مناقشة الرسائل العلمية في جامعاتنا السعودية.. وفطائر السبانخ!
الاثنين / 29 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 23:33 - الاثنين 13 نوفمبر 2023 23:33
المشرف: نرحب بأعضاء اللجنة الدكتور 1 والدكتور 2، نبدأ الآن مع الطالب.الطالب: يقدم ملخصا لرسالة الماجستير في خمس دقائق.المشرف: نبدأ الآن المناقشة مع عضو اللجنة الدكتور 1.الدكتور 1: توجد هناك عدة مشاكل رئيسة في البحث منها في صفحة رقم 55 وهو عدم وضع علامات «تنصيص» للتعريف العلمي المنقول نصا.المشرف: نبدأ الآن مع عضو اللجنة الدكتور 2.الدكتور 2: توجد هناك عدة مشاكل رئيسة في البحث منها في صفحة رقم 55 وهو عدم وضع علامات «تنصيص» للتعريف العلمي المنقول نصا.المشرف: نطلب الآن من الطالب والحضور مغادرة القاعة حتى يتم اتخاذ القرار.الطالب والحضور: يغادرون القاعة ويتم إغلاق الباب.الدكتور 1: قرب الشاهي والفطائر.الدكتور 2: ما فيه فطائر سبانخ؟!المشرف: يفتح الباب ويطلب من الطالب والحضور دخول القاعة مرة أخرى بعد التقليل من آثار الجريمة.المشرف: بعد المناقشة، تقرر اللجنة منح الطالب درجة الماجستير.السيناريو السابق يمثل الطريقة التقليدية/القديمة جدا التي ما زالت تتبع عند مناقشة الرسائل العلمية في (بعض) الأقسام بجامعاتنا السعودية. هذه الطريقة تجعل الطالب يمر بثلاثة مراحل:
- مرحلة الهلع: تبدأ هذه المرحلة قبل المناقشة بأشهر ويشعر فيها الطالب بالخوف والهلع كلما قرب موعد المناقشة. هل سأجتاز المناقشة بنجاح أم لا؟ هل سيقف المشرف معي أثناء المناقشة أم سيتركني وحدي؟ ماذا يخبئ لي أعضاء اللجنة من أسئلة؟ ويزداد الخوف والهلع عندما يدخل الطالب قاعة المناقشة ويجدها مصممة على شكل محكمة قضائية!. مكان مخصص للمتهم (الطالب)، ومكان مخصص للقاضي ومساعديه (أعضاء لجنة المناقشة)، ومكان مخصص للجمهور.
- مرحلة الهجوم: بعد عمل الطالب لما يقارب سنة دراسية كاملة على جمع البيانات وتحليلها واستخلاص النتائج وكتابة الرسالة ككل، يعطى الطالب ما يقارب الخمسة دقائق فقط لتلخيص ما جاء في الرسالة!. هذا الوقت غير كاف لاستعراض أهم النقاط في الرسالة وغير كاف لفهم محتوى الرسالة من قِبل الجمهور الذي لا يعرف عن الرسالة إلا عنوانها. في هذه المرحلة، يستأثر أعضاء لجنة المناقشة بجل الوقت لعرض ملاحظاتهم على الرسالة مما يجعل الطالب يأخذ دور الملاكم الذي يجب عليه صد جميع اللكمات/الأسئلة الموجهة له من قبل اللجنة. أيضا، الجمهور في القاعة من أساتذة وطلاب دراسات عليا وغيرهم يكاد لا يكون لهم رأي أو مداخلة خلال هذه المرحلة.
- مرحلة الترقب: تبدأ هذه المرحلة بخروج الطالب وجميع الحضور من القاعة من أجل أن تتخذ اللجنة القرار المصيري للطالب. تختلط مشاعر الطالب في هذه اللحظة من ترقب، توجس، حيرة، لا مبالاة!. وتنتهي هذه المرحلة بمجرد إعلان النتيجة.
- الجانب النفسي: كما ذكر سابقا، يعيش الطالب مراحل خوف وهلع من قبل المناقشة إلى انتهائها وإعلان النتيجة. السؤال: ما الهدف من جعل الطالب يمر بكل ذلك الضغط النفسي الكبير؟ لا أرى جوابا غير «هذا ما وجدنا عليه آباؤنا وإنا على آثارهم لمقتدون.» للتغلب على جانب الضغط النفسي الذي يمر به الطالب لدرجة ممكن أن يصاب البعض بمرض نفسي، يجب من وجهة نظري أن يعرف الطالب قبل المناقشة بأنه سيجتاز المناقشة العلمية بنجاح!. كيف ولماذا؟! يجب أن يقرأ مشرف الطالب وأعضاء اللجنة الرسالة العلمية بشكلها النهائي قبل المناقشة بحيث يتم تقييمها من قبلهم والتأكد من أن الرسالة لا تحتوي على أخطاء جوهرية قد تؤدي إلى رفضها وعدم اجتياز الطالب. يتم التأكد في هذه المرحلة بأن الرسالة العلمية جاهزة للمناقشة بما لا يقل عن نسبة نجاح 70%. بعد ذلك، يتم تنبيه الطالب على أي أخطاء جوهرية حتى يتم العمل عليها وإصلاحها. بل إنه لا مانع من تكرار هذه العملية مرتين أو ثلاث. بعد ذلك، يقوم المشرف بإخبار الطالب بأن الرسالة الآن تظهر بشكل مناسب وأن الطالب جاهز لمناقشة الرسالة وأنه مؤهل لاجتياز المناقشة بنجاح. هذه الطريقة سوف تساعد في إزالة جزء كبير من الضغط النفسي للطالب، ويعرف الطالب من خلالها أن الهدف من المناقشة ليس «ناجح أم راسب» وإنما المرور بتجربة علمية تساعد في تطوير مهاراته.
- طريقة المناقشة: طريقة مناقشة الرسائل لدينا تظهر على شكل محاكمة علنية بدءا بشكل ترتيب القاعة إلى عملية المناقشة وانتهائها. لذلك لدي بعض الاقتراحات بهذا الخصوص: