متى نرى «متحف مكة»؟
الاحد / 7 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 21:04 - الاحد 22 أكتوبر 2023 21:04
قبل نحو عامين أو يزيد، أغلقت قاعة مكة الكبرى للمناسبات، الواقعة بحي التخصصي، أبوابها أمام استقبال طلبات إقامة المناسبات بها، وأرجع السبب حينها إلى تعاقد وزارة الثقافة مع إدارة القاعة لتحويلها إلى متحف خاص بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مختلف كليا عن «متحف مكة» الواقع بقصر الضيافة الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - عام 1365هـ 1946م. واستبشر كثيرون خيرا بهذه الخطوة التي جاءت في توقيت مناسب وموقع مميز، يمكّن الحجاج والمعتمرين والزوار القادمين من جدة من الوصول إليه، إضافة إلى تميزه بوصول وسائل النقل العام إليه بسهولة، وتوافر مواقف قادرة على استيعاب السيارات الصغيرة والحافلات.استبشر كثيرون خيرا بإقامة المتحف، لأنه سيكون جامعا شاملا بين عمارة المسجد الحرام، والتراث العمراني المكي، ونماذج من القطع الأثرية واللوحات والمجسمات الفنية التي تحاكي الماضي، بما يمكن الحجاج والمعتمرين من التعرف على تاريخ مكة المكرمة وتراثها.كما أنه سيحكي قصصا من الماضي، ويبرز جهود قيادة المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أمر في عام 1344هـ بإضافة شؤون العناية بالحج والحجيج إلى مجلس الشورى، وبدأ في تنظيم أعمال المطوفين وتحديد مهامهم ومسؤولياتهم عام 1355هـ، وأصدر أمره الكريم بإنشاء المديرية العامة للحج، وإقرار النظام الموحد لوكلاء المطوفين والمشايخ، وإضافة شؤون العناية بالحج في عام 1367هـ.ووجوده سيعمل على إبراز منظومة خدمات الحج والعمرة بشكل جيد، والمبادرات التي أطلقت للارتقاء بالخدمات، كمبادرة «طريق مكة» التي وفرت أعلى مستوى من الخدمة والراحة للحجاج، خلال تمكينهم من استكمال إجراءات دخولهم إلى المملكة من مطارات بلادهم ونقلهم مباشرة إلى أماكن إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى التطبيقات الالكترونية كتطبيق «اعتمرنا»، و»بطاقات الحج الذكية»، ومبادرة «حج بلا حقيبة»، و»الحج الذكي»، و»الأساور الذكية»، وغيرها من المبادرات والتطبيقات.ومن المؤكد أنه سيتناول إبراز وسائل النقل وما شهدته من تطورات متسارعة منذ انطلاق أول شركة عام 1344هـ لنقل الحجاج بين جدة ومكة المكرمة، بحافلات لا يتجاوز عددها خمسة وعشرون حافلة، ودعم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لتأسيس الشركة السعودية الوطنية لسير السيارات بالحجاز، برأسمال قدره ستة آلاف ريال ليرتفع عداد السيارات في الحجاز وبلغت في جمادى الآخرة 1346هـ 267 سيارة، حتى وصل عدد شركات نقل الحجاج اليوم (68) شركة، تمتلك أكثر من تسع عشرة ألف حافلة.كما سيتمكن «متحف مكة» من تحويل ما دونته الكتب بدواخلها من معلومات وحفظته من وثائق إلى مشاهدات حية، يمكن للزائر الاطلاع عليها والتعرف على أدق تفاصيلها، وتعرفه على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان مكة المكرمة، والأحداث التي عاشتها العاصمة المقدسة في الماضي، وما تعيشه الآن من تطورات في كل المجالات.ويبقى الأمل في أن نرى العمل جاريا لإقامة «متحف مكة»، فالمتحف كما عرّفه المجلس العالمي للمتاحف «هو أي مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويره، مفتوح للعامة، ويقوم بجمع، وحفظ، وبحث، وتواصل وعرض التراث الإنساني وتطوره، لأغراض التعليم، والدراسة والترفيه»، وهو «دار لحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات اللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري، وقد يضم المتحف أعمالا علمية أو أعمالا فنية، ومعلومات عن التاريخ والتقنية». كما عرفته الموسوعة العربية، فمتى نرى «متحف مكة»؟ashalabi1380@