الرأي

وزارة السياحة.. وخدمات المعتمرين

أحمد صالح حلبي
المتابع لأعمال وأنشطة وزارة السياحة خلال صيف هذا العام 2023 يلحظ تنوع برامجها وأنشطتها وتواجدها بكافة مناطق ومدن ومحافظات المملكة، ولا أكون مبالغا حينما أقول إنها أوصلتنا للعديد من القرى التي لم تكن معروفة من قبل، وأبرزت تاريخها وتراثها وصناعتها التقليدية، كما عملت على توظيف إمكاناتها وقدراتها لتلبية رغبات المواطنين والمقيمين والزوار، ولعبت دورا بارزا في توفير فرص العمل الجيدة للشباب والفتيات بالمناطق والمنتجعات السياحية، والفنادق والأسواق الشعبية المقامة بالتعاون مع الأمانات والبلديات، وبرز دورها في توفير التسهيلات للمستثمرين وإزالة العوائق والإجراءات الروتينية مواكبة لرؤية المملكة 2030 مما أوجد مناخا جيدا للمستثمرين فسعوا لاستغلال الفرص المتاحة أمامهم، وأدخلوا خدمات وطوروا أخرى.ومواكبة لخطوات وزارة السياحة وأنشطتها، وأمام ارتفاع أعداد المعتمرين، الذين بلغ عددهم عام 2022 وفقا لبيان الهيئة العامة للإحصاء (24,715,307) معتمرين، منهم (8,372,429) معتمرا من خارج المملكة، و(16,342,878) معتمرا من داخل المملكة، بلغ عدد السعوديين منهم (6,642.881) معتمرا بنسبة 40,65%، فيما بلغ عدد المعتمرين غير السعوديين من الداخل إلى (9,699,997) معتمرا بنسبة 59,35%، وأمام هذه الأرقام فإن الحاجة أصبحت ماسة لدعوة وزارة السياحة للإشراف على أعمال وأنشطة عدد من مؤسسات وشركات تنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي، بدلا عن وزارة الحج والعمرة يتم تقييم نتائجها نهاية العام، ففي إشراف وزارة السياحة على خدمات المعتمرين سيخرج القطاع من أسلوبه التقليدي الذي اعتاد العمل عليه منذ صدور قرار مجلس الوزراء رقم 93 بتاريخ 10 / 6 / 1420هـ، بالموافقة على تنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة، كما سيفتح المجال لبناء شراكات مع منظمي الرحلات السياحية، ويرفع أعداد المرشدين السياحيين ويطور من مستوى أدائهم، وتطوير برامج المزارات المنفذة بما يمكن المعتمرين من الوقوف على المواقع التاريخية والخروج منها بمعلومات متكاملة عنها ، كما أن دخول وزارة السياحة لمجال العمرة سيحدث نقلة نوعية في برامج الخدمـات المقدمـة للمعتمرين، فمن خلال برامجها وخططها ومبادراتها سيتمكن المعتمر من إثراء تجربته الدينية والثقافية.وإن كانت هناك دول تسعى لتصميم برامج سياحية خاصة لزوارها تتوافق مع أوضاعهم الاقتصادية وثقافتهم، فإن مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين يقصدهما المسلمون من أقطار المعمورة، بحاجة إلى من يسعى لعمل برامج خاصة لزوارهما تتناول رحلتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، خاصة المعتمرين القادمين من خارج المملكة فهم بحاجة لأداء العمرة، والقيام بجولات سياحية للاطلاع على المواقع التاريخية والتعرف عليها بشكل صحيح من قبل مرشدين متخصصين.كما أن تكليف وزارة السياحة بالإشراف على أعمال وأنشطة منظمي خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي، سيفتح مجالات عمل واسعة أمام الشباب والفتيات للعمل في مجالات تتوافق وتخصصاتهم السياحية، فالسياحة اليوم باتت أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في العالم، وتلعب دورا بارزا في التنمية والتطوير.والسياحة الدينية وإن كان الهدف منها القيام بشعيرة دينية، فإنها تمثل ترويحا وتثقيفا للمعتمرين خاصة أفراد الأسر عند زيارتهم لجبلي ثور وحراء بمكة المكرمة، والمشاعر المقدسة (عرفات ـ مزدلفة ـ منى)، وبدر وجبل الرماة بأحد في المدينة المنورة، فمن خلال وقوفهم بهذه المواقع يتعرفون على الكثير من التاريخ الإسلامي.ashalabi1380@