عن أجدادنا، أو على الأقل نتركها كما وجدناها خالصة صافية من شوائب العامية واللغات الأجنبية. فاللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، ولكن رمز هوية.raheenalzain@