غرق غزة جريمة جديدة ينتظرها العالم
وول ستريت: الجيش الإسرائيلي وضع 5 مضخات عملاقة بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين
الثلاثاء / 21 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 23:30 - الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 23:30
فيما يتواصل القصف الوحشي على غزة، يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لجريمة جديدة تتمثل في إغراق القطاع المحاصر بالمياه، بداعي القضاء على الأنفاق وإجبار المقاتلين الموجودين بها على الخروج.وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إسرائيل أقامت نظاما كبيرا من المضخات العملاقة، قد يتم استخدامها في سحب مياه من البحر، لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة، في محاولة لإجبار المقاتلين على الخروج.ووفقا للتقرير، فإنه في منتصف نوفمبر تقريبا، أكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن 5 مضخات عملاقة على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.وأفاد التقرير بأنه «لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الرهائن»، بعد التصريح أنه تم إخفاؤهم في «أنفاق آمنة».غمر الأنفاقوعلق مسؤول أمريكي على تقرير الصحيفة بالقول «ستعمل على جعل الأنفاق غير صالحة للاستخدام، حيث تستكشف مجموعة من السبل لفعل ذلك».وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن مسؤولا في الجيش الإسرائيلي أحجم عن التعليق على خطة غمر الأنفاق، لكنها نقلت عنه قوله «إننا نعمل على نزع قدرات حماس بطرق مختلفة، باستخدام أدوات عسكرية وتكنولوجية مختلفة».وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة لأول مرة بذلك الخيار الشهر الماضي، وذكرت أن المسؤولين الأمريكيين لا يعرفون مدى قرب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من تنفيذ الخطة، ونقلت عن المسؤولين قولهم «إن إسرائيل لم تتخذ قرارا نهائيا بالمضي قدما في الخطة أو استبعادها».أزمة إنسانيةومن المخاوف التي ذكرها التقرير الأضرار المحتملة التي قد تلحق بطبقة المياه الجوفية والتربة في قطاع غزة، إذا ما تسربت مياه البحر والمواد الخطرة الموجودة في الأنفاق إليها.ونقلت «وول ستريت جورنال» عن شخص مطلع على الخطة قوله «لسنا متأكدين من مدى نجاح الضخ، لأنه لا أحد يعرف تفاصيل الأنفاق والأرض المحيطة بها، كما من المستحيل معرفة ما إذا كان ذلك سيكون فعالا، لأننا لا ندري كيف سيتم تصريف مياه البحر في أنفاق لم يدخلها أحد من قبل» سوى من حفرها.ومن المخاوف أيضا، أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يضع الرئيس بايدن وإدارته في موقف صعب، ويؤدي إلى إدانة من العالم أجمع، وقال مسؤول سابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية، «إن إغراق الأنفاق على المدى الطويل قد يجبر حماس على تركها، لكن إذا تم إطلاق المياه المالحة فيها، فإن هذا قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع واحتدامها».سيناريو الرعبوقالت تقارير غربية أن حماس استخدمت نظام الأنفاق الواسع النطاق للاختباء والتنقل بين المنازل في غزة واحتجاز الرهائن دون أن يتم اكتشافها، وتم بناء بعض الأنفاق الأكثر تطورا بالخرسانة المسلحة، وتحتوي على خطوط كهرباء واتصالات، وهي طويلة بما يكفي ليقف فيها رجل متوسط الحجم، بحسب الصحيفة.ووفق ما نقلته الصحيفة، في ختام تقريرها، قال فيم زويننبرغ، الذي درس تأثير الحرب على البيئة في الشرق الأوسط، إنه بافتراض أن حوالي ثلث شبكة الأنفاق قد تضرر بالفعل، سيتعين على إسرائيل ضخ ما يقرب من مليون متر مكعب من مياه البحر لتعطيل الباقي. ويتواصل الاعتداء الوحشي الإسرائيلي برا وجوا على جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، وسط مطالب أمريكية وأممية بـ»حماية المدنيين»، ومخاوف بشأن وقوع «سيناريو أكثر رعبا».تكرار الفظائعوقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، «إن استئناف العملية العسكرية الإسرائيلية وتوسعها بشكل أكبر في جنوب غزة يكرر الفظائع التي حدثت خلال الأسابيع الماضية».وأضاف «إن انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة، تسبب في مزيد من المعاناة والفقدان والحزن للمدنيين أينما كانوا، داعيا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية».واضطر أكثر من 60 ألف شخص للانتقال إلى ملاجئ الأونروا المكتظة بالفعل، فيما يبحث المزيد من الناس عن المأوى. وقد نزح العديد منهم بالفعل أكثر من مرة هربا من الحرب في أجزاء أخرى من غزة.وأشار لازاريني إلى أن أمر الإخلاء يدفع الناس إلى التمركز في مساحة تقل عن ثلث مساحة قطاع غزة، إنهم بحاجة إلى كل شيء: الغذاء والماء والمأوى، والأمان في الغالب. الطرق المؤدية إلى الجنوب مسدودة».ادعاءات كاذبةوأفاد لازاريني بمحدودية الوصول إلى المياه، حيث أدت العملية الإسرائيلية لتوقف أكبر محطة لتحلية المياه في غزة والتي كانت توفر في السابق مياه الشرب لنحو 350 ألف شخص.وحذر من توقف أكبر مستشفى في جنوب غزة والذي يضم أكثر من 1,000 مريض ويؤوي 17,000 نازح عن العمل بسبب نقص الإمدادات وعدم كفاية الموظفين.وقال المفوض العام للأونروا «كاذبة هي الادعاءات التي تزعم بأن الأمم المتحدة لديها آلاف الخيام وتخطط لفتح مخيمات جديدة للاجئين في رفح، قلنا ذلك مرارا وتكرارا ونقوله مرة أخرى: ما من مكان آمن في غزة، سواء في الجنوب أو الجنوب الغربي، أو في رفح أو فيما يسمى من جانب واحد بـ 'المنطقة الآمنة'».انتهاك القانونونبه إلى أن التطورات الأخيرة تضعف العملية الإنسانية، حيث تؤدي محدودية دخول الإمدادات وتعقيد الترتيبات اللوجستية والتنسيقية إلى إبطاء تدفق المساعدات وفي بعض الأحيان عرقلتها.وقال «إن السلطات الإسرائيلية تواصل تقييد تدفق الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، مما أجبر الأمم المتحدة على استخدام نقطة عبور غير مجهزة مع مصر، لافتا أن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة غير مجهز لمرور عدد كبير من الشاحنات».ودعا لازاريني إسرائيل إلى إعادة فتح معبر كرم أبو سالم والمعابر الأخرى وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بشكل غير مشروط ودون انقطاع، وأكد أن عدم القيام بذلك ينتهك القانون الدولي الإنساني.وكانت هدنة مؤقتة دامت 7 أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر، أتاحت تبادل العشرات من رهائن اختطفتهم حماس بسجناء فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.تحذيرات أممية:1000 مريض معرضون للموت بعد طردهم.17,000 نازح في العراء بسبب طردهم من مستشفى.350 ألف شخص حرموا من المياه.16,000 شهيد مع تواصل العدوان الإسرائيلي.