هل نحن أصحاء نفسيا؟
الأربعاء / 26 / ربيع الأول / 1445 هـ - 22:47 - الأربعاء 11 أكتوبر 2023 22:47
العاشر من أكتوبر من كل عام يوافق اليوم العالمي للصحة النفسية والذي صادف يوم الثلاثاء الماضي؛ وكان أول البدء لانطلاقته في 10 أكتوبر 1992 إيذانا بالتوعية للاهتمام بالصحة النفسية ومناقشة القضايا التي من شأنها الأعراض والأمراض النفسية وكيفية الوقاية منها وعلاجها؛ وأعلن الاتحاد العالمي للصحة النفسية لهذا العام 2023عن شعاره بعنوان «الصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان».في البداية يجب أن نفرق بين الأمراض النفسية العصابية والأمراض النفسية الذهانية العقلية، الحالة الأولى عرضية يكون الفرد فيها مستبصرا ويحتاج لاسترشاد ليستعيد عافيته ولا يعتبر خطرا على نفسه ولا أسرته ولا مجتمعه، أما الثانية مرضية تحتاج للتدخل العلاجي بالعقاقير وفي بعض الحالات يتطلب الأمر الدخول للمصحات النفسية؛ لأنه يعتبر خطرا على نفسه ومن حوله.هل نحن أصحاء نفسيا؟هذا السؤال من المفترض توجيهه لذواتنا ومن هم في دائرة اهتمامنا والذي تبدأ إجابته بتفعيل مبدأ جودة الحياة من خلال هذه الآية الكريمة قال تعالى «بل الإنسان على نفسه بصيرة» الآية 14 سورة القيامة؛ الاستبصار يعني المعرفة العامة التي تقودنا للاستدلال والوضوح بكل صغيرة وكبيرة لتحمينا بعد الله من حالات الاضطرابات بسبب الإحباط والقلق. فالإحباط يأتي من خلال التركيز الشديد على مساوئ الماضي؛ والقلق بالتركيز الشديد على المستقبل الذي لا نعلمه.من حقنا على أنفسنا التمتع بالصحة النفسية والحرص عليها من جميع الضغوط المحيطة المسببة للاعتلالات النفسية واستدراك ذلك بالوعي بأننا مخلوقون في دنيا محفوفة بالكدر والضجر لنتعامل معها بأساسين هما الإيمان واليقين قال تعالى «لقد خلقنا الإنسان في كبد» الآية 4 سورة البلد.قال تعالى «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها» الآية 7-8 سورة الشمس، مصداقا للآيتين الكريمتين فإن النفس البشرية في أساسها طاهرة نقية فطريا في استوائها مجبولة على الاستقامة في أساسها يعتريها التقلب في حالاتها بين الاتساق والانغلاق؛ والضيق والانفراج بسبب الاختراقات الشيطانية التي تسبب الاضطراب والتأرجح وهذا برأيي يحتاج للكثير من الوعي والإدراك لمواجهة مختلف الظروف الحياتية وتعدد الصنوف المجتمعية من أحداث وأشخاص والتي تعتبر في مجملها أساسا لنشوء العقبات المشاعرية والمشكلات النفسية.هل مجتمعنا صحيح نفسيا؟ومن الصحة النفسية المجتعمية أيضا إدراك حقوق المرضى النفسيين الذهانيين المصابين بالأمراض العقلية وتحديدا المشردين في الشوارع بلا مأوى ولا ملبس ولا مأكل ولا مشرب بالحرص عليهم ورعايتهم بما يحفظ كرامتهم وإنسانيتهم؛ ومن حقهم علينا أيضا كمجتمع واع صيانتهم والإبلاغ عنهم أينما وجدناهم للتعامل مع حالاتهم بكل جدية من الجهات المختصة، فمنهم من وصلت بهم الحالات المرضية درجة الصعوبة ويصنفون خطرا على أنفسهم ومجتمعاتهم؛ فهم يحتاجون لذلك الاستبصار الذي يملكه المجتمع من حولهم لكي يعفوهم وينقذوهم من مصابهم.Yos123Omar@