ربع رغيف نصيب كل شخص في غزة
الجوع يطارد النازحين.. والآباء يفشلون في توفير قوت أبنائهم اليومي
الثلاثاء / 28 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 22:07 - الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 22:07
«الرغيف نقسمه إلى 4 أرباع، أعطي كل فرد ربعه في يده، وباقي اليوم صيام».. هذا ما قاله عادل السمني أحد النازحين إلى جنوب غزة، والذي يعيش معاناة يومية من أجل توفير الطعام لأسرته، بعدما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي منازلهم ودفعهم للهجرة القسرية، وأصبح لا مناص أمامهم سوى البقاء في انتظار الموت أو المرض.يشرح النازح الذي يملك أسرة مكونة من 7 أفراد لقناة «الحرة» الأمريكية المعاناة التي يعيشها سكان غزة، والتي يقف خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمساندة من الولايات المتحدة الأمريكية، يقول «نعيش أشباه أموات، نبحث كل صباح على سد جوع أبنائنا، نعيش معظم الوقت صائمين بسبب الظروف الصعبة».ولا يختلف كلام السمني عن التأكيدات الرسمية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، التي أشارت إلى أن «الجوع يلاحق الجميع» في قطاع غزة.أوضاع مأساويةيعيش الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعا مأساوية، حيث يصلون إلى المياه والغذاء والخدمات الأساسية بشق الأنفس، في وقت قالت فيه منظمات إغاثة دولية «إن الجوع يتفاقم في القطاع وبات يطارد الجميع».فر السواد الأعظم للقطاع الذي عاش فيه نحو 2.3 مليون شخص، جنوبا بعد الضربات الإسرائيلية والعملية البرية التي بدأت بمناطق في الشمال، قبل أن تمتد إلى الجنوب بعد ذلك، وكشف نازحون من غزة للقناة الأمريكية وغيرها من وسائل الإعلام الغربية، حجم الأزمة الغذائية والإنسانية التي يعيشونها بعد خروجهم من منازلهم شمالي القطاع.معاناة كبيرةيقول عادل السمني «قبل الحرب كان الأكل في متناول الجميع، حاليا الوضع صعب، فمن لا يمتلك نقودا يجوع».وتابع «المساعدات لا تصل كما يجب، والأمور صارت سيئة للغاية وصعبة، من يعيل 9 أفراد من معيشة وغاز وطعام وشراب يجب أن يكون وضعه ممتازا ليوفر ذلك، وإن وفره بالفعل فسيكون ذلك بعد معاناة كبيرة».أما صلاح فهو طفل نزح من الشمال، وقف طويلا ليحصل على قارورتي مياه بشق الأنفس في أحد مخيمات اللجوء في الجنوب، قال «صرت أملأ المياه وأروح الخيمة لإخوتي وأبي وأمي.. لا مدارس ولا شيء هنا».وباتت مهمة العثور على المياه والغذاء شاقة في ظل شح المساعدات الغذائية وارتفاع الأسعار التي زادت عن الضعفين، مما جعل البعض يتحايلون على نقص الغذاء بإعداد الطعام على صفائح حديدية بدائية، فيما ضحى البعض بوجباتهم لإطعام الأطفال.إحباط وخيبةوفي مدينة رفح الحدودية مع مصر، والتي تمثل سبع مساحة القطاع، هناك تكدس لا مثيل له في المدينة التي كانت بالأساس مزدحمة.وبالتواكب، وصل وفد يضم ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إلى مطار العريش في مصر، تمهيدا لتفقد المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة.وقال مدير وكالة الأونروا، فيليب لازاريني، على هامش الزيارة «شعور عميق بالإحباط وخيبة الأمل، وبعض الغضب أيضا لأننا.. لم نتمكن حتى من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن وقف إطلاق النار».وقال لازاريني «إن الفلسطينيين يشعرون بحالة من اليأس، والجوع طاغٍ في غزة.هناك أعداد متزايدة من الناس لم تأكل من يوم أو يومين، أو ثلاثة أيام... الناس ليس لديهم أي شيء على الإطلاق».منع الغذاءوتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال الغذاء والدواء والمياه لشمال قطاع غزة، مما أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية.وأفادت مستشفى العودة في شمال قطاع غزة، أن الآليات العسكرية الإسرائيلية التي تحاصر مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة منذ عدة أسابيع، تعاني من نقص حاد في الأدوية والوقود والغذاء، لافتة أن الاحتلال قصف المستشفى، ويحاصره بشكل كامل.وقصفت القوات الإسرائيلية وسط مخيم جباليا، وأجبرت نحو 50 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء كانوا موجودين داخل مراكز الإيواء على مغادرتها بالقوة بعد اقتحام مراكز الإيواء بالدبابات، وسط قصف عنيف صوب مراكز الإيواء، مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات من النازحين داخل مراكز الإيواء.مناشدة عالميةوقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية «إن 11 مستشفى فقط، أي أقل من ثلث مستشفيات غزة، لا تزال تعمل وبشكل جزئي، مناشدا حمايتها».وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد بيبركورن، في مؤتمر للأمم المتحدة عبر رابط فيديو من غزة «في 66 يوما فقط، انتقل النظام الصحي من 36 مستشفى عاملة إلى 11 مستشفى تعمل بشكل جزئي، أحدها في الشمال و10 في الجنوب»، وتابع «لا يمكننا تحمل خسارة أي مرافق رعاية صحية أو مستشفيات. نأمل وننشد ألا يحدث هذا».وأوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، الدكتور عبد الجليل حنجل، أنه ووسط الأجواء الباردة يكتظ عدد كبير من النازحين في «غرف مغلقة»، مما يؤدي لتسارع انتشار أمراض الجهاز التنفسي.حماية الناسوجددت منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى حماية المدنيين والمجال الإنساني والرعاية الصحية في قطاع غزة، بعد وقوع حوادث جسيمة أثناء القيام بمهام شديدة الخطورة لنقل المرضى والمصابين وتوصيل الإمدادات الطبية.جاءت الدعوة في أعقاب التأخير عند نقاط تفتيش عسكرية للاحتلال الإسرائيلي، واحتجاز العاملين الصحيين خلال قيامهم بمهمة نقل للمصابين وتوصيل إمدادات طبية إلى المستشفى الأهلي في شمال غزة؛ ما أدي إلى وفاة أحد المصابين.وأشارت المنظمة إلى الصعوبات التي تواجهها الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات في غزة، رغم الحاجة الماسة للمدنيين إليها للتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي، على النحو الذي دعا إليه قرار المجلس التنفيذي للصحة العالمية في العاشر من ديسمبر الجاري، وتأكيد المنظمة التزامها الراسخ بالبقاء داخل قطاع غزة ومساعدة السكان بعد أن أصبح الدعم الإنساني هناك على وشك الانهيارالأوضاع في غزة:
- 1.9 مليون شردتهم إسرائيل
- %85 أصبحوا بلا مأوى
- 18,210 شهداء
- 50,000 مصاب
- 8400 مفقود