معرفة

المالكي: البودكاست ليس منتجًا يحمل راية التغيير

عبدالله المالكي
البث الصوتي أو التدوين الصوتي أو كما يعرف بـ «البودكاست»، هو أحد وسائل الإعلام الجدید الذي لاقى رواجًا كبيرًا ولعب دورًا مهما إذ أثار تنوعه اهتمامات الجماهير، بلغ عدد المستمعين إليه في المملكة العربية السعودية تحديدًا إلى 5 ملايين مستمع منتظم حسب communicate online يشير هذا العدد إلى أن البودكاست أصبح له مكانًا في يوم الانسان المزدحم بالأعمال والأسرة والاهتمامات الأخرى.الأستاذ عبدالله المالكي، حاصل على شهادة البكالوريوس في تخصص الإعلام بجامعة أم القرى، مخرج إبداعي ومنتج بودكاست يتحدث في حواره مع طالبات تخصص صحافة رقمية بجامعة نورة عن اسباب نجاح البودكاست، وماهي التحديات التي تواجهه وعن المحتوى الذي يقدمه البودكاست، والمزيد من التفاصيل حول الموضوع..78% من سكان المملكة يعلمون ما معنى «البودكاست»، فما هو البودكاست من وجهة نظر عبد الله المالكي؟يقول الزميل والصديق العزيز المنتج مازن العتيبي وأنا هنا اقتبس «البودكاست يستخدم إحدى أقدم الطقوس البشرية وأكثرها طبيعية: الاستماع لصديق يحكي قصة جيدة؛ أو الاستماع لصديقين يخوضان حوارًا مثيرًا للاهتمام».وفي ثقافتنا العربية، كان هذا الطقس حاضرًا في مجالسنا وأسواقنا الشعبية وحياتنا اليومية، ولكن أخذ شكلاً معاصرًا يسمى «البودكاست» وهو الذي نستمع إليه اليوم. ذكرت أنه طريقة للحوار موجودة منذ القِدم رغم اختلاف شكلها عن وقتنا الحاضر، كيف استطاع بشكله الحالي «البودكاست» أن يثبت قوته في فترة قصيرة؟ نعود للسبب الأول وهو وجود الرغبة في الاستماع، فجاء البودكاست ليلبي هذه الرغبة. أما بالنسبة للسبب الثاني كان البودكاست شائعًا في أميركا ودول أوروبا عاميّ 2006 و 2009 تقريبًا، وانتقلت هذه الموجة بعد عدة أعوام للشرق الأوسط وإلى السعودية تحديدًا، في حينها بدأ بعض الأفراد يعملون على إنتاج البودكاست، ثم تأسست شركات لإنتاج البودكاست خصيصًا، فأصبح هناك غزارة إنتاج للبودكاست وتزامنت تلك الغزارة مع ارتباط هذا الشكل الجديد بأسلوب حياة الناس، فمثلاً الخيار الأول لقائد المركبة لتخفيف مدة انتظاره في ازدحام طرق مدينة الرياض هو الاستماع للبودكاست، السبب الثالث أن الناس وجدوا في بعض المنتجات الصوتية جرعة معرفية بسيطة وسريعة التناول، فبدلاً من البحث في الكتب، صار البودكاست هو الأداة المختصرة لجمع المعلومات، القيمة المعرفية التي يلبيها للبعض من أسباب زيادة الاستماع له.هل ترى أن البودكاست يقدم محتوى ذا جودة وأهداف سامية؟بكل صراحة أنا ضد فكرة أن المحتوى لابد أن يسعى لأهداف سامية، لأن المحتوى بطبيعته متنوع والطبيعي أن يلبي المحتوى جميع اختياراتنا الطبيعية كـبشر فليس من الضرورة أن كل بودكاست سيكون مفيد ويعطيني جرعة معرفية وأخرج منه بفائدة، قد يكون هدف أحد المنتجات الصوتية الترفيه والمتعة، فمن يريد الفائدة سيجدها أين ما كانت.المنتجات الصوتية في الوطن العربي هي من أعطت طابع خاطئ للبودكاست وأنه لابد أن يكون مغيرًا للمجتمع ومثقفًا له، انعكست هذه الصورة للناس وأصبحوا يقيمونه على هذا الأساس.البودكاست ليس منتجًا يحمل راية التغيير، بل هو منتج نجد فيه ما هو جيد وما هو سيء ويلبي التنوع لدى البشر.دائمًا وراء كل نجاح عوائق أو تحديات، هل هناك تحديات تواجه البودكاست؟مالا يعلمه الناس هو أن البودكاست من أبسط المنتجات من ناحية المعدات والتكلفة نظرًَا لأنه مادة صوتية فقط، وبالمناسبة هذا أحد أسباب انتشاره في النقطة السابقة.فالتحدي في البودكاست دائمًا يعتمد على نوعه سواءً كان قصصيًا أم حواريًا إلخ..على سبيل المثال البودكاست الحواري التحدي يكمن في الإعداد الجيد واختيار الجيد وقدرة المحاور على إدارة الحوار فهذه العناصر هي التي تصنع حلقة جيدة، بالنسبة للبودكاست القصصي يجب أن يوجد شخصية مناسبة، وسرد قصة محبوكة، وإخراج صوتي يخدم القصة. بالمختصر تحديات البودكاست لا يمكن حصرها في شكل معين ولا يمكن التعرف عليها إلا بعد خوض التجربة.ما هو البودكاست الناجح؟لا يوجد معيار يحدد ما هو البودكاست الناجح، تنجح الحلقة وفق معايير على الصعيد الشخصي فمثلاً تصنع حلقة وتنال استحسانك وتعتقد أنها ستنجح بينما الجمهور لا يهمه موضوع الحلقة والعكس صحيح أيضًا. «في البودكاست النجاح بحد ذاته هو أن تحقق ما تريد أن تصنعه».نصيحة تقدمها لمن يريد خوض التجربة..يجب على الفرد أن يبدأ بالمتوفر من الأدوات حتى وإن كان الجوال، وألا يدخل المجال بفكرة أن جميع انتاجاته ستحقق استماعات عالية من البداية، فيصيبه الإحباط ويتوقف.يجب أن يبدأ بما يجيده ويبدع فيه وألا يتوقف ويستمر في الإنتاج بشكل منتظم.ساهم في تطوير ذاتك، كوِّن دائرة نقدية من أشخاص مقربين يقدمون لك نصائح وتغذية راجعة لأعمالك وبناءً عليها ستحسن إنتاجك فيما بعد.