هل ورط حزب الله لبنان في حرب مجنونة؟
31 عضوا بمجلس النواب يطلبون مساعدة الدول العربية لمنع جر بلدهم للمعركة
الثلاثاء / 7 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 22:10 - الثلاثاء 21 نوفمبر 2023 22:10
دخل لبنان دائرة الحرب المجنونة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، وأسهم حزب الله في توريط البلد المثخن بالجراح في معركة طويلة ربما تدمر ما تبقى من بنية تحتية ومقدرات اقتصادية.وفيما تأكد إصابة مركز للجيش اللبناني بأضرار كبيرة بعد استهداف إسرائيلي، قال قائد الجيش جوزيف عون «إن الاحتلال يعتدي على القرى والبلدات الحدودية الجنوبية في لبنان بذخائر محرمة دولية، ويستخدم كل وحشيته للرد على صواريخ حزب الله».وأفادت وسائل إعلام لبنانية أمس بمقتل 4 صحفيين ومدنيين في قصف جديد على جنوب لبنان، وسط حالة من الفوضى والجراح التي تعم منطقة جنوب لبنان.نجاة الأطفالوذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام أن مراسلة ومصورا يعملان لقناة الميادين ومدنيا قتلوا في قصف معاد لمثلث طير حرفا الجبين، مشيرة إلى مقتل مواطنة (80 عاما) وإصابة حفيدتها في غارة نفذها الطيران الإسرائيلي على منزلها في بلدة «كفركلا».وأعلنت أن الطيران الإسرائيلي أغار «على المنازل المأهولة في بلدة «كفركلا»، مما أدى إلى مقتل مواطنة وإصابة حفيدتها (سورية الجنسية) بجروح، نقلت على إثرها إلى مستشفى مرج عيون الحكومي للمعالجة، ونجا عدد من الأطفال، أحفاد القتيلة، كانوا في المنزل الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية في بلدة «كفركلا» والذي أدى إلى جرح شقيقتهم.وأشارت الوكالة إلى أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف محيط بلدتي «مجدل زون» و»طيرحرفا»، في ظل استمرار الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي بالتحليق فوق القرى الحدودية الواقعة في القطاعين الغربي والأوسط، وعثر أحد المواطنين على صاروخ غير منفجر عند شاطئ بلدة «الخرايب» جنوب لبنان.رد حزب اللهووسط تحذيرات من المسؤولين اللبنانيين من جر وطنهم إلى الحرب، قال حزب الله في بيان صحفي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييدا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردا على استهداف العدو الصهيوني للمنازل في القرى الجنوبية، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية أمس منزلا في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود للعدو الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وتم إصابته إصابة مباشرة».ونعت المقاومة أمس أحد عناصرها من بلدة في البقاع بشرق لبنان ليرتفع عدد قتلى المقاومة إلى 76 سقطوا على طريق القدس.واستمر إغلاق الجامعات والمدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة الواقعة في المناطق الحدودية الجنوبية، بقرار من وزير التربية اللبنانية عباس الحلبي، بسبب التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة.نزوح لبنانيوشهدت القرى المتاخمة للخط الأزرق الحدودي جنوب لبنان حركة نزوح منذ بدء التوتر الأمني في الجنوب، منذ أكثر من خمسة أسابيع، حيث نزح سكان تلك المناطق في اتجاه مناطق أكثر أمنا جنوب لبنان. كما نزحت مئات العائلات اللبنانية إلى مناطق لبنانية أخرى في جبل لبنان وبيروت.وتشهد المناطق الحدودية بجنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة لحزب الله في لبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية والطيران الحربي الإسرائيلي منازل مأهولة في عدد من القرى الواقعة عند القطاعين الغربي والأوسط بجنوب لبنان، وألقى الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة في سماء المنطقة، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي، والطائرات المسيرة الإسرائيلية.نداء للعرببالتواكب، طلب 31 عضوا بمجلس النواب اللبناني، مساعدة الدول العربية للبنان على التصدي لما وصفوه بمحاولة جره إلى الحرب، معتبرين أن سيادة لبنان مخطوفة وقراره مسلوب.