ثقافة المشي
الاثنين / 29 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 23:06 - الاثنين 13 نوفمبر 2023 23:06
لا شك أن ثقافة المشي تعد من أفضل الثقافات التي يمكن أن تنتشر في أي مجتمع، حيث تعني صحة هذا المجتمع، واعتناءه بجودة حياته، وقدرته على مواصلة مهامه بحيوية ونشاط.لكل منا أسلوبه في المشي مع جماعة، حيث المتعة وتبادل الأحاديث، والبعض يستغلها للمشي وحده إما يستمع إلى مقاطع مفيدة أو تسجيلات لبودكاست ولقاءات، والبعض الآخر يستغلها ليخلو بنفسه متأملا بما حوله دون أن يشغل فكره بأي شيء.ولأن المشي هو وصفة صحية بحد ذاتها لعلاج الكثير من الأمراض، وتحسين العديد من وظائف الجسم، جاءت دعوة معالي وزير الصحة للمجتمع السعودي في كافة المناطق، بمشاركته مبادرة «امش 30» في نسختها الرابعة، التي تحفزهم على المشي 30 دقيقة يوميا، من أجل تحسين الصحة العامة، تحقيقا لأهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي مساهما في مستهدف زيادة معدل الأعمار في المملكة إلى 80 عاما.والحقيقة أن هذه المبادرة التي تتطور كل عام، تقدم للمجتمع والأفراد العديد من الرسائل القيمة، التي تؤكد أهمية ممارسة رياضة المشي بانتظام كونها طاقة فعالة في المجتمع، كما تسهم في تحسين مستويات الصحة، ورفع اللياقة البدنية، والحد من التوتر، واستعادة النشاط، والوقاية من الأمراض المزمنة.تمكن أهمية مبادرة «امش30» في اختيار رياضة المشي ذاتها، والتي تعد من أقل الأنشطة البدنية تكلفة، وأكثرها سهولة في الممارسة، كما أنها لا تتطلب أي معدات أو مهارات خاصة، ويمكن ممارستها في أي وقت وفي أي مكان، كما أنها لا تقتصر على عمر معين، وبها من المرونة ما يسهل من ممارستها، حيث يمكن أن تمارسها في الممشى أو النادي الرياضي أو في المنزل وأنت تتابع الأخبار أو فيلما أو مباراة فريقك المفضل.لعل إطلاق وزارة الصحة لمبادرة «امش30» منذ عام 2019م وحتى الآن، يكون حافزا لتحقيق أهدافها السامية عاما بعد عام، وصولا إلى الهدف الأسمى الذي يتمناه كل محبي الرياضة والمهتمين بصحة المجتمع، وهو أن تصبح رياضة المشي ثقافة مجتمعية يمارسها الجميع؟المشي يمكن ممارسته في المدارس والجامعات والأسواق والطرقات وجهات العمل، وصولا إلى مجتمع صحي متكامل، خاصة وأن حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - تعمل كل ما بوسعها للتيسير على المواطنين، ليس فقط في ممارسة حياتهم وأعمالهم ورفع مستوى جودة الحياة، وإنما أيضا تيسر عليهم ممارسة الرياضات المختلفة، وعلى رأسها رياضة المشي، التي يمكن أن يمارسها الجميع طوال العام، وفي كافة الأماكن والأوقات.قبل أسبوعين، وفي «ملتقى الصحة العالمي» الذي أقيم في الرياض والذي أشاد به مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، استمعنا جميعا لكلمة ومشاركة معالي «وزير الصحة» حيث ردد وكرر بأننا مقبلون على تحول لمنظومة الصحة، وهو تحول من الاستثمار بالعلاج إلى الاستثمار بالوقاية من خلال تجمعات صحية ومنظومة أعمال متكاملة، تهتم في المقام الأول بالوقاية والبرامج الغذائية والفحوصات الدورية وممارسة الأنشطة الرياضية، وعلى رأسها «ممارسة المشي».Barjasbh@