السيارات الصغيرة تتسيد الطلب محليا بعد المقابل المالي
مختصون: القرار يدعم التوجه للكهربائية والهجين
السبت / 20 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 20:12 - السبت 4 نوفمبر 2023 20:12
أكد مختصون ومستثمرون في تجارة السيارات أن السيارات الصغيرة والمتوسطة التي تقل عن 6 سلندر تسيدت سوق الطلب على السيارات الجديدة والمستعملة، وذلك بعد فرض الدولة للمقابل المالي على السيارات التي تزيد عن 4 سلندر نتيجة ارتفاع استهلاكها للطاقة وارتفاع نسب انبعاثاتها للعوادم المؤثرة على البيئة، مشيرين إلى أنه على الرغم من الأثر المالي لقرار الدولة ليس كبيرا على أساس سنوي، إلا أن تأثيراته النفسية كبيرة نسبيا وادت إلى انخفاضات ملفتة خاصة في السيارات الحديثة المستعملة الخاضعة للمقابل المالي، خاصة مع توقع إجراءات أخرى جديدة لحماية البيئة ودعم استخدام السيارات الكهربائية والهجينة، في إطار مشروع الرؤية الوطنية الكبير «السعودية الخضراء «.تقليل استيراد الأمريكيةوأفاد عضو لجنة السيارات بغرفة الشرقية السابق يوسف الناصر بأنه على العكس مما يرى البعض من أن التأثير لم يكن كبيرا، فإن التأثير النفسي كان أكبر في الطلب على السيارات، فالمبلغ المطلوب سنويا والبالغ بين 200 و300 ريال ليس كبيرا قياسا بما يدفع لملء السيارة بوقود البنزين، إلا أنه مع ذلك فقد قل الطلب على السيارات القديمة نسبيا من سعة 8 و6 سلندرات وخاصة الأمريكية، ما جعلنا كتجار للسيارات المستخدمة نقلل من استيرادها، حيث أغلب الزبائن الذين ينظرون إلى المستقبل والذي اعتادوا على تغيير سياراتهم دوريا باتوا لا يرغبون في هذه السيارات؛ لأن أسعارها يمكن أن تنخفض بشكل أكبر ويصبح صاحبها خاسرا بعد أن كان يتوقع بيعها بربح.وأضاف الناصر «إلى جانب سيارات الديزل التي زاد الطلب عليها، فإن التوجه صار أكبر للسيارات الصينية التي تحسن وضع سوق قطع الغيار لدى أكثرها وقلة استهلاكها للوقود إلى جانب بعض أنواع السيارات اليابانية والكورية الصغيرة».توجه للديزل والهجينولفت خبير صناعة وأنظمة السيارات، ناصر الخالدي، أنه بالرغم من التأثير المحدود بشكل عام لأثر المقابل المالي الذي سيؤخذ على السيارات الأكثر استهلاكا للوقود ومنها سيارات 8 و6 سلندرات إلا أن التوجه اتجه بشكل أكبر بعد القرار إلى السيارات الأقل انبعاثات واستهلاكا من فئة 4 سلندرات التي ارتفعت أسعارها بعض الشيء وكذلك سيارات الديزل التي باتت تستورد على نطاق واسع من كوريا الجنوبية خاصة نتيجة قلة استهلاكها للوقود وزيت المحرك الذي أصبح في الأنواع الجديدة منها والتي يمكن أن يبقى زيت المحرك بها من 25 ألف كيلو إلى 30 ألف كيلو متر قبل استبداله، متوقعا أن تتخذ الدولة إجراءات بخصوص سيارات الديزل الملوثة للبيئة وخصوصا بعد قيام بعض المستخدمين بإزالة أنظمة حماية البيئة من هذه السيارات بدعوى أنها تثبط عزم السيارة.تحول للكهربائيةوأشار الخالدي إلى أن هدف الدولة من فرض المقابل المالي على السيارات ذات الاستهلاك العالي للوقود هو دفع المستهلكين إلى التوجه للسيارات قليلة الانبعاثات من أجل الحفاظ على البيئة، وهو يقع ضمن مشروع «السعودية الخضراء « الضخم للحفاظ على بيئة المملكة من التلوث، حيث المسابقة مع الزمن للحد من أضرار هذا التلوث التي تؤثر على جاذبية المملكة للاستثمار وعلى حصولها على موقع متقدم ضمن الدول الصديقة للبيئة، لافتا إلى أن فرض المقابل المالي سيكون مقدمة أيضا للتحول بشكل أكبر للسيارات الكهربائية والهجينة التي بدأت منذ سنوات، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الدفع ، متوقعا أن يصدر قرار مستقل يدعم السيارات الكهربائية والهجين.