واعتبر النواب أن الدول العربية بما تملكه من تأثير، قادرة على انتشال لبنان، واستعادته، وشددوا على أن لبنان يعيش في قلب الأزمة التي تواجه المنطقة، مؤكدين أن اللبنانيين يخشون من توسع الحرب، التي بدأت تطال بلدهم، معتبرين أن قرار الدولة اللبنانية مازال مصادرا من قوة مسلحة خارج الشرعية، وذلك في ظل سلسلة من الأزمات السياسية وصلت إلى حد الشلل الكامل والانحلال للدولة ومؤسساتها الدستورية، إضافة إلى انهيار اقتصادي واجتماعي ومالي شامل.قرار مؤسفوجاء في البيان «في ظل تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وبإقرار مؤسف من رئيس حكومة لبنان، بعدم امتلاكها قرار السلم والحرب، يرفض اللبنانيون إدخال لبنان عنوة في حرب شاملة، بعد أن تم إقحامه فعليا في حرب محدودة خلافا لإرادتهم، حصدت الأرواح، ومن بينهم الأطفال والمدنيون والإعلاميون، بالإضافة إلى الممتلكات، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من أهلنا، كما يرفضون أيضا أن يتحدث باسم لبنان وزير خارجية دولة أخرى، وأن يصادر طرف داخلي مسلح قراره السيادي».وطلب النواب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، للتطبيق الكامل للقرار 1701، معتبرين أن القرار الأممي يشكل المظلة الدستورية والدولية لحماية لبنان وتحييده عسكريا، وتجنب توسع الحرب في المنطقة، من خلال وقف الأعمال الحربية وإنشاء منطقة جنوبي نهر الليطاني خالية من أي وجود مسلح لبناني أو غير لبناني خارج الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، والضغط على المجتمع الدولي لردع إسرائيل عن الاعتداءات التي تقوم بها على طول الحدود والعمق اللبناني.اتفاق الطائفوشدد النواب، على أن حماية لبنان تتطلب العودة إلى انتظام المؤسسات التي كرسها اتفاق الطائف، عبر انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة تكوين السلطة الشرعية المكتملة الصلاحيات، واستعادة الدولة اللبنانية لقراراتها السيادية وعلى رأسها قرارا الحرب والسلم وحماية لبنان من تداعيات ما يجري على الصعد كافة، بما يؤدي إلى قيام دولة فعلية، وإلى إطلاق عمل المؤسسات الدستورية، والبدء بورشة الإصلاح والإنقاذ.وأكد الموقعون، على البيان على الرفض الكامل لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، مشددين على أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قد يواجهها أي شعب في العالم.ومن أبرز الموقعين على البيان المرشح الرئاسي السابق ميشيل معوض وسامي الجميل وفادي كرم وكميل شمعون وإيلي خوري وغيرهم.ذخائر محرمةوأكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أمس، أن الجيش الإسرائيلي يعتدي على القرى والبلدات الحدودية الجنوبية في لبنان بذخائر محرمة دوليا. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن عون قوله في أمر، للعسكريين عشية عيد الاستقلال الثمانين «نقف أمام مشهد شديد الخطورة، إذ يواصل العدو الإسرائيلي ارتكاب أفظع المجازر وأشدها دموية على نحو غير مسبوق في حق الشعب الفلسطيني، ويكرر اعتداءاته على سيادة وطننا وأهلنا في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، مستخدما ذخائر محرمة دوليا، إلى جانب استمرار احتلاله لأراض لبنانية».وأضاف «إن لبنان يواجه تحديات جسيمة على مختلف الصعد، تنعكس سلبا على مؤسسات الدولة، ومن بينها المؤسسة العسكرية، التي تقف اليوم أمام مرحلة مفصلية وحساسة في ظل التجاذبات السياسية، في حين تقتضي المصلحة الوطنية العليا عدم المساس بها، وضمان استمراريتها وتماسكها والحفاظ على معنويات عسكرييها».تطورات الجبهة اللبنانية:
- وصل المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين إلى إسرائيل لإجراء محادثات لمنع اندلاع الحرب مع لبنان.
- تواكب قصف جنوب لبنان أمس مع احتفال البلاد بيوم الاستقلال الموافق 21 نوفمبر.
- استهدفت إسرائيل كنيسة في بلدة يارون جنوب لبنان، ضمن التوتر المتصاعد عند الحدود.
- بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير خارجيته عبد الله بوحبيب نتائج الاتصالات لمنع جر بلاده للحرب.