الذكاء الاصطناعي تعلم لغة الطير
الأربعاء / 3 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 22:48 - الأربعاء 18 أكتوبر 2023 22:48
قام البروفيسور «أدريان ديفيد تشيوك»، من جامعة طوكيو بتطوير آليات للذكاء الاصطناعي قامت بمراقبة الدجاج في حياته اليومية، مؤكدا أنها «قفزة كبيرة للعلم، مجرد بداية، ونأمل أن نكون قادرين على تكييف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم مع الحيوانات الأخرى ووضع الأساس لذكاء مفيد مذهل في مختلف الصناعات المتعلقة بالحيوانات».وأضاف «إذا عرفنا ما تشعر به الحيوانات، فيمكننا تصميم عالم أفضل بكثير لها».وقد ساعده في بحثه العجيب هذا فريق من ثمانية علماء نفس للحيوانات، وجراحين بيطريين، كان لديهم دراسات متخصصة حول الحالة العاطفية للدجاج.وبطول ساعات التسجيلات، والمتابعة، والمقارنة والبحث والدراسة توصل الفريق إلى فك شفرة أصوات الدجاج، وحركاته، وبما خلق سبقا في هذا المجال الغريب، فتخيل أن يكون لدينا هيكلا آليا على شكل دجاجة، تتحرك وتقترب من مجتمعات الدجاج، وبما يوكد قرب التواصل وخلق أنواعا من التفاهمات، والحوارات، والتوجيه، بمعونة هذا الذكاء الاصطناعي، وبمحدودية عقلية الدجاج وخبراته، وما يحمله على جيناته من المفاهيم والتصرفات، التي تساعده على البقاء ضمن أطر الحياة، وإكمال سلسلة الأجيال بالتزاوج والتوالد، وبدائيات التعلم والتربية للفراخ الصغيرة.وقد قام الفريق باستخدام تنوع نقيق الدجاج، وتغير مستويات شدتها حسب الحالات النفسية للدجاج، وحتمية ما تتعرض له من ظروف تواصل ومشاركة في الطعام ورغبة في التزاوج، والخوف عند حدوث الخطورة، والتعارك، وضرورة الهروب، وتنبيه بقية الدجاج.أصحاب الدجاج قد يتخيلون ما الذي يعنيه صراخ الدجاج، ولكنهم لن يستطيعوا الوصول إلى دقائق وتفاصيل التحاور معهم، فسهل الذكاء الاصطناعي ذلك من خلال محاكاة الأصوات، واستخدامها، وتسجيل التفاعلات وردود الأفعال الصوتية والعملية والحسية، ما يسمح بصنع لغة كاملة، تتمكن من اختراق أسرار عوالم الدواجن.وقد استطاع الذكاء الاصطناعي بعد تسجيلات لصيقة استمرت مائة ساعة، أن يحدد الحالة النفسية للدجاج، سعيدا أو حزينا خائفا أو متحفزا بدقة تصل إلى 80%.وحسب موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد كان الفريق سعيدا بما توصل إليه، وبما سيبنى عليه، وكما حدد الفريق «لا يفتح هذا البحث آفاقا جديدة لفهم وتحسين رفاهية الحيوان فحسب، بل يشكل أيضا سابقة تؤسس لمزيد من الدراسات في مجال التواصل بين مختلف الأنواع الحية اعتمادا على الذكاء الاصطناعي».كتاب كليلة ودمنة كان قد حكى لأجيال العصور الماضية خيالا عن عمليات فك للشفرة، ومعرفة لغات الحيوانات، والطيور، ولكنه أصبح واقعا في حياتنا، وباعتماد نفس قدرة عقلية الداجن، ومدى تشعب أفكاره وتنوعها، واعتبارها لغة عالمية غريزية، لا تختلف مهما ابتعدت المسافات، ولا يمكن أن تتفرع كثيرا، ولا أن تسمح للطير أو الحيوان بدخول عوالم التعلم بما ليس مهيأ له جسديا ونفسيا.من يعش رجبا، يسمع عجبا، والقادم مذهل مريع، وليس كما تصورناه بالرسوم المتحركة، ولكن بما هو أقرب للمصداقية من عجب، ومما سيخلق قنوات تواصل مع حيوانات عاشت معنا آلاف السنين، وكنا بعيدين عن فهمها، وعن خلق روابط تعامل إنسانية معها.وما يدريك، فهل سنستمر نستلذ بلحوم الدجاج بعد إن نعرف معاناته الحقيقية؟وهل سنشكر معشر الدجاج على لحمه وبيضه وريشه، ونعتذر من تاريخ انتهاك طويل لحقوقها، وبدون وعي ولا شعور.shaheralnahari@