مخاوف «الكورتيزون»!!
الثلاثاء / 9 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 20:04 - الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 20:04
يصف الأطباء بعض الأحيان للمرضى الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون، وهنا قد ينتاب المريض بعض المخاوف نتيجة ما سمعه مسبقا عن بعض الانعكاسات السلبية المترتبة على أخذ الكورتيزون.الكورتيزون هو أحد أهم الهرمونات التي يصنعها جسم الإنسان وله دور مهم في تنظيم العمليات المهمة في جسم الإنسان مثل عملية الأيض والمناعة والالتهاب، مما دفع الباحثين إلى استغلال هذه الخاصية لصنع دواء مشابه للكورتيزون لاستخدامه في علاج بعض الالتهابات والأمراض التحسسية.وحتى تكون الصورة واضحة لدى الجميع (الأصحاء والمرضى) فإن أدوية الكورتيزون تعد من أهم العقارات المستخدمة في علاج العديد من المشاكل الصحية، فهو مكون من خصائص قوية تكافح الالتهاب، فأدوية الكورتيزون منها ضعيف القوة والمتوسط والقوي، ومنها القوي جدا، ويتم تحديد الدواء المناسب من قبل الطبيب حسب الحالة، ولكن في نفس الوقت فأن أدوية الكورتيزون تحمل العديد من الأضرار والمخاطر على الصحة في حال الإفراط في تناولها، أو دون الرجوع للطبيب المعالج.وتختلف أنواع الكورتيزون باختلاف الشكل الصيدلاني لها، إذ يقوم الطبيب باختيار النوع المناسب للمصاب اعتمادا على حالته المرضية واحتياجه للدواء، فهناك حبوب تؤخذ بالفم، وهناك حقن وبخاخات استنشاقية، وأيضا قطرات تعطى في الأنف أو الفم، وكريمات مختلفة، وجميع هذه الأدوية يصفها الطبيب المعالج بعد التشخيص الدقيق وقد تكون لفترة زمنية محددة لتفادي آثارها السلبية، مع التنويه بأن هناك حالات تمنع من استخدام الكورتيزون ومنها الحساسية المفرطة تجاه الكورتيزون، والإصابة بالعدوى الفطرية الجهازية.ورغم فاعلية الكورتيزون في مواجهة الالتهابات إلا أنه أرتبطت به تهم عديدة سلبية، ولعل أبرزها زيادة الوزن، وهذه حقيقة فكثير من المرضى الذين استخدموا أدويتهم الفموية المحتوية على الكورتيزون لفترات طويلة جداً واجهوا هذه المشكلة وذلك عن طريق تغيير توازن الماء في الجسم، إضافة لتأثيره على عملية التمثيل الغذائي، وهي الطريقة التي يستخدم ويخزن الجسم من خلالها الدهون، والأحماض الأمينية، والبروتينات، والكربوهيدرات، والجلوكوز، فالكورتيزون يساهم في زيادة الوزن من خلال زيادة الشهية، احتباس السوائل، تغيير مكان تخزين الدهون، فتزداد الدهون في البطن والوجه والرقبة.وبجانب ذلك هناك آثار جانبية أخرى للكورتيزون تتمثل في إرباك الغدة الدرقية وعدم إفرازها لهرمون الكورتيزون بشكل جيد، وهشاشة في العظام وذلك بسبب نقصان نسبة الكالسيوم الموجودة في العظام، وتأثر مناعة الجسم ومقاومته للالتهابات، وحدوث تغيرات نفسية ومزاجية بتعرض المرضى للعديد من المشاعر المختلفة والمضطربة، وبالنسبة للأطفال فهو يقلل من نموهم، مع التأكيد بأن هذه الأعراض تظهر غالبا عند بعض المرضى الذين يأخذون جرعات بكمية كبيرة من علاج الكورتيزون ولفترة طويلة من الزمن، وهي نادرة عند الناس الذين يستعملونه خارجيًا كالمراهم والبخاخات، وذلك بسبب عدم دخوله إلى الدم مباشرة.ولتجنب التأثيرات السلبية المترتبة على هذه الأدوية يجب على مستخدمي أدوية الكورتيزون الإفصاح للطبيب عن الأدوية الأخرى التي يتناولونها لتجنب أي تفاعلات دوائية سلبية، ويوصى بالمراقبة المنتظمة لضغط الدم ومستوى السكر بالدم، مع الحد قدر المستطاع من الملح والسكر في النظام الغذائي المتبع، مع ضرورة ممارسة الرياضة لتفادي زيادة الوزن، والحرص على مصادر فيتامين (D) والكالسيوم خلال فترة العلاج لتعزيز صحة الجسم وتجنب هشاشة العظام، والحد من الأطعمة التي تحتوي على السعرات الحرارية لعدم زيادة الوزن.خلاصة القول، رغم أهمية عقاقير «الكورتيزون» كعلاج حاسم للعديد من الأمراض، إلا أنها تعد سلاح ذو حدين، ومثلما أنها طوق نجاة للكثير من المرضى، لكنها أيضا تحمل العديد من الأضرار والمخاطر على الصحة عند الإفراط في تناولها، أو دون الرجوع للطبيب المعالج، إذ تظهر التأثيرات الجانبية عند استخدام الكورتيزون لفترات طويلة أو جرعات زائدة، وتختلف هذه الفترات والجرعات باختلاف أنواع أدوية الكورتيزون.