الرأي

رابطة الجامعات الإسلامية تاريخ من التميز والإنجازات

محمد علي الحسيني
يقاس ازدهار الشعوب وتقدمها بالمستوى العلمي الذي وصلت إليه. فالعلم نور والنور يجلي الظلام، وهوية الأمم وحضارتها راسخة ما دام العلم فيها يتصدر حياة المجتمعات.لذلك، فإن الاهتمام بالعلم هي وصية رسولنا الأكرم ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار ـ الذي دعا إلى طلب العلم، بل جعله فريضة عندما قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».كما أن أول كلمة أنزلت على رسول الله «اقرأ»، وهذه إشارة بالغة الأهمية في معرفة مكانة العلم في الإسلام، وفي هذا السياق جاء العمل المشترك بين الجامعات الإسلامية، لتوحيد الجهود في إطار رابطة الجامعات الإسلامية، لتحقيق التقدم والارتقاء في التصنيفات العلمية والعالمية، خاصة في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية التي تكتسح العالم، وتطور وسائل التواصل الاجتماعي وتداعياتها على كل مجالات الحياة.رابطة الجامعات الإسلامية تواصل وريادةكان قرار تأسيس رابطة الجامعات الإسلامية عام 1969 بمدينة فاس بالمملكة المغربية، خطوة رائدة في تاريخ التعاون العربي الإسلامي على توحيد الجهود، لتحقيق رؤية الرابطة على تفعيل التواصل والتفاعل العلمي والثقافي والحضاري بين الجامعات، والمؤسسات الأكاديمية، والجهات، والأفراد حول العالم، ولتقديم الدعم والمشورة لهم، ونشر ثقافة الجودة والتميز الدولي، خاصة أن الجامعات الغربية تحقق تميزا على المستوى العالمي، ما دفع رابطة الجامعات الإسلامية إلى وضع بصمتها في التصنيفات العالمية، وتحقيق تجارب علمية مميزة على مستوى كل المجالات، خلال مد جسور التعاون العلمي والحضاري.تضم الرابطة التي تم نقل مقرها للقاهرة عام 1994 جامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من مختلف أنحاء العالم، تولت تطوير مناهج ومقررات الدراسات الإسلامية بعناية كبيرة، لتحقيق تقدم المجتمعات في الفكر الإسلامي.كما عملت الرابطة منذ تأسيها على الاستفادة من مختلف الخبرات الدولية الناجحة، سعيا منها إلى تحقيق النهضة العلمية في مجال التعليم العالي والبحث العالمي، فعملت على تجميع كل تلك الوثائق وتحليلها والاستفادة منها وتفعيلها على المستوى التطبيقي، عبر طرح آليات يمكن خلالها الاستفادة منها في جامعاتنا.مجهودات المسؤولين في ريادة رابطة الجامعات الإسلاميةلا شك أن مهمة تحقيق أهداف رابطة الجامعات الإسلامية يضطلع بها المسؤولون فيها، منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، ولا شك أن التحديات التي يواجهونها تختلف من مراحل زمنية إلى أخرى، والعبء صار أكبر في العصر الراهن في ظل المتغيرات الجذرية الحاصلة.لذلك، فإن الرابطة بفضل حكمة قيادييها تشهد ريادة وتطورا كبيرا، كما سيكون لها دور كبير خصوصا في حقبة رئيسها معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي يرى أن النظام الجديد للرابطة يتيح لها توسيع نشاطاتها حول العالم، وأنها وصلت إلى مراحل متقدمة دفعت كثيرا من جامعات العالم إلى إبداء رغبتها في الانضمام إليها.كما نؤكد أن الدكتور العيسى له طموحات عالية في تحقيق إنجازات سيسطرها تاريخ الرابطة لتكون في مصاف الجامعات العالمية.كما لا يألو جهدا في إثارة الموضوعات ذات الأهمية، وكل ما يتعلق بالقضايا المعاصرة خلال إقامة الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية وورش العمل، في المجالات التي تتطلب معالجة وتوضيحا.إضافة إلى جهود أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية معالي الدكتور سامي الشريف، الذي يبدي اهتماما كبيرا بالقيم والمعايير الأخلاقية للأنشطة والبحوث العلمية بالجامعات الإسلامية، والعمل على دعم التواصل والتنسيق بينها، مع أهمية تطوير مناهج وطرق التدريس الحديثة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.إن كل هذه الجهود الكبيرة لا شك أنها ستترك بصمة إيجابية وعميقة لدى الرابطة وقيادييها، بما سيصنع فارقا ويدفع بمجتمعاتنا إلى مستقبل علمي كبير، تشهد له الأمم وترسخه الحضارات. sayidelhusseini@