غزة تستغيث.. مشاهد رعب وأنهار دم في البيوت والشوارع
500 طفل يتصدرون قائمة الشهداء.. والحصار الجائر يزيد المدينة جوعا
الأربعاء / 26 / ربيع الأول / 1445 هـ - 22:15 - الأربعاء 11 أكتوبر 2023 22:15
فيما تجاوز عدد شهداء غزة أكثر من 1000 شهيد، مع تواصل أنهار الدم في البيوت والشوارع، أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية أمس نداء استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل العاجل، لإيصال إمدادات الأدوية والوقود للمستشفيات، مع قرب نفاد معظم المستلزمات الطبية الخاصة بإسعاف جرحى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي.وقالت وزارة الصحة الفلسطينية «إن 60 % من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرة لاستشهاد نحو 500 طفل وامرأة نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي، الذي يستهدف الأماكن المأهولة بالسكان.وأشارت إلى أن جميع الأسرة في المستشفيات نفذت، ولا قدرة لدى المراكز الطبية والصحية على استقبال المزيد من الجرحى، الذين يسقطون تباعا، إثر الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة المستمرة على غزة .مشاهد رعبووسط مشاهد رعب وخوف واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المدفعي والجوي لعدة مناطق في قطاع غزة؛ مما أدى لتدمير عشرات المنازل خاصة منطقة الكرامة شمال القطاع، والتي تعرضت خلال الساعات الماضية لغارات عنيفة، فيما ارتفع عدد الفلسطينيين الذين نزحوا عن منازلهم إلى 250 ألف فلسطيني، لجؤوا إلى مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، في ظل ظروف إنسانية صعبة.وأعلنت وزارة الصحة في غزة، سقوط 1055 قتيلا و5184 مصابا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، وتجاوز عدد الشهداء من الأطفال 500 شهيد، قضوا في عمليات قصف منازلهم، من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، وقبل ذلك أعلنت حماس استشهاد أكثر من 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة ليلا.أزمة إنسانيةويواجه سكان غزة أزمة إنسانية عميقة، بعدما انقطع عنهم الطعام والكهرباء والمياه، إثر الغارات الجوية الإسرائيلية ردا على هجوم مباغت شنته فصائل حماس فجر السبت.وتقول إسرائيل «إنه تم اختطاف عشرات الإسرائيليين وآخرين من الخارج واقتادهم المسلحون إلى غزة كمختطفين، وظهر بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء عرضهم في الشوارع.وتعرض القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حماس، للقصف الجوي، وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن سيدة استشهدت وأصيب عدد من فلسطينيين بجروح جراء قصف منازلهم في منطقة النجار شمالي خان يونس، وتم نقلهم الى مستشفى غربي المدينة.وفي تل الزعتر شمالي قطاع غزة استشهد 8 فلسطينيين جراء قصف منزلهم ، فيما لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.استهداف الإسعافولم ترحم الطائرات الإسرائيلية سيارات الإسعاف، حيث استشهد فلسطينيان وأصيب مسعفان، في قصف استهدف السيارة بشكل مباشر، أثناء إخلاء المصابين من منطقة أبراج الكرامة شمال قطاع غزة، والتي تعرضت لقصف إسرائيلي عنيف، أسفر عن تدمير عشرات المنازل.وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الطواقم الطبية، والمؤسسات الصحية، وسيارات الإسعاف، وإضعاف قدراتها، مؤكدة أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة وغير آمنة، وطالبت وزارة الجهات الدولية باتخاذ خطوات فاعلة؛ لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.واستهدف طيران الاحتلال بعدد من الصواريخ منزلا في حي النصيرات، ما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح نقلوا على اثرها إلى مستشفى بدير البلح، فضلا عن استشهاد 15 شخصا من عائلة واحدة جراء قصف منازل في دير البلح.