جائزة نوبل 2023
الأربعاء / 26 / ربيع الأول / 1445 هـ - 22:49 - الأربعاء 11 أكتوبر 2023 22:49
في شهر أكتوبر من كل عام، تعلن الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم والآداب أسماء الفائزين بأشهر جائزة مرموقة في التاريخ الحديث، الجائزة التي سميت باسم صاحبها ألفريد نوبل مخترع الديناميت، فبعد أن جنى ثروة ضخمة من وراء هذا الاختراع المدمر أحس بنوع من تأنيب الضمير في داخله، فأوصى بمعظم ثروته إلى جائزة دولية تسهم في تكريم العلماء والأدباء الذين قدموا إسهامات نبيلة لصالح الإنسانية.قبل عدة أيام، نشرت الأكاديمية السويدية أسماء الفائزين بالجائزة في مجال الكيمياء، وهم ثلاثة علماء استطاعوا تطوير ما يسمى بالنقاط الكمية وهي جسيمات متناهية الصغر من فئة النانو متر، الجميل في الأمر أن أحد هؤلاء العلماء عربي تونسي، هو البروفيسور منجي الباوندي، وهو حاصل على الجنسية الأمريكية، حيث تخرج الباوندي من جامعة هارفارد وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو في عام 1988م.على الرغم أن الجائزة سجلت باسم الولايات المتحدة إلا أن الإعلام العربي أخذ الخبر بشيء من الفرح والسرور كون الفائز من أصول تونسية عربية، وهذا أمر رائع رغم التحامل المعهود من قبل اللجان النوبلية ضد الثقافة العربية، فأصبحنا نتباهى أن الفائزين هم من أصول عربية، كما حدث في جائزة العام الماضي عندما فاز الأديب الروائي عبدالرزاق قرنح بجائزة الأدب وهو من جذور حضرمية عربية، وقبله فاز عالم الكيمياء الأمريكي إلياس خوري وهو من أصول لبنانية في عام 1990م، بالإضافة إلى العالم الشهير أحمد زويل والذي كان يحمل الجنسية الأمريكية مع جنسيته المصرية الأم.هذا بالنسبة للمجالات العلمية، أما المجال الأدبي فلا شك أن الثقافة العربية تزخر بكوكبة من الأعلام والمبدعين والذين كانوا أحق بالجائزة من بعض الأسماء التي نالتها، لم يتم منح الجائزة لأديب عربي سوى مرة واحدة، وهو الروائي المصري نجيب محفوظ في عام 1988م وكانت عن جدارة واستحقاق، وعلى الرغم من مرور اكثر من خمسة وثلاثين عاما على ذلك الفوز إلا أن اللجنة الأدبية لم تلتفت إلى النتاج الثقافي العربي رغم بزوغ العديد من الأسماء اللامعة التي تستحق الجائزة.نعود إلى العالم التونسي الفائز بالجائزة لهذا العام، وهو البروفيسور منجي باوندي، والذي ذكر في أحد لقاءاته الصحفية حديثا شيقا حول العلم والمعرفة والتحصيل الدراسي، حيث قال إنه رسب في اختبار جامعة هارفارد وحصل على درجة 20 من 100، وقد أحس حينها بشيء من الإحباط واليأس، وكادت هذه الحادثة أن تقضي على مستقبل هذا العالم الكبير لولا إرادة التحدي التي استيقظت في داخله، وجعلته يعيد ترتيب أوراقه وأهدافه، ويحرص على مذاكرة دروسه والتحضير لها حتى وصل إلى أعلى جائزة مرموقة في العالم.وفي خاتمة حديثه، نصح البروفيسور باوندي التلاميذ وطلاب المعرفة أن يحرصوا على قيمة التفتح الذهني، والإبقاء على فطرة الفضول المعرفي وشغف السؤال، والإصرار على تحقيق الأمل والهدف المنشود وعدم الاستسلام للعوائق والتحديات مهما كانت.albakry1814@