حينما برزت شركة وادي مكة للتقنية كشركة استثمارية تمتلكها جامعة أم القرى، كان الفكر السائد لدى البعض أنها ستمثل مصدرا ماليا للجامعة، دون النظر لدورها في دعم البحوث والدراسات، والمشاريع الناشئة، وتنمية قدرات الشباب والفتيات وفتح المجال أمامهم لاستثمار أفكارهم وتوظيفها بما يخدم الوطن والمواطن والحاج والمعتمر.وحينما تشرفت بزيارة الشركة قبل أعوام وقفت أمام العديد من الأعمال والابتكارات التي نفدتها، وتذكرت حينها جهاز «كور بلو» المتعدد الاستخدامات الذي دشنه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز في مارس 2015، والذي أطلق عليه (صنع في مكة)، وهو جهاز متعدد الاستخدامات يعمل على إرسال إشارات لاسلكية بتقنية البلوتوث منخفض الطاقة يمكن ربطه مع الجوالات ويعيش على بطارية لسنوات ويصل مدى إرساله إلى نحو 50 م، ويستخدم الجهاز في تطبيقات المدن الذكية كأنظمة الملاحة داخل المباني كما يمكن تزويده بحساسات لقياس درجة الحرارة والعوامل الجوية المختلفة، إلى جانب استخدامه لمتابعة الأشخاص مثل الأطفال والمرضى في المستشفيات أو متابعة السيارات والبضائع.بالإضافة إلى استخدام الجهاز الذكي في مجالات الحج والعمرة، إذ للحساس تطبيقات متنوعة كمتابعة الحجاج وتقديم خدمات لمساعدة المفقودين ويمكن استخدامه للملاحة الداخلية داخل الحرمين الشريفين والمساعدة في تقديم خدمات للزوار كالعد الآلي لأشواط الطواف والسعي.وقبل أيام كنت ضمن وفد شركة مطوفي حجاج تركيا وحجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا في زيارة للشركة وكانت لنا جولة بأروقتها تعرفنا من خلالها على شركة وادي مكة للاستثمار المملوكة بالكامل لشركة وادي مكة للتقنية، والتي تمتلك صندوقا للاستثمار الجريء، وتقدم خدمات التدريب واحتضان وتمكين الأعمال بالشراكة مع الخبرات المحلية والأجنبية دعما لريادة الأعمال وتعظيما للناتج المحلي.كما تعرفنا على شركة وادي مكة العقارية والتي تهدف إلى جذب المطورين والمستثمرين العقاريين لتطوير أصول جامعة أم القرى، والأصول الممنوحة لشركة وادي مكة؛ من أجل تنويع وزيادة مصادر الدخل، وتحسين الحياة الجامعية والبيئة المحفزة للإبداع وريادة الأعمال.أما في شركة وادي مكة التقنية فوقفنا أمام خدمات استشارية، واستثمارية في الإنتاج الفكري والمنتجات المعرفية ونقل المعرفة.ووقفت أمام أعمال إبداعية داخل أروقة معرض الأفكار الريادية الذي افتتحه رئيس جامعة أم القرى تزامنا مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، والذي يمثل العديد من مشاريع التخرج لكلية التصاميم والفنون، إضافة لأفكار قدمها مجموعة من الشباب.وإن كانت حاضنات ريادة الأعمال تستهدف «دعم ريادة الأعمال واحتضان الشركات الناشئة وتحفيز الابتكار وتنمية القدرات»، فإن وجود حاضنات الأعمال داخل شركة وادي مكة منح الشباب والفتيات فرصة لتقديم أعمالهم الإبداعية بأفكار تأتي من خارج الصندوق.فشكرا للشركة التي فتحت أبوابها لدعم الشباب واستثمار أفكارهم وتنمية مواهبهم دون النظر نحو العائد المالي الذي تجنيه، بقدر نظرتها للنتائج العلمية والأفكار الإبداعية المقدمة.آمل أن تسعى شركة وادي مكة بالتعاون مع شركات الطوافة وشركات مقدمي خدمات حجاج الخارج لتنظيم أسبوع لريادة أعمال الشباب بمركز المعارض التابع للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة لإظهار أعمال الشباب وإبداعاتهم العلمية والفكرية أمام ضيوف الرحمن، أو تسعى الشركة لتنظيم المعرض بمعرضها الرئيس ليطلع الحجاج على ما يحظى به الشباب من دعم وتشجيع لتنمية مواهبهم وصقل أفكارهم لمواصلة مسيرتهم.ashalabi1380@