طفرة الظاهر وتورم الباطن
الثلاثاء / 7 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 22:33 - الثلاثاء 21 نوفمبر 2023 22:33
مع عدم الإخلال بحقيقة وجود الكثيرين في المجتمع، الخيرين أهل المواقف الثابتة والتصرفات المتناغم ظاهرها مع باطنها، المعايرة وجهتها داخل حدود الطريق الذي لا اعوجاج فيه، مقابل هذه الحقيقة المبشرة يظهر أن المجتمع ليس في مأمن من الاختراق من بعض أفراده، ممن يسيرون على طريق التناقض لأغراض ضيقة، تقدم المصلحة الخاصة وترعاها وتقفز من أجلها الحواجز، هذه الفئة ظاهرها عكس باطنها والخوف من تكاثرهم، الأيام حبلى.إن تكاثروا تآكلت قيم المجتمع، وتفكك وصار أمام المجتمعات الأخرى بظاهر تلفه الشكوك والبقية تأتي.بصراحة، ليس هناك ما هو أسوأ من حالة التناقض بين ظاهر سلوكيات الإنسان المائلة للمثالية أمام المجتمع الذي ينتمي إليه، وبين ما يقوم به من سلوكيات متناقضة من وراء المجتمع ذاته.اليوم يمكن للمراقب القريب من المجتمع أن يرصد ملامح عدم تناغم تصرفات ومواقف البعض مع حقيقتهم التي يعيشونها في الخفاء، أو في دوائر الخصوصية في كثير من الأمور.على أرض الواقع، قد ترى من يقدم نفسه للمجتمع في صورة النقي التقي المحب للخير، واستحضار السلوكيات المثالية من باب التحوط، لزوم ما يلزم لختل المجتمع، وهو في الخفاء يعيش بقناعات معاكسة ويتصرف العكس أيضا، وإلى أن ينكشف امره يكون قد تمكن من تلوين قناعات كثيرين، وحقق غالبية مقاصده أو كلها.في السياق، لا يستبعد وجود من يقدم نفسه للمجتمع بمظاهر التدين وهو يتملص في البعد أو الخفاء من أقل درجات الالتزام، هذه الفئة في تقديري هي الأسرع وصولا والأقدر على انتزاع ثقة العوام، والأوفر حظا في جر المنافع.. الكلام يطول.والعلة الأخرى في المتظاهرين بالكرم والعطاء في المحافل الاجتماعية، المنقول عنها الخبر تحت الفلاشات وهم في الأصل بخلاء، والأقربون منهم في فاقة، ولا يلتفتون نحوهم.والى ما تقدم، هناك بوادر طفرة لسماسرة المديونيات الذين قد يصنعون حالات إنسانية، ويسوقون لها من خلف المنصات الرسمية.لهم أساليبهم في التظاهر بالتفاعل والنداء بالتكافل، هذه الشريحة تملك فن استغلال طيبة المجتمع وإحراجه، وربما النظام (سأتحدث عن ها الموضوع في مقال آخر).سلسلة من مظاهر النفاق الاجتماعي المخادع وأكثر، ظواهر سلبية تتحرك بسرعة ستفقد المجتمع قوته وتبادل الثقة بين مكوناته وأشياء أخرى.في وجه العموم، ما أقول إلا ما قلته في شأن مشابه، أظنه حول قدرة طبول المديح الغلط على خلق التفاعل الخطأ.الخلاصة في الختام، «إما أن يتصارح المجتمع مع نفسه ويواجه السلبيات بحزم، وإما أن يأكل نفسه» وله منا الدعاء بحسن الخاتمة.انتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.Msaalyami@