الرأي

جدة بنفسجية في كأس العالم

(سليمان الجابري)

توشحت جدة بلون الخزامى والريحان البنفسجي، فيالمطار، والمعالم التاريخية والثقافية، والمرافق الرياضية المختلفة.. واتخذت زينتها بصور الأندية واللاعبين، بعدأن أصبحنا على مرمى أيام أو ساعات من انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها المملكة فينسختها العشرين على ملعبي مدينة الملك عبدالله الرياضية ومدينة الأمير عبدالله الفيصل في جدة خلال الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر الجاري.

اللون البنفسجي هو اللون الرسمي للبطولة، ولكنه أيضا هو اللون المعتمد رسميا في المملكة، بعد أن اختارته ليكون لون سجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين، ولون السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية، حيث يرمز إلى لون صحاري المملكة وهضابها في فصل الربيع عندما تتزين بلون زهرة الخزامي والريحان والعيهلان، كما يشير إلى فن حياكة السدو السعودي التقليدي؛ الذي سجلته منظمة اليونيسكو رسمياً في قائمتها للتراث الثقافي غيرالمادي.

رموز واحتفالات مختلفة أطلقتها المملكة ضمن منظومةمتكاملة من الاستعدادات والتجهيزات والمناطق الرياضية الترفيهية على كورنيش جدة ومنطقة المشجعينفي البلد وملعبي المباراة، حتى تكون البطولة المرتقبة انعكاسا لقدرة السعوديين على استضافة وتنظيم أكبرالفعاليات في العالم، وتعبيرا عن وجهها الحضاري، ورقي شعبها وكفاءته، وحسن استقباله للزوار والضيوف، خاصة أن أعدادا من السياح، ومن جماهير الفرق المشاركة في البطولة، ومن عشاق كرة القدم في العالم، قد بدأوا في التوافد على محافظة جدة لمتابعة البطولة، والاستمتاع بأجواء المملكة الرائعة في مثل هذا الوقت من العام، حيث تتمتع جدة بالأجواء المعتدلة التي تشجع السياح والزوار على الاستمتاع بشواطئها ومرافقهاالبحرية الراقية، وعلى التجول في منطقتها التاريخية، ذات الطابع التراثي العريق، الذي يعبر عن أصالة الشعب، ويعكس عمقه الثقافي والحضاري.

ولا شك أن بطولة كأس العالم للأندية تعد فرصة كبيرة للسعوديين وللسياح أيضا، من أجل التعارف عن قرب، وتعرّف كل طرف على الآخر، خاصة بالنسبة للشعب السعودي الأصيل، الذي لديه ما يقدمه للعالم من حفاوة وكرم ضيافة وحسن استقبال، وعادات وتقاليد أصيلة، تعكس عمقه الثقافي والحضاري، حيث يعبر عن إنسان الجزيرة العربية بكل زخمه التاريخي والديني، ويؤكد للعالم أن هذا الإنسان الذي قدم له في الماضي العلم والتحضر والمثل العليا، لا يزال قادرا على تقديم المزيد.