تأثر منخفضي الدخلوذكر مسؤول المبيعات بأحد فروع السيارات الأوروبية بالمنطقة الشرقية، محمد عمر، أن تأثر الناس بالمقابل المالي أكبر من المتوقع، حيث إن المبلغ السنوي رغم أنه يكاد لا يذكر أمام تكاليف الاستهلاك والصيانة للسيارة إلا أنه خلق توجها لدى الناس للسيارات الأقل استهلاكا، من قبيل التوجه من السيارات الجديدة والمستعملة من فئة 5000 سي سي إلى 1500 أو 2000 سي سي وكذلك السيارات الهجينة وربما يكون ذلك أيضا لتوقع الناس بأن الدولة يمكن أن تتخذ قرارات أخرى معززة لقرار المقابل المالي، خصوصا دعم السيارات الكهربائية.وذكر بأن أثر المقابل المالي سيطال بعض أصحاب الدخول المنخفضة ممن يملكون سيارات قديمة خاصة الأمريكية منها والذين ستنخفض قيمة سياراتهم سوقيا بحيث لن يستطيع استبدالها بسيارة موفرة للوقود وغير ملوثة للبيئة، وفي نفس الوقت سيكون عليه دفع مبالغ سنوية تصل إلى 300 ريال تقريبا، سيجد في دفعها صعوبة إذا جمعت مع مبالغ الصيانة والتأمين والفحص، بل إن مراكز التشليح باتت تتردد في شراء مثل هذه السيارات أو أنها تشتريها بأسعار زهيدة.توجه جديد للتسويقمن جهته أبدى مدير المبيعات بإحدى صالات العرض للسيارات اليابانية الجديدة والمستخدمة، سالم الدوسري، أن شركته تحولت في الفترة الأخيرة إلى السيارات الكهربائية والهجينة حتى قبل قرار المقابل المالي نظرا لارتفاع الطلب عليها، قياسا بالسيارات التقليدية، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة تحولا كبيرا عن التقليدية حتى غير المستهلكة للوقود، حيث الطلب يزيد على السيارات الكهربائية والمزدوجة الهجينة لحداثتها وارتفاع أسعارها عند إعادة البيع قياسا بالتقليدية التي بدأت أسعارها بالانخفاض.رغبة تملك للقديموعن السيارات القديمة من سعة 3000 و5000 سي سي، أشار الدوسري إلى أن أسعارها بدأت بالتراجع وان ليس بنسبة كبيرة، حيث لا يزال بعض الأشخاص يرغبون بتملك بعض السيارات الأمريكية من موديلات التسعينيات وبدايات الألفية الثانية لمتانتها وقوتها والرفاهية التي يتمتع بها بعض هذه السيارات، إلى جانب إمكانية الحصول على قطع غيار لها سواء في أسواق الحراج أو التشليح.تأثير نفسي فقطوأبان عضو اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات، عبدالرحمن العيسى، أن قرار المقابل المالي على السيارات المستهلة للطاقة والأكثر تلويثا للبيئة أهون على المستهلكين من فرض ضريبة بيئية مثلا، حيث ربما تكون أكبر، والمقابل المالي يمكنهم تحمله، خاصة وأنه يكون على أساس سنوي وبمبلغ لا يتجاوز 200 ريال، لافتا إلى أن من يرغب بمواصلة قيادة سيارات 8 سلندرات مثلا سيكون عليه مبلغ محدد، وهذا المبلغ صغير وسيضيع أثره نتيجة انخفاض مبلغ الحصول على سيارات من هذا النوع، بينما 4 سلندرات لن يدفع شيئا، وبالتالي فإن التأثير الحقيقي ليس كبيرا، بينما التأثير النفسي هو الطاغي في سلوك المستثمرين.