الرأي

الرصانة الصحفية تحتضر!

بسام فتيني
تبدأ القصة من حساب مجهول يكتب تغريدة نعي يدعي فيها وفاة المفكر السعودي تركي الحمد!ولأن اسم تركي الحمد وحده يصنع (الترند) وما هي إلا لحظات وتهافتت منشورات التعازي من كبار الصحفيين والكتاب ومن زاملوه وعرفوه وعاشروه، بالنسبة لي أكون حريصا جدا على تحري خبر كتابة نعي لأي شخص، لا سيما حين يكون شخصية معروفة، وما حدث في هذه الحادثة جعلني أراجع خطواتي فوجدت أنني قمت بالتالي، حيث كتبت تغريدة تعزية لذويه ثم انتبهت أن أحدهم كتب في الردود «إن الخبر غير صحيح!» فقلت بيني وبين نفسي: معقول!؟ الخبر منتشر كالنار في الهشيم! وتغريدات التعازي كتبها معظم الصحفيين وفطاحلة الإعلام! ومع ذلك قلت لا بد لي من تحري أي مصدر موثوق للخبر.دخلت الهاشتاق أبحث عن حساب رصين وموثوق، فوجدت حساب قناة الإخبارية السعودية ناقلا لخبر الوفاة بعد انتشار الخبر بحوالي 5 دقائق، وهنا تيقنت أن الخبر صحيح 100% فالجميع كتب النعي والخبر أصبح ترند!!والقناة الإخبارية مصدر موثوق بالنسبة لي، لكن كانت الصدمة حين أصر أحد الزملاء على أن الخبر إشاعة وأنه تواصل مع أسرة الكاتب ونفت الخبر وأكد أنها إشاعة!هنا أسقط في يدي، فالمعلومة التي اعتمدت عليها هنا هو حساب قناة إخبارية رسمية وحين عودتي للمنشور في حسابهم وجدته قد حذف فأيقنت حينها أني وقعت في الفخ!ولم تكن القناة وحدها من وقعت في الفخ بل هناك حسابات إخبارية أخرى سقطت السقطة نفسها.هنا يأتي السؤال المرير: ما الذي جعل القناة تسقط هذه السقطة؟ أهو السبق الصحفي على حساب دقة المعلومة؟ قد نجد العذر لأفراد ينقلون الخبر دون تثبت لكن كيف لقناة رسمية أن تقع في هذا الفخ؟ وهي القادرة على أن تتبع أبجديات العمل الصحفي وتتواصل ببساطة مع ذوي الشخصية المعروفة قبل كتابة منشور بخبر وفاته؟ ولا سيما أنها في عرف أهل الصحافة والإعلام مصدر موثوق يستند به ويعتد بمحتواه؟أعتقد أن حوكمة النشر في حسابات القناة يجب أن يعاد النظر فيها، ولا سيما أن هناك أخطاء إملائية سابقة كنت ألاحظها شخصيا وأعدل عليها فيتم مسح المنشور وإعادة كتابته، لكن كان ذلك هينا مقابل ما حدث هذه المرة.أختم بسؤال مرير.. هل الصحافة التلفزيونية الرصينة تحتضر؟bassam_fatiny@