ناحية الإعلام وتنحي المهنية في الحرب
السبت / 20 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 22:11 - السبت 4 نوفمبر 2023 22:11
للإعلام ناحية مهمة هي «المهنية» ومن يتنحى عنها يفقد المصداقية لدى المتلقي، ويفقد التأثير في الجمهور.أكبر وسائل الإعلام الغربي ومنها «رويترز، CNN” فقدت البوصلة المهنية غصبا، أو تخلت عنها طواعية، في ساحة فلسطين ووقفت بصف دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الإنسانية، دون أي خجل من التغاضي عن جرائم إسرائيل بحق المدنيين المسالمين.حماس قامت بعملية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، فانتقمت إسرائيل من كل سكان غزة، وهنا حرب بين حماس وإسرائيل، لكن أول الضحايا فيها «الضمير الإنساني العالمي» الذي لا تستفزه جثث الأطفال لنشر الحقيقة أو تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية.وكالة الأنباء العالمية «رويترز» التي يناهز عمرها 170 عاما قتل مصورها بقصف إسرائيلي أثناء تغطية الحرب فنعته الوكالة دون أن تشير إلى حقيقة أنه قتل بنيران إسرائيلية، فنشرت على حسابها بالعربية في تويتر (منصة إكس حاليا) تغريدة من 8 كلمات فقط، تقول «مقتل مصور من تلفزيون رويترز في جنوب لبنان»، فنالها انتقاد كبير من المتابعين لتجاهلها الفاعل، فحذفت التغريدة ونشرت تغريدة آخرى حاولت فيها الاقتراب من ناحية الحقيقة لكنها عجزت، حيث قالت «مقتل مصور تلفزيون رويترز عصام عبدالله في جنوب لبنان في إطلاق صواريخ من ناحية إسرائيل»، ولم تستطع أن تقول الحقيقة رغم أنها وكالة أنباء اسمها «رويترز» اكتسب سمعة في المصداقية والموثوقية جعلها تبيع الأخبار لكل وسائل الإعلام في العالم.وإحدى أشهر الشبكات الإخبارية «CNN» لم تكن أحسن حالا من «رويترز» بفقد المصداقية، ومن الأمثلة على ذلك، نشرت تغريدة على حساب «CNN بالعربية» في تويتر (منصة إكس حاليا) تقول «انفجار ضخم في مخيم جباليا للاجئين في غزة يسفر عن سقوط العديد من الضحايا» ولم تشر إلى الفاعل «إسرائيل» حتى انهال عليها «المتابعون» بالانتقاد، فعاد الحساب بعد 4 ساعات إلى التصحيح ونشر تغريدة إضافية يبين أن الخبر كان بناء على معلومات أولية وأشار إلى أن القصف كان إسرائيليا.حتى المنظمات الدولية عجزت عن قول الحقيقة كاملة في بياناتها الصحفية الرسمية، فعلى موقع «الأونروا» وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، نشر بيان صادر عن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، بعنوان «موظفو الأونروا يقتلون بشكل يومي»، ومما جاء في البيان أنه «منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول، تضرر ما يقرب من 50 مبنى من مباني الأونروا وأصولها، حيث أصيب بعضها بشكل مباشر... وقتل 72 من زملائنا في الأونروا في غزة منذ بدء الحرب، وغالبا مع عائلاتهم».في ختام البيان قال المفوض «هل هناك أكثر؟ كم سيعانون أكثر من الحزن والمعاناة؟ لقد طال انتظار الوقف الإنساني لإطلاق النار من أجل الإنسانية»، ومع كل الكلمات الإنسانية التي جاءت في البيان ومن ضمنها خسائر «الأونروا» البشرية والمادية إلا أن البيان لم يذكر كلمة «إسرائيل» ولم يلمح حتى تلميحا للفاعل في قتل موظفيهم الذي يعملون من أجل إغاثة المدنيين..!وفي الإعلام العربي نال خطاب أمين حزب الله حسن نصرالله تغطية لا يستحقها فقطعت القنوات بثها وأوقفت أخبارها وبرامجها لنقل خطاب مطول لا يحتوي شيء غير الكلام المتناقض والهروب من المعركة التي يدعي أنه طرف فيها أحيانا ويتبرأ منها أحيانا في ذات الخطاب.fwz14@