تواطؤ بايدن يهدد أمن أمريكا
النصيرات: كل صاروخ يسقط على غزة يلحق ضررا كبيرا بالولايات المتحدة
السبت / 11 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 22:55 - السبت 25 نوفمبر 2023 22:55
توقعت خبيرة سياسية استراتيجية أن يسهم تواطؤ الرئيس جو بايدن مع إسرائيل، في الغزو الوحشي على غزة، في تهديد الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، وأن يتسبب في عمليات إرهابية ضد الأمريكان حول العالم.وقالت مديرة الاستراتيجية في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط، التابعة للمجلس الأطلسي في واشنطن، تقى النصيرات، إن مصالح الأمن القومي الأمريكي باتت في خطر، ليس مصالحها الاقتصادية والأمنية في الشرق الأوسط فحسب، بل أيضا منافستها الاستراتيجية مع الصين، ومناصرتها لاستقلال أوكرانيا.وفيما يواصل الملايين نزولهم إلى الشوارع احتجاجا في عموم البلدان العربية والإسلامية، وفي جميع أنحاء العالم، يفيد دبلوماسيون أمريكيون بأن الموقف الأمريكي يُنظر إليه على أنه «مسؤولية مادية وأدبية عما يعدونه جرائم حرب محتملة».رد كارثيأشارت النصيرات إلى أن أمريكا ستواجه مصيرا كارثيا، إذ سيلحق كل صاروخ صنع في الولايات المتحدة الأمريكية يتم إسقاطه على سكان غزة المحاصرين، إلى جانب الاستجابة الأمريكية الفاترة تجاه الحرب، ضررا بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وفي مختلف أنحاء العالم لسنوات قادمة.ولفتت إلى ما قاله الرئيس بايدن للصحفيين، إنه «لا إمكانية» لوقف إطلاق النار في غزة، فيما تصدرت التقارير عن الظروف الكارثية هناك عناوين الأخبار» في تلميح إلى الموقف اللا إنساني للرئيس الذي انحاز بشكل واضح ضد حقوق الإنسان.. بل وضد الإنسانية نفسها.أزمة إنسانيةقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة «لوس أنجليس تايمز: «هناك كثيرون يروّعهم عجز الولايات المتحدة عن اتخاذ موقف حقيقي لصالح وقف فوري لإراقة الدماء، والحيلولة دون نشوب صراع إقليمي موسع، وحماية النظام القائم على القواعد، فالعالم يتطلع إلى الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، والراعي المالي والعسكري لها، كي تتخذ موقفا متسقا أخلاقيا».ووصف مسؤولون بالأمم المتحدة الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر بأنه «أزمة إنسانية»، و»مقبرة للأطفال»، حيث استشهد أكثر من 16 ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من 30 ألف شخص، وشُرّد أكثر من 1.5 مليون آخرين، وتعرض جزء كبير من البنية التحتية المتداعية بالفعل في غزة للضرر أو الدمار.ويحذر هؤلاء من أن الولايات المتحدة «بصدد خسارتنا نحن العرب لجيل كامل»، وهو شعور واضح لأي شخص يقرأ «الشارع العربي»، سواء خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع».نصر الفلسطينيينعلى الصعيد الآخر، لا تفوت الصين التي دعت إلى وقف لإطلاق النار، أي فرصة لتصوير نفسها كداعم للفلسطينيين، وتقدم نفسها كنصير للفلسطينيين، وهو طرح يتردد صداه لدى الجماهير العربية على خلفية المحاولات الأمريكية الضعيفة لتخفيف المعاناة هناك.وفي معرض انتقاده للقصف الإسرائيلي على غزة، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي: «الظلم الواقع على فلسطين دام أكثر من نصف قرن. ويجب ألا تستمر هذه المعاناة التي ابتليت بها الأجيال»، وفيما ينصبّ تركيز الولايات المتحدة على المنافسة مع الصين، بدأت تخسر أرضا بشكل سريع بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.أصابع الاتهامفي العام الماضي، حدد بايدن المبادئ التي ترسم ملامح سياسته تجاه الشرق الأوسط، داعيا إلى نظام قائم على القواعد: «الولايات المتحدة وكل بلد من البلدان الجالسة على هذه الطاولة جزء أساس من هذا النظام، لأننا نرفض استخدام القوة الغاشمة لتغيير الحدود». وقد يجد المرء صعوبة في العثور على عربي واحد لا يؤمن بأن إسرائيل تستخدم القوة الغاشمة لتغيير الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستغل التصعيد الأخير لزيادة ترسيخ احتلالها لغزة.ومضى بايدن ليؤكد أن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع جهود أي دولة للسيطرة على دولة أخرى في المنطقة، خلال التعزيزات العسكرية والتوغلات أو التهديدات»، وفيما كان يشير بأصابع الاتهام إلى إيران، تشعر غالبية ساحقة من العالم العربي بتهديد من إسرائيل أكثر مما تشعر به من تهديد طهران، والواقع أن الولايات المتحدة لم تفعل كثيرا مع انتخاب الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل، الأمر الذي جرّأ المستوطنين المتطرفين على شن هجمات على الفلسطينيين، والتحريض بانتظام على العنف ضدهم.تقاعس بايدنأشارت الكاتبة إلى أنه في جميع أنحاء العالم العربي وبلدان جنوب الكرة الأرضية، يقارن الناس بين التصريحات الأمريكية حول احترام حقوق الإنسان وقوانين الحرب في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، وبين المواقف الأمريكية المؤيدة بشدة لإسرائيل، عندما يتعلق الأمر بالحرب على غزة. وقد أجبرت هذه الحرب حتى الحلفاء المقربين للولايات المتحدة على التنديد بازدواجية المعايير الأمريكية.وفي خطاب ألقاه في القاهرة في أواخر أكتوبر، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كيف يقرأ العرب الاستجابة الغربية: «حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان».وختمت الكاتبة مقالها بالقول: «ستتردد أصداء كلمات بايدن - وتقاعسه - في آذان العرب لعقود قادمة، إذ سيرسم التواطؤ الأمريكي في غزة ملامح علاقة المنطقة مع الولايات المتحدة في المستقبل المنظور».حصاد أمريكا من دعمها إسرائيل
- خسارة حلفائها العرب.
- فقدان مصداقيتها عالميا بسبب ازدواجية المعايير.
- اهتزاز سمعتها في مجال حقوق الإنسان.
- تعرض رعاياها للخطر حول العالم.
- خسائر اقتصادية كبيرة على المدى البعيد.
- الهزيمة أمام الصين منافسها التقليدي.