العالم

ماذا حدث في اليوم الأخير للهدنة؟

ترقب وخوف من عودة الوحشية.. واتصالات الوسطاء لا تتوقف

دمار شامل في شوارع غزة (مكة)
عاش الفلسطينيون اليوم الأخير للهدنة في حالة من الخوف والترقب، على أمل أن يمتد الهدوء ويستريحوا قليلا من القصف المتواصل لجيش الاحتلال الذي دمر بيوتهم وزرع الحزن والألم في كل بيت داخل غزة.الوسطاء الذين نجحوا في الوصول إلى هدنة إنسانية مؤقتة بدت بعيدة المنال حينها، أعربوا عن أملهم في إمكانية تمديد الهدنة لأيام أخرى، بعدما أقرت 150 من أسر فلسطين وأسهمت في دخول الكثير من المساعدات الإنسانية مقابل إطلاق سراح 50 رهينة.انطلقت الهدنة يوم الجمعة واستمرت حتى الاثنين، ومر يوم الهدنة الثالث دون عقبات تذكر في عملية تبادل الأسرى والرهائن على خلاف يومها الثاني الذي طال فيه الانتظار لحين إتمام علمية التسليم بعد خلافات كادت تنهي الاتفاق.اتصالات لا تتوقفتبادل وسطاء الأزمة في مصر وقطر والولايات المتحدة الاتصالات فيما بينهم ومع طرفي الصراع حماس والاحتلال الإسرائيلي، وقد خرج كل منهم بموقف معلن يعرب فيه عن تنامي الآمال بتمديد الهدنة، مشيرين إلى أنه من بين شروط الهدنة التي أعلن عن التوصل إليها منتصف الأسبوع الماضي، إمكانية تمديدها إذا ما توفر لدى حماس 10 رهائن أمام كل يوم إضافي. وقالت حركة حماس أمس «إن لديها ما بين 20 و40 رهينة إضافية يمكن مبادلتهم بأسرى فلسطينيين ما يعني إمكانية تمديد الهدنة لنحو 4 أيام أخرى».وواجه الاتفاق خطر الخروج عن مساره بعدما أعلن الجناح العسكري لحركة حماس في ثاني أيام الهدنة أنه سيؤخر إطلاق سراح الرهائن حتى تلبي إسرائيل جميع شروط الهدنة، ومنها الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.الناس يائسونوقالت وزارة الخارجية القطرية «إن دبلوماسيين قطريين موجودون في غزة الآن للإشراف على دخول وتوزيع مساعدات بلادهم في القطاع»، وذكر مسؤول بالأمم المتحدة، شارك في قافلة مساعدات إنسانية إلى شمال غزة، «إن جماعات الإغاثة تمضي صوب تسليم أكبر شحنة خلال أكثر من شهر»، واصفا حالة السكان الذين يعانون من النحافة والهزال والظمأ.وقال جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لرويترز عبر دائرة تلفزيونية من جنوب غزة بعد عودته من مدينة غزة «الناس يائسون جدا، ويمكنك أن ترى في أعين الكبار أنهم لا يتناولون طعاما»، وأضاف «هناك ارتياح هائل.الناس بدأوا يشربون فور حصولهم على الماء حرفيا، إنهم ظمأى وظلوا ظمأى لأيام».تدفق المساعداتومع تدفق المساعدات شمالا، قال إلدر «إنه رأى المئات من سكان غزة يتجهون جنوبا خوفا من تجدد القصف الإسرائيلي إذا لم يتم تمديد الهدنة التي تستمر لأربعة أيام، وأوضح أن «الناس يشعرون بخوف شديد من أن تنتهي هذه الهدنة». وشهد آخر أيام الهدنة تمرير رسائل بين الجانبين، فينما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جنوده في غزة، أطلقت حماس الرهائن فيما بدا عرض عسكري للقوة في شمال قطاع غزة حيث اندلعت المعارك الضارية من المسافة صفر. ونشرت حماس مقطعين مصورين لعملية تسليم الرهائن في ساحة فلسطين في مدينة غزة شمال القطاع التي حاولت الدبابات الإسرائيلية دخولها خلال أيام المعارك.وأوضح نتنياهو أنه أبلغ بايدن أيضا أنه في نهاية الهدنة «سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس».تمديد الهدنةوأعلنت حركة حماس، أمس أنها تسعى لتمديد الهدنة، في حال بذل جهود جدية لزيادة عدد الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون إسرائيل.وقالت حماس في البيان «إنها تسعى لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأربعة أيام من خلال البحث الجاد لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية».وقال المصدر مقرب من حماس «إن الحركة أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية، بين يومين إلى أربعة أيام».وأضاف «إنه من المتوقع أن تتمكن الفصائل من تأمين إطلاق سراح ما بين 20 و40 من الأسرى الإسرائيليين». ومن بين الرسائل التي مررت أمس إطلاق حركة حماس سراح أسير إسرائيلي يحمل أيضا الجنسية الروسية خارج إطار الصفقة تقديرا لموقف موسكو من القضية الفلسطينية.