تدمير الجامعةوتباهى الجيش الإسرائيلي أمس بتدمير الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، التي قال «إنها تعمل كمركز تأهيل وتدريب رئيس لمهندسي حماس، بينما نددت وزارة التعليم الفلسطينية بالاستهداف».واستنكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني، الاستهداف المباشر بالقصف لمباني ومرافق جامعتي الإسلامية والأزهر في قطاع غزة، ما تسبب بأضرار جسيمة في البنية التحتية للجامعتين، حسب مراسلة «الحرة» في رام الله.ودعت الوزارة كافة المؤسسات والمنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية الدولية لتحمل مسؤولياتها، والتدخل الفوري والعاجل، والعمل الجاد لحماية طلبة المؤسسات التعليمية والعاملين فيها حرصا على حق الطلبة الفلسطينيين بالتعليم في ظل بيئة آمنة.تحت الطاولةوضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي 200 هدف في حي بمدينة غزة، قال «إن حماس استخدمتها لشن موجة غير مسبوقة من الهجمات».وقالت نادين عبد اللطيف، البالغة 13 عاما، وهي من سكان حي الرمال بمدينة غزة، «إن جيرانها وأقاربها طلبوا منها وعائلتها المغادرة يوم الاثنين بعد أن قالت إسرائيل إنها ستستهدف المنطقة، لكنهم قرروا البقاء؛ لأنه ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه»، على حد قولها لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، ومازال والد نهاد الذي كان يعمل في إسرائيل مفقودا، حيث فقدت العائلة الاتصال به.ولا يزال الوضع يائسا بالنسبة لنادين وعائلتها، وقالت «ليس لدينا ماء، وانقطعت الاثنين، بالكاد نحصل على الكهرباء أو الإنترنت، ولا يمكننا مغادرة المنزل لشراء الطعام؛ لأن الوضع يزداد خطورة، وكلما سمعت صوت طائرات، نختبئ تحت الطاولة».تدمير كاملووصف طارق الحلو، البالغ من العمر 29 عاما، وهو من سكان السودانية في شمال غزة، حالة من الفوضى الكاملة عندما قصفت الغارات الجوية حيه، وقال «بدأ أفراد عائلتي بالصراخ والخروج من المنزل، وكل واحد منا يهرب في اتجاهات مختلفة»، مضيفا أن حيه بأكمله قد دمر «دون أي إنذار مسبق»، وأكد أن جيرانه كانوا محاصرين تحت الأنقاض، وكان يسمع نداءاتهم طلبا للمساعدة.وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إنها حولت 83 من مدارسها في غزة إلى ملاجئ مؤقتة، لكن تلك الملاجئ المؤقتة وصلت إلى 90 % من طاقتها الاستيعابية، مع احتماء أكثر من 137 ألف شخص من الضربات الإسرائيلية.وتعد غزة واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم»، وتظهر إحصائيات البنك الدولي أن القطاع يعاني من أحد أعلى معدلات البطالة في العالم.وقالت الأمم المتحدة «إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى، وتجمع الكثير منهم في الشوارع أو في المدارس.إبادة جماعيةوأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية، وتستخدم فيها الأسلحة المحرمة دوليا، بما فيها القنابل الفسفورية والعنقودية وغيرها.وأكدت في بيان لها، أن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، أدت الى استشهاد وإصابة الآلاف، مع نزوح غير مسبوق، إضافة إلى أرقام مهولة من المنازل والأبنية والمؤسسات والمنشآت التي سويت بالأرض.وتقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 80 % من السكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة والحصول على الخدمات الأساسية، وتجعل الكثافة السكنية لغزة، الهجمات المضادة المستهدفة مثل تلك التي شنتها إسرائيل في الأيام الأخيرة ذات «احتمالية كبيرة لإصابة المدنيين»، وفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».وتزداد الظروف المعيشية في غزة قاتمة، فلا يحصل 95 % من السكان على المياه النظيفة، وفقا للأونروا.ضحايا غزة:
- 1055 شهيدا حتى أمس
- 5184 مصابا
- 500 طفل بين الشهداء
- %60 من النساء والأطفال
- 180 ألفا بلا مأوى
- 250 ألفا نزحوا من المدينة
- 2.3 مليون نسمة
- 365 كلم2
- 40 كلم طولها
- 10 كلم عرضها
- 78 كلم بينها وبين القدس