المواقف السعودية: حكمة وإيجابية
الأربعاء / 24 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 00:15 - الأربعاء 8 نوفمبر 2023 00:15
لن أستحضر في سرد تاريخي جميع المواقف الإنسانية للمملكة العربية السعودية، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله - إلى يومنا هذا، فهذه المهمة تتطلب جهود مراكز بحثية، حتى توثقها في عدة مجلدات ضخمة، بكل موضوعية وإنصاف، ولكني سأستحضر المواقف الأخيرة في أحداث غزة، ويكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.مع الأحداث المؤسفة والفاجعة في غزة هذه الأيام، بسبب تلك الجرائم الوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي لا زالت مستمرة في قصفها المدنيين الآمنين الأبرياء، بكل همجية وخسة، ضاربة بعرض الحائط كل معاني الإنسانية، ومنتهكة بكل فجاجة جميع القوانين الدولية، ومع صمت العالم الغربي المنافق عن جرائمها، بل ودعمها والتحيز لها.تأتي المواقف السعودية صارمة وحازمة، مسمية الجرائم والاعتداءات بأسمائها، وتدين بأشد العبارات، جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاته المستمرة، وتعبر عن شجبها ورفضها التام لهذه الجرائم المتكررة، وتدعو لوقف العمليات العسكرية، وحقن الدماء، وحماية المدنيين، كما أنها أدانت بشدة، تلك التصريحات المتطرفة التي أدلى بها الوزير الإسرائيلي، بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة، وأوضحت أن عدم إقالة هذا الوزير من الحكومة فورا، والاكتفاء بتجميد عضويته، يعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية، والأخلاقية، والدينية، والقانونية، لدى الحكومة الإسرائيلية.كما وجه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، بإطلاق حملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، بدأت بتبرع خادم الحرمين الشريفين بـ 30 مليون ريال، وتبرع سمو ولي العهد بـ 20 مليون ريال، وتخصيص خطبة الجمعة في كافة الجوامع والمساجد في المملكة، للحث على المشاركة في التبرع لهذه الحملة، حيث وصل مجموع التبرعات حتى اليوم الرابع 382 مليون ريال. كما أن السعودية دعت لعقد قمة إسلامية استثنائية، الأحد المقبل في العاصمة الرياض، لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني.هذه هي المواقف السعودية، الإيجابية والحكيمة، بعكس تلك الخطب الصبيانية الجوفاء، والتصريحات العنترية الكاذبة، التي تداعب عقول الحمقى من العوام، وأصحاب المصالح والهوى من المثقفين، والتي تطلقها بعض الجماعات الإرهابية من حزب الله أو الحوثي، والتي لا تطلق صواريخها إلا على جيرانها المسلمين، وليت المثل القائل: «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا» ينطبق عليهم فحسب، بل إن الطحن الموجه من حزب اللات الخبيث، يصب على رؤوس المسلمين الأبرياء والأطفال في (إدلب) وغيرها، والطحن الموجه من الحوثي الخبيث على أبناء اليمن الشرفاء الرافضين لهم في كل مكان وعلى جيرانهم، وإنما ينطبق عليهم المثل القائل: «الكلب الذي يكثر النباح لا يعض» مع الاعتذار للكلاب لتشبيهها بهذه الكائنات الخبيثة.بعد مشاهدة طويلة، وتأمل عميق للمواقف والأحداث، على مر السنوات، أقول بكل موضوعية وتجرد للحقيقة، إن هذه البلاد المباركة، قيادة وشعبا، لها أعداء خبثاء، لن يهنأ لهم بال، ولن يطيب لهم عيش، حتى يروا هذه البلاد الكريمة، مدمرة وفاشلة، حسدا على ما حباها الله من فضله وكرمه، وحقدا على نجاحات حققتها في مجالات عديدة، فشلوا هم في تحقيقها، بسبب غبائهم، وسوء نياتهم وأعمالهم.في الختام، لا أجد ردا على جحود الحاقدين، وحسد الحاسدين لبلادنا العظيمة، أفضل من رد الأمير عبدالرحمن بن مساعد في أبياته التي يقول فيها:عجبت لأمر خيرك يا بلاديوكيف كسا جسوم الجاحديناولم أعجب لأنكِ خير أرضوأنك قبلة للمسلميناأزال مليككِ التعظيم طوعاوبالحرمين سدنا خادميناستبقين الكريمة دون منٍّلوجه الله لا للشاكريناستنتشرين خيرا مستديماوينتشرون بغضا شامتيناbasem_slr@