العالم

فيتو أمريكي ضد الإنسانية

دول عربية ومنظمات دولية تندد برفض الولايات المتحدة مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة

انتشال جثث جديدة في غزة (مكة)
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية ـ التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ـ وقف أنهار الدماء في غزة، وتدخلت بفيتو لا إنساني لإفشال قرار الأمم المتحدة بوقف الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع المحاصر، وأعطت الضوء الأخضر لدولة الاحتلال بمواصلة القتل والبطش بأطفال ونساء وشيوخ فلسطين، في أكبر عملية إبادة جماعية تشهدها المنطقة.ووجهت منظمات إغاثة دولية انتقادا حادا لفشل الأمم المتحدة في التوصل لوقف الحرب في غزة، واستغربت الموقف الأمريكي المعادي للإنسانية والقامع لحقوق الإنسان التي ترفع الولايات المتحدة الأمريكية شعارها، وقالت في بيان مشترك أمس «نشعر بالجزع إزاء فشل مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف إطلاق نار إنساني في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين دون شروط.»وجاء الموقف الأمريكي مخيبا لأمال الدول الإسلامية والعربية ولأكثر 95% من سكان العالم، في ظل جرائم يومية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.صرخة دوليةوقال البيان الصادر عن المنظمات الإغاثية الدولية والذي يمثل صرخة في وجه الطغيان الأمريكي الإسرائيلي «كان من شأن تنفيذ مثل هذا القرار إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس للمدنيين في غزة، هم في حاجة ماسة إليها، حيث يتعرضون لقصف بلا هوادة، كانت هذه فرصة لوقف العنف، ولكنها ضاعت في تلميح إلى الفيتو الأمريكي الصادم». وقالت المنظمات في بيانها «غزة الآن هي أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للمدنيين، لا يوجد فيها موضع آمن.»وتضم المنظمات التي أصدرت البيان عددا من المنظمات الأمريكية والغربية بينها، «أنقذوا الأطفال» و»العمل ضد الجوع» و»أوكسفام» و»كير» و»المجلس النرويجي للاجئين.»واستخدمت الولايات المتحدة، وهى حليف مقرب لإسرائيل، حق النقض (الفيتو) في التصويت ضد مشروع قرار بمجلس الأمن، رغم الوضع المتدهور للمدنيين في قطاع غزة.خيبة أملوعبرت السعودية والدول العربية عن خيبة أملها من قرار الولايات المتحدة الأمريكية، وقال وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله لقناة «PBS» إنه يشعر بخيبة أمل لأن مجلس الأمن لم يتمكن من اتخاذ موقف حازم، وأكد أن السعودية تختلف مع أمريكا بقرارها بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وقال الوزير السعودي «لسوء الحظ نرى موقفا.. نرى أن وقف إطلاق النار نوعا ما ينظر له ككلمة سيئة، وبصراحة لا يمكنني فهم ذلك»، وتابع «عادة ما نراه أنه عندما يكون هناك صراع على الساحة الدولية نبحث دائما عن طريقة لإنهاء الصراع ولذلك نشعر بخيبة أمل بأن مجلس الأمن لم يتمكن من اتخاذ موقف حازم حيال ذلك، ونحن بالتأكيد نختلف مع الولايات المتحدة في أن هذا القرار لا يستحق الموافقة عليه».الفتيو الأمريكيواستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لطلب وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت على النص الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة.وعقدت الجلسة بعد لجوء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر»، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.وطرح محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، سؤالا على المجلس قائلا «ما الرسالة التي نرسلها للفلسطينيين إذا لم نتمكن من التوحد خلف دعوة لوقف القصف المستمر على غزة؟».كيف تعطل قرار وقف النار في غزة؟
  • 15 عدد الأعضاء في مجلس الأم
  • 13 صوتوا مع قرار وقف إطلاق النار
  • 01 أمريكا وحدها رفضت القرار
  • 01 بريطانيا امتنعت عن التصويت
فشل متكررورأت فلسطين أن هذا الإخفاق هو فشل في حماية المدنيين الفلسطينيين، وبما يعني إعطاء إسرائيل المزيد من الوقت لمواصلة عدوانها على شعبنا دون أي اعتبار للقانون الدولي والمطالبات الدولية المتواصلة لحماية المدنيين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية الأساسية بشكل مستدام، بسبب فشل مجلس الأمن في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أنها تشعر بخيبة أمل بالغة؛ لأن مجلس الأمن الدولي فشل مرة أخرى في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، في غزة، وسط مأساة إنسانية، تحدث هناك. وقال متحدث باسم الوزارة في بيان «إنه على الرغم من تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة للمادة رقم 99، من ميثاق الأمم المتحدة وتحذيراته من وقوع كارثة إنسانية في غزة، غير أن مجلس الأمن فشل في أداء مسؤوليته الرئيسة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين».تصويت كارثيوأكد الأمريكيون، حلفاء إسرائيل، مجددا رفضهم وقف إطلاق النار، وقال نائب السفيرة الأمريكية روبرت وود «نحن لا نؤيد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار». وأضاف «لن يؤدي ذلك إلا إلى زرع بذور حرب مستقبلية، لأن حماس ليس لديها رغبة في سلام دائم»، معربا عن أسفه أيضا لعدم إدانة هجمات حماس في 7 أكتوبر، ووصف ذلك بأنه «فشل أخلاقي».في المقابل، وصف السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور نتيجة التصويت بـ»كارثية»، مضيفا أن ملايين الأرواح الفلسطينية على المحك، كل فرد منهم يشعر بالذعر ويستحق الإنقاذ» ولم يتحدث السفير الإسرائيلي جلعاد إردان أمام المجلس بعد التصويت، لكنه قال «وقف إطلاق النار لن يكون ممكنا بدون عودة جميع الرهائن وتدمير حماس».الجلاد والضحيةويأتي الفشل في تبني قرار بوقف الطلاق النار في قطاع غزة في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية جراء نقص الغذاء والدواء والوقود بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع لمدة زادت عن شهرين، وبعدما ارتفع عدد الضحايا من الفلسطينيين لما يقارب من 25 ألف شهيد وفقيد، وما يزيد عن 45 ألف مصاب.وأدانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة، وقالت «إن فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار وقف إطلاق النار الإنساني في قطاع غزة للمرة الثانية منذ بدء الحربالإسرائيلية بسبب الفيتو الأمريكي «إجحاف بحق القانون الدولي وقواعده الخاصة بالحروب».واعتبرت الوزارة ذلك امتدادا لازدواجية معايير دولية بائسة تمييزية بين المدنيين في العالم، وانتقائية في تطبيقات القانون الدولي وفقا لهوية الجلاد والضحية.