تابعت بشغف فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2023؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي خلال هذه الفترة بمقره في ملهم (شمال مدينة الرياض)، وجذبني إليه عملية الاهتمام المؤسسية التي تشرف عليها حوكمتنا الرشيدة لتنظيم هواية الصيد بالصقور، وفي الوقت ذاته دعم جهود حماية الحياة الفطرية بالحفاظ على السلالات وإعادتها لمواطنها.لا شك أن نادي الصقور السعودي دأب خلال السنوات الماضية، منذ تأسيسه، على منهجية محددة لدعم الصقور والصقارين، من خلال جمع الصقور وإطلاق عدد منها داخل المملكة ومجموعة أخرى خارجها، وفي نفس الوقت مراقبتها لقياس نجاح إعادة التوطين وعملية التكاثر وإنتاج الفروخ.ودرس النادي التحديات التي تواجه الصقور، لا سيما السلالات النادرة المهددة بالانقراض، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والقوات الخاصة للأمن البيئي، وفي الوقت نفسه عاونهم سكان المجتمعات المحلية والمهتمين بالصقور.وفي عملية الإطلاق الخارجي كانت المملكة ملهمة للجهود العالمية في سبيل تشجيعها للحفاظ على الصقور المهاجرة، وتنمية هواية الصقارة وتطوير مهارات الصقارين.واستكمالا للجهود المحلية والعالمية الريادية للمملكة، فإن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور منذ انطلاقه في عام 2019 وحتى نسخته الأخيرة، يؤكد الحضور المحلي والإقليمي والدولي الذي يفتح آفاقا جديدة في مجال الصقور، من خلال إحياء الإرث العريق للسعودية في الصقارة، وكذلك التعريف بالتراث والهوية الوطنية، والمحافظة على انتقال الموروث الثقافي بين مختلف الأجيال، والمساهمة في تعزيز ثقافة تربية الصقور واقتنائها والاعتزاز بها ونقلها للعالم، بما يسهم في استمراريتها واستدامتها.