الدفاع المدني.. جهود تبذل وأعمال تشكر
السبت / 18 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 22:13 - السبت 2 ديسمبر 2023 22:13
اعتدنا ونحن نتحدث عن الدفاع المدني أن يكون حديثنا منحصرا عن دوره في عمليات إطفاء الحرائق دون النظر لأعماله الأخرى خاصة تلك المرتبطة بالحماية المدنية والتي تعني «حماية ونجدة الإنسان والممتلكات في كل الظروف»، والتي تمثل «دراسة القواعد والإجراءات الأمنية المطبقة في مجال الحماية المدنية ضد كل أخطار الحريق والفزع وما ينجر عنهما».وإن توحدت مهام ومسؤوليات الدفاع المدني بكافة مناطق ومدن المملكة، فإن ما يميز إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تحملها لمسؤولية أكبر، فهي المسؤولة عن توفير السلامة للمعتمرين والحجاج داخل مقار سكنهم سواء كانت فنادق أو وحدات سكنية أو غيرها، كما يلعب الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة دورا بارزا في عمليات إنقاذ المعتمرين والحجاج الذين يصرون على الصعود لقمم الجبال سواء كان ذلك في جبل النور قبل تطويره، أو جبل ثور، إضافة لغيرها من الأعمال والمهام المقدمة.وتبرز أعمال وجهود الدفاع المدني خلال موسم الحج من خلال خططه لمواجهة الطوارئ، والحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، من خلال تجنيد الأفراد والمعدات لتوفير أعلى درجات السلامة لضيوف الرحمن.والمتابع لأعمال وأنشطة قيادة قوات الدفاع المدني في الحج يلحظ حرصها على توظيف التقنيات الحديثة في خدماتها باستخدام الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر لتوضيح المتغيرات التي تستجد باستمرار على المنطقة، واستخدام التطبيقات الذكية في تحديد المواقع، والاستدلال على مواقع الحوادث لا سمح الله للوصول إليها بسهولة.وإن كان الحديث عن جهود وأعمال الدفاع المدني يحتاج لمساحة أكبر، فإن ما يسعى إليه أولا هو «توفير الجانب الوقائي والمتمثل في معرفة المخاطر التي من الممكن أن تقع -لا قدر الله- ورفع الإجراءات والتدابير التي تخفف من المخاطر المحتملة»، و»التدخل والمواجهة من خلال القوات الميدانية التي تباشر أي حدث من الأحداث في الوقت والمكان المناسبين، إضافة «للأعمال المساندة التي تدعم كافة الأعمال الميدانية؛ وهي أعمال مكملة لكافة الإجراءات لتكون المحصلة النهائية سلامة حجاج بيت الله الحرام وتكملة مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان».وإن ارتفعت أعمال ومهام الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة عن غيرها من الإدارات بالمناطق والمدن الأخرى، فإن ما يقدمه أفراد الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة من أعمال وتضحيات خاصة اثناء هطول الأمطار وجريان السيول، تجعلنا نقف احتراما وتقديرا لهم، إذ يقفوا بآلياتهم ومعداتهم لتقديم خدمات إنسانية تبدأ من خلال التعاون مع المركز الوطني للأرصاد، فيعمل الدفاع المدني لإصدار التحذيرات عند تسجيل أي احتمالات لهطول أمطار سواء كانت متوسطة أو غزيرة، وتتركز تحذيراته عادة في الدعوة للابتعاد عن الأودية ومجاري السيول والأماكن المنخفضة واتباع تعليماته وإرشاداته في مثل هذه الحالات، إضافة لحرصه على تواجد فرقه الميدانية بمناطق الأودية ومجاري السيول، لمراقبة ومتابعة الحالات وإبعاد المخيمين عن مخاطرها أثناء جريان السيول.ولا تنحصر مهام وأعمال الدفاع المدني خلال فترة هطول الأمطار على الدعوة بالابتعاد عن المناطق المنخفضة، بل تشمل دعوته لأخذ الحيطة والحذر أثناء السير بالمركبات، إضافة لتعليماته فيما يتعلق بتناول الأطعمة أثناء الأمطار، وهذا ما يلاحظ في دعواته بضرورة أن تكون المركبة مليئة بالوقود حتى تتمكن من السير أثناء انقطاع التيار الكهربائي وتوقف محطات الوقود، إضافة لدعوته بعدم أكل الطعام المختلط بمياه السيول، والتأكد من المياه قبل شربها ومدى نظافتها، والاحتفاظ بمواد إسعافية أولية بالمنزل.وفيما يرتبط بإنقاذ الغرقى فإن دور الدفاع المدني يبرز من خلال تأكيده بضرورة أن يكون المنقذ للشخص الغريق ملما بالسباحة حتى لا يعرض نفسه لمخاطر الغرق، وإن لم يكن مجيدا لها فيمكنه استخدام طوق النجاة لإنقاذ الغريق، ومثل هذه التعليمات وإن تناولت طرق وإجراءات التعامل مع الحالات في بطون الأودية ومجاري السيول، فإن الالتزام بها ينقذ شخصا من الغرق، وإهمالها قد يؤدي بحياته، لذلك يجب على الجميع الالتزام بها لسلامتهم.ومن تابع أعمال الدفاع المدني أثناء هطول الأمطار خاصة بمكة المكرمة خاصة يوم السبت 14 / 4 / 1445 هـ الذي بلغت كمية الأمطار (60.0) ملم في وادي «منى»، و(43.0) ملم في حي «الرصيفة» ، فيما سجل حي الكعكية (39.4) ملم، ومنطقة الحرم المركزية (31.8) ملم، والشرائع (31.1) ملم، وعرفات (30.0) ملم، والعمرة (23.8) ملم، يرى بصورة واضحة الجهود التي أفراد الدفاع المدني والذي أكدوا أن سلامة الأرواح والممتلكات هدفهم.ashalabi1380@