العالم

حرب غزة تفضح الانحياز الأمريكي

استخدمت الفيتو لمنع الهدنة الإنسانية.. ودافعت بتفان عن الإجرام الإسرائيلي

انتشال جثمان من تحت الأنقاض في غزة (مكة)
فيما اصطفت ماكينات الإعلام الغربي إلى جانب إسرائيل تدافع عنها، وتدين بشدة الهجوم الأكبر في تاريخ الدولة العبرية، رفع البيت الأبيض، والرئيس الأمريكي جو بايدن، سقف الدعم لإسرائيل، وأرسل أكبر مدمرات العالم لتنضم إلى جيش الاحتلال في ضرب الأطفال والنساء العزل.وما إن تصاعد القصف على غزة، وانتشرت صور الدمار، والقتل، والتشريد على مواقع التواصل الدولي في شتى أرجاء العالم، حتى انكشفت سياسة ازدواجية المعايير الغربية، في صورة كانت أشبه بـ«فضيحة» جديدة في الانحياز والكيل بمعيارين.معايير مزدوجةيقول الصحفي في «واشنطن بوست» إيشان ثارور «الأسبوع الماضي، ألقى بايدن خطابا حماسيا اتهم فيه حماس وروسيا بالانخراط في مشروع واحد، يهدف إلى تدمير الديمقراطية في أوكرانيا، وإسرائيل، مصرا على ضرورة دعمهما بمزيد من الأسلحة والأموال اللازمة لدفاعهما عن نفسيهما، ومقترحا على الكونجرس خطة تمويل إضافية بقيمة 106 مليارات دولار، لتأكيد استمرار وقوف أمريكا إلى جانب حلفائها».ورغم التوترات غير المسبوقة التي يشهدها الشرق الأوسط والعالم، إلا أن سياسيين كثرا، أبدوا تحفظهم على سلوك إدارة بايدن تجاه الحرب على غزة، ويرى بعضهم أن منح الولايات المتحدة لإسرائيل ضوءا أخضر لقصف غزة، يكشف المعايير المزدوجة بوضوح في خطابات بايدن.حالة غضبيضيف الصحفي أن هجوم حماس خلّف حالة غضب واشمئزاز كبيرين، لكن الحملة الانتقامية الإسرائيلية ضد غزة المستمرة منذ 17 يوما، تتحول من سيئ إلى أسوأ، فهي أدت حتى الآن إلى مقتل ما يزيد على 5200 فلسطيني، بينهم أكثر من ألفي طفل، ومحت أحياء بكاملها، ومسحت عائلات كبيرة من السجلات المدنية، ودفعت أكثر من مليون شخص إلى العراء، منذرة بكوارث أكبر، في ظل التحذيرات من قرب نفاد مخزون الوقود، وبروز شبح التطهير العرقي.وبدا الانحياز الأمريكي جليا الأربعاء الماضي، حين استخدمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، لإسقاط مشروع قرار معتدل اللهجة قدمته البرازيل يدعو إلى هدنة إنسانية، مخالفة رأي عدد من حلفائها المقربين، على رأسهم فرنسا التي صوتت لصالح القرار.حماية المجرمينعلى مدار عقود طويلة تعمل الولايات المتحدة على حماية الإجرام الإسرائيلي من الانتقاد في الأمم المتحدة، لكن رفضها هدنة إنسانية في غزة، وتوبيخها لروسيا في المكان نفسه، يكشفان مدى عمق الازدواجية، فالمسؤولون الأمريكيون والغربيون شجبوا منذ البداية الغزو الروسي لأوكرانيا، باعتباره انتهاكا للقانون الدولي، كما دان كثير من حكومات الشرق الأوسط ودول «جنوب العالم» العدوان الروسي، لكن بحذر أكبر، مشيرين إلى الغزو الأمريكي للعراق في 2003، ولا مبالاة الغرب النسبية تجاه الصراعات البشعة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، والنفاق المتمثل في استمرار دعم إسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية، بينما هم يهتفون للحرية في أماكن محددة، دون سواها.ويرى أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، مارك لينش، أنه «من الصعب التوفيق بين ترويج الولايات المتحدة للمعايير الدولية وقوانين الحرب دفاعا عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي الوحشي، وتجاهلها المتعجرف في الوقت نفسه للمعايير نفسها في غزة».خلف الكواليسبينما يبدو أن إدارة بايدن تعمل خلف الكواليس لمحاولة كبح جماح الحرب الإسرائيلية ضد غزة، يكابد المدنيون هناك، ويلات لا تحصى.ويقول مدير منظمة هيومن رايتس ووتش بالأمم المتحدة، لويس شاربونو: «إذا كانت الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى تريد إقناع بقية العالم بأنها جادة بشأن حقوق الإنسان وقوانين الحرب، وهي المبادئ التي تطبقها بحق على الفظائع الروسية في أوكرانيا وعلى الفظائع التي ترتكبها حماس في إسرائيل، فيجب عليها أيضا أن تنطبق على تجاهل إسرائيل الوحشي لحياة المدنيين في غزة».يقول أحد كبار الدبلوماسيين في إحدى دول مجموعة العشرين ذات الاقتصادات الكبرى للصحيفة، «إن «السلوك الأمريكي جعل دول الجنوب العالمي حذرة للغاية في حذو خطى الدول الغربية تجاه حرب أوكرانيا».فشل دوليأضاف المسؤول، بأن الدور الأمريكي الحالي في منع التحرك بشأن غزة، يظهر «مدى المعايير المزدوجة التي تعتمد عليها استراتيجية الولايات المتحدة أو الغرب».ويضيف: هناك اعتراف متزايد في أوروبا بوجود ازدواجية في المعايير الغربية، وبعضهم صرح علانية، «إن ما قلناه عن أوكرانيا يجب أن ينطبق على غزة، وإلا فإننا سنفقد كل مصداقيتنا».ويقول الكاتب: «ما يجري اليوم، هو تذكير جديد بفشل المجتمع الدولي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، في إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».ويضيف «تدفع الحكومات الغربية ثمن عدم قدرتها على إيجاد، أو حتى السعي، إلى حل للقضية الفلسطينية».كيف انحازت أمريكا؟
  • طار الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته إلى إسرائيل لدعمها علنا.
  • أرسلت حاملة طائرات وأكبر مدمرة في العالم لمساندة العدوان الإسرائيلي.
  • ذهب رئيس الأركان الأمريكي للاجتماع بالعسكريين الإسرائيليين للتشاور.
  • استخدمت الفيتو لمنع صدور قرار أممي بوجود هدنة إنسانية.
  • روج الإعلام الأمريكي لروايات المحتل المضللة، ودافع عن إجرامه.
  • دعمت إسرائيل اقتصاديا بـ106 مليارات دولار.