اليد الواحدة تصفق
الأربعاء / 24 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 23:57 - الأربعاء 8 نوفمبر 2023 23:57
من المتعارف عليه في ثقافتنا العربية وأمثالنا الشعبية مثل عامي دارج بأن «اليد الواحدة ما تصفق»، وهي كناية عن عدم القدرة والكفاءة للعمل المتفرد لأداء المهمة، وهذا بطبيعة الحال نتفق عليه ونتوافق معه خصوصا إذا كان التعاون يتطلب حضورا للفكر الجمعي الواعي القادر على التأقلم والتعلم والانسجام تحديدا في المجال الإداري والتنظيمي بين فريق العمل الواحد والذي سينتج عنه أمران، أولا: التشارك المعرفي في الآراء والمقترحات والتوجهات؛ ثانيا: القدرة على وصول الفريق لإثبات الاستدامة والنجاح بفلسفة الوجود التكاملي.قد نضطر أحيانا لكسر رمزية المثل الشعبي ونلجأ لاستخدام اليد الواحدة لإجبار الجميع ليتحدوا تحت مظلة واحدة ورأي أوحد بالضغط على المعطلين للأعمال وضربهم بيد من حديد بإلزامهم عنوة حتى لا تتفشى العشوائية والازدواجية ويحدث التخريب والمقاومة ورفض التغيير ممن يوصفون بصانعي المشكلات ومثيري الصراعات.استخدام القوة أو ما أسميه تصفيق اليد الواحدة أجده علاجا ناجعا بالتلويح ابتداء ثم التلميح الشفهي ثم التصريح العقابي على من يستحق من الشخصيات الملتوية وأصحاب السمات المذبذبة في سلوكياتهم وتعاملاتهم حتى ينصاعوا ويعودوا إلى جادة الصواب باستخدام وسائل التأثير التي يلجأ لها القائد بالتوجيه الصارم للموظفين التابعين له داخل النطاق الإشرافي الواحد والمتعدد بالمحاسبة في مرة واستثارة الخوف أحيانا والتهديد بإيقاع العقوبات والجزاءات أحيانا أخرى.العمل الإداري والتنظيمي يحتاج لذلك القائد الفذ صاحب الكاريزما المؤثرة والشخصية المعبرة والملكة المقتدرة لملاحظة ومتابعة مجريات الأعمال المختلفة التي تحتاج لصناعة القرار الصائب في الوقت المناسب.أرى بأن النظرية الموقفية للقيادة للدكتور فريد فيدلر الذي درس بجامعة شيكاغو ومحاضرا في جامعة إلينوي الأمريكية بمجال علم النفس الإداري والتنظيمي والذي يقول من اللازم أن يتصرف القائد بحسب الموقف الذي يواجهه إداريا مع مجتمع العمل وهنا يحضر في هذا الموقف تحديدا قوة يد القائد الضاربة بسبب أن بعض من الموظفين في مختلف الوظائف الإدارية والمستويات التنظيمية من يتبنى نظرية المؤامرة بالحذر الشديد ويصرح بأن العمل الذي يؤديه لا يرغب مشاركته مع زملائه أو أنه يتهرب من المواجهة في بعض المواقف التي تتطلب الوضوح والصراحة ومنهم من يحاول الاحتفاظ بالمعلومة والخبرة لديه وعدم التعاون مع زملائه ليتفرد بقوة معرفته ويتمسك بمنصبه حتى لا يتم الاستغناء عنه وتسريحه.هنا تتجسد قوة القائد الحق بتفعيل مبدأ التشارك المعرفي واجبار الموظفين رافضي المشاركة والتعاون وإقحامهم بالشرعية الإدارية الممنوحة للقائد والصلاحية المعطاة له تنظيميا بتأديب أمثال هؤلاء الموظفين المتقوقعين بأفكارهم المنغلقة ومراقبتهم مرحليا ومتابعتهم اجرائيا حتى لا يتعطل العمل ويتأخر بأسبابهم الواهية باستخدام قوة اليد الواحدة بالتصفيق.Yos123Omar@