«لا تطلق السر من سجنه وتطلب كفيل»
الاحد / 26 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 21:42 - الاحد 10 ديسمبر 2023 21:42
عنوان المقال، من مطلع قصيدة ثقيلة في ميزان الحكمة، للشاعر «عشق بن مسفر بن سعيدان» وهو ابن بيئة حكمة، بيئة تاريخ مشحون بالمرؤة والشهامة ولا يستغرب أن يصوغ هذه القصيدة المحلقة بجناحي التنوير والتصويب في سماء المصارحة الطاهرة، تقديري أن دورة الأيام لن تستطع لفها بالتقادم، حيث تحول رسالتها الاجتماعية وأهمية موضوعها إلى جنب تفرد أسلوبها دون ذلك مما يجعلها نشطة في المجالس العامة، تتجدد مع الأيام وليس لها والأمر كذلك إلا الوصول السريع ناضجة ناصحة صالحة لكل زمان.الأبيات التي عثرت عليها قليلة غير أنها كثيرة في هدفها وكبيرة في بنيتها وصياغتها الفطنة التي لبست المكاشفة ثوب القبول، يقول عشق بن مسفر:لا تطلق السر من سجنه وتطلب كفيلدمار بعض القلوب البيض من طيبهاغير انتبه لا يجي سرك ذبيحة بخيلما ينبسط لين كل الناس تدري بهارسالة راقية مباشرة من شاعر لا تنقصه الإمكانات الأدبية ولا المكانة الاجتماعية.عموما هناك من تضيق صدورهم ويقل صبرهم على تحمل كتم الأسرار عن طيبة قلب أو جهالة وسوء تقدير، يكشفون أسرارهم وتسري بها الركبان وعلاجهم في وصفة ابن سعيدان.وفي السياق لا يخفى أن من الأسرار ما يتجاوز حدود الإنسان مع نفسه إلى الشراكة مع غيره في شأن لا يقبل إذاعة التفاصيل أما مع صديق، أو قريب أو حبيب.. الأمثلة تقل وتكثر والشاهد أن الحياة أسرار من البيوت بما فيها من الخصوصيات التي في ظهورها ضرر إلى الشأن المهني التي ترتقي فيه إباحة الأسرار إلى درجة الخيانة الموجبة للعقاب مرورا بالرفاق – تعاملات وعلاقات – إلى محطات أخرى.. لا ريب أن كسر قفل الأسرار يهيئ الفرص للقيل والقال وشحن النفوس وهنا تتوسع قوائم الأضرار وتحل الخصومات، آراء كثيرة تتجه إلى أن الحقد والحسد والغيرة إلى ذلك الرغبة في الانتقام مجتمعة أو منفردة وراء النبش في أسرار الناس وترحيلها، الحديث يطول عن هذه الخصال الذميمة التي ما اتصلت بشيء إلا أفسدته وفي المراجع الأدبية والشرعية الكثير المفيد.باختصار، يمكن تجاوز كشف الإنسان لسر يخصه دون ضرر لغيره عن حسن نية أو لثقة غير محسوبة أو قل تجربة، غير أن اللامعقول والا مقبول أن ينشغل البعض من المجتمع بتتبع أسرار الآخرين والإصرار على معرفتها إلى درجة يتشابهون فيها مع نباش القبور.. هؤلاء هم الأشرار فاحذروا وانفروا منهم على عجل.هنا خاتمة المقال. وبكم يتجدد اللقاء.Msaalyami@