لم نكن حتى وقت قريب نرى وجود معتمرين في مدينة الطائف باستثناء القادمين من دول الخليج العربي واليمن، ولم نكن نتوقع أن يأتي اليوم الذي نرى فيه معتمري دول جنوب وجنوب شرق آسيا وغيرهم من الدول العربية والإسلامية يزورون الطائف، لكونها ليست من مدن الحج المعروفة «جدة - مكة المكرمة - المدينة المنورة»، وزيارتها تحتاج لإجراءات رسمية مطولة.ومع انطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن وما تضمنه من تسهيلات حملتها رؤية المملكة 2030 برزت العديد من التطورات على برامج خدمات المعتمرين، وكان من أبرزها السماح ببقائهم فأصبحت فترة بقائهم بالمملكة تصل إلى تسعين يوما، كما أصبح بإمكانهم التجوال بكافة مناطق ومدن المملكة دون أي معوقات، لذلك حينما نرى توافدهم على الطائف وبأعداد كبيرة فهذا أمر عادي.غير أن هذه الخطوات أحدثت نشاطا اقتصاديا لمحافظة الطائف بتميزها الجغرافي وأجوائها الباردة، إضافة لاحتضانها لمسجد ابن العباس، وعدد من المواقع الأثرية والأسواق القديمة ومنها سوق باب الريع الذي عملت أمانة الطائف على تحسين مدخله، إضافة لمتحف قصر شبرا التاريخي، والذي يمثل أحد القصور التاريخية الموجودة بمدينة الطائف، وزيارة مزارع الورد التي تتميز بها محافظة الطائف والاطلاع على الأساليب التقليدية لتقطير الورد.وإن كانت الطائف قد استحوذت على نسبة 30 - 40% من المعتمرين، وفقا لما أوضحه المهتمون بالشأن السياحي بها وهي نسبة جيدة جدا إذا ما قورنت بأعداد المعتمرين في السابق، فإن السؤال المطروح هل تمت مواكبة هذه الزيادة؟من المؤكد أن هناك الكثير من المشاريع والبرامج القائمة، والتي تحت الدراسة والتنفيذ، غير أن هذا لا يمنع من دعوة شركة الطائف للاستثمار والسياحة بالعمل على تطوير محطتي التلفريك في كل من الكر والهدا، وتحديث خدماتها لتتوافق وأعداد المعتمرين، وتشجيعهم على استخدامه للانتقال به أثناء زيارتهم للهدا.وثمة سؤال آخر يطرح: أين عقود الشراكة التي قرأنا وسمعنا عنها بين مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين ومكاتب تنظيم الرحلات والمرشدين السياحيين بمكة المكرمة والطائف؟ما نراه حاليا غياب تام للمرشد السياحي السعودي، فالحافلات تنقل المعتمرين إلى الطائف والمواقع التاريخية بدونهم!وهنا أطرح سؤالي: متى يتم الاستفادة من خدمات المرشدين السياحيين بالطائف الذين يتجاوز عددهم المائة مرشد؟إن ما يحتاج إليه المعتمرون أثناء زيارتهم للطائف ليس الوقوف على المواقع الأثرية، على غرار رحلات المزارات بمكة المكرمة، بل وجود مرشد سياحي يستقبلهم ويرافقهم ويزودهم بالأدلة الإرشادية عن البرامج السياحية، ويمتلك القدرة الجيدة لإيصال المعلومة الصحيحة، فما تقدمه وزارة السياحة وما تنفذه من برامج وأنشطة يدعو لإيجاد حلول عملية لمشكلة الرحلات السياحية العشوائية بمكة المكرمة والطائف التي تحتاج إلى دراسة عملية من قبل كافة الجهات ووضع حلول عملية تنقل الصورة الجيدة عن السياحة بالمملكة، وتبرز المناطق السياحية بصورة أفضل.ashalabi